قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الهجرة النبوية.. علي جمعة يكشف عن معجزة حقيقية حدثت فيها


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن اختفاء الجمال الثلاثة التى كان يركبها سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر الصديق –رضى الله عنه- وعبد الله بن أريقط المشرك الذي كان دليل الرسول وصاحبه في الهجرة عن أعين المشركين هو المعجزة الحقيقة في هجرة النبي إلى المدينة المنورة.


وأكد «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على قناة «سي بي سي»، أن كتب السيرة النبوية لم تتعرض إلى هذه المعجزة ولم يعرف أحدا أين ذهبت الجمال الثلاثة وكيفية إخفائها عن أعين المشركين، مضيفا أن ما وجد في السيرة النبوية، هو أن عامر بن فهيرة خادم أبو بكر الصديق كان يمشي وراء الجمال الثلاثة التي كان يركبها النبي وصاحبه ودليلهما حتى يمحو آثارهم حتى لا يعرف المشركون مكانهم.

دروس وعبر من الهجرة النبوية

هاجر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة قبل ألف وأربعمائة عاما -تزيد قليلا- ، حيث كان موطن الكبت والقهر والظلم والحصار إلى موطن الحرية والعدالة والمساواة والعز والتمكين، وكان ذلك بصحبة الصديق رضى الله عنه، وكانت هناك الكثير من العبر والدروس المستفادة من هجرته، ومنها:


- معية الله لأوليائه المؤمنين ونصرته لهم، ويتجلى هذا في حفظ رسول الله في الغار من أن تناله أيدي المشركين ثم نجاته من سراقة بن مالك.


- الثقة المطلقة بالله وبنصره وتأييده، ويتجلى هذا الدرس في قوله : "ما ظنك باثنين الله ثالثهما". ثم في عدم تلفته عندما لحقه سراقة، وكأن الأمر لا يعنيه ، ثم في إعطائه سراقة كتاب أمان، وهو الذي يخرج من بلده مهاجرا، لكنه كان يرى نصر الله له ويراقبه ويتيقنه كما يتيقن الشمس في رابعة النهار.


- الأخذ بالأسباب المادية لا ينافي التوكل، فها هو صلى الله عليه وسلم حال هجرته يأخذ شتى الوسائل المادية المتاحة له، فيستخفي بالظهيرة ثم بسواد الليل ثم بتجويف الغار، ويسلك طريقا غير معتادة، وينطلق جهة الجنوب ومقصده الشمال، ويستعين بكافر قد أمنه... لكن ذلك كله لم ينسه أن يتوكل على ربه ويعتمد عليه.


وهذه الأسباب التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن كافية لإبعاد قريش عنه، فقد وصلت قريش إلى غار ثور، لكن الله حجبه عنهم فلم يصلوا إليه بسوء.


يقول ابن حجر: "فالتوكل لا ينافي تعاطي الأسباب؛ لأن التوكل عمل القلب وهي عمل البدن، وقد قال إبراهيم عليه السلام: {ولٰكن ليطمئن قلبي} [البقرة: 260]. وقال عليه الصلاة والسلام: "اعقلها وتوكل".


وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة رحمه الله: "مهما أمكن المكلف فعل شيء من الأسباب المشروعة لا يتوكل إلا بعد عملها؛ لئلا يخالف الحكمة, فإذا لم يقدر عليه وطن نفسه على الرضا بما قدره عليه مولاه، ولا يتكلف من الأسباب ما لا طاقة به له".
قال ابن حجر: "الأسباب إذا لم تصادف القدر لا تجدي".


وقال بعد أن ذكر أقوال العلماء في العلاقة بين الأسباب والتوكل: "والحق أن من وثق بالله وأيقن أن قضاءه عليه ماض لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب اتباعا لسنته وسنة رسوله, فقد ظاهر في الحرب بين درعين, ولبس على رأسه المغفر, وأقعد الرماة على فم الشعب, وخندق حول المدينة, وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة, وهاجر هو, وتعاطى أسباب الأكل والشرب, وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء, وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك, وقال الذي سأله: أعقل ناقتي أو أدعها؟ قال: (اعقلها وتوكل)، فأشار إلى أن الاحتراز لا يدفع التوكل, والله أعلم".


- العفة والزهد فيما عند الناس رغم الحاجة إليه؛ درس آخر من دروس الهجرة، حيث عرض سراقة بن مالك عليه الزاد والعون وهو أحوج الناس يومذاك إليه، يقول سراقة: وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال: "أخف عنا.


وفي الصحيح عنه أنه قال: "ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله.


- جواز الاستعانة بالمشرك إذا أمن شره ومكره؛ فقد استعان النبي بعبد الله بن أريقط فكان دليله في سفره وكان "هاديا خريتا (والخريت: الماهر بالهداية) قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش فأمناه.


- بذل الصحابة أنفسهم وأموالهم وأهليهم فداء لنبي الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد نام علي في فراشه ليلة خروجه، وكان الصديق شريكه في أهوال رحلة الهجرة، فيما جهد ولداه عبد الله وأسماء ومولاه عامر في خدمة النبي ، وهذا من علامات الإيمان وضروراته، قال : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين.


- دلائل صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ثباته في الغار، وحين دهمهم سراقة، وذلك لا يتأتى إلا لمن علم أن ربه لا يسلمه إلى عدوه.


ومنه أيضا معجزاته عليه الصلاة والسلام فقد ساخت يدا فرس سراقة لما همه بالسوء، كما حلبت شاة أم معبد وهي عجفاء لم يطرقها فحل -كما جاء في بعض الروايات- لما مس ضرعها.


- الاستفادة من الطاقات المختلفة، وكل حسب نوعه وسنه، فقد كان الصديق بحكمته خير رفيق للرسول ، فيما تولى الشاب عبد الله بن أبي بكر مهمة تحسس أخبار قريش، وتولى عامر بن فهيرة الخدمة، وتولت أسماء إعداد الجهاز والطعام لهذا الركب.


- استحباب الرفقة في السفر، وأن يكونوا أكثر من واحد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب".

قال الخطابي: "والمنفرد في السفر إن مات لم يكن بحضرته من يقوم بغسله ودفنه وتجهيزه, ولا عنده من يوصي إليه في ماله ويحمل تركته إلى أهله ويورد خبره إليهم, ولا معه في سفره من يعينه على الحمولة, فإذا كانوا ثلاثة تعاونوا وتناوبوا المهنة والحراسة وصلوا الجماعة وأحرزوا الحظ فيها.


- فضل عبادة الهجرة وعظم ثواب المهاجر؛ حيث قال مخاطبا مكة: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت. وفي بيان ما فيها من بلاء قال تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن ٱقتلوا أنفسكم أو ٱخرجوا من ديٰركم ما فعلوه إلا قليل منهم} [النساء: 66]، فجعل ترك الديار والأوطان قرين القتل والموت.


- فضل الصديق وشدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان له أنيسا وصاحبا في الهجرة وخادما، فقد كان يحرسه ويخاف عليه ويبرد له اللبن ويؤثره على نفسه ويظله إذا قامت الشمس.


قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "نطقت بفضله الآيات والأخبار، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار، كلما تليت فضائله علا عليهم الصغار، أترى لم يسمع الروافض الكفار: {ثاني اثنين إذ هما في الغار...}[التوبة: 40]؟!
دعا إلى الإسلام فما تلعثم ولا أبى، وسار على المحبة فما زل ولا كبا، وصبر في مدته من مدى العدى على وقع الشبا، وأكثر في الإنفاق فما قلل حتى تخلل بالعبا.


تالله لقد زاد على السبك في كل دينار دينار، {ثاني اثنين إذ هما في الغار}[التوبة: 40].


من كان قرين النبي في شبابه؟! من ذا الذي سبق إلى الإيمان من أصحابه؟! من الذي أفتى بحضرته سريعا في جوابه؟! من أول من صلى معه؟! من آخر من صلى به؟! من الذي ضاجعه بعد الموت في ترابه؟! فاعرفوا حق الجار.


نهض يوم الردة بفهم واستيقاظ، وأبان من نص الكتاب معنى دق عن حديد الألحاظ، فالمحب يفرح بفضائله والمبغض يغتاظ، حسرة الرافضي أن يفر من مجلس ذكره، ولكن أين الفرار؟!.


كم وقى الرسول بالمال والنفس! وكان أخص به في حياته وهو ضجيعه في الرمس، فضائله جلية وهي خلية عن اللبس، يا عجبا! من يغطي عين ضوء الشمس في نصف النهار، لقد دخلا غارا لا يسكنه لابث، فاستوحش الصديق من خوف الحوادث، فقال الرسول: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما". فنزلت السكينة فارتفع خوف الحادث، فزال القلق وطاب عيش الماكث، فقام مؤذن النصر ينادي على رءوس منائر الأمصار {ثاني ٱثنين إذ هما في ٱلغار}.


حبه -والله- رأس الحنيفية، وبغضه يدل على خبث الطوية، فهو خير الصحابة والقرابة والحجة على ذلك قوية، لولا صحة إمامته ما قيل: ابن الحنفية، مهلا مهلا، فإن دم الروافض قد فار.


والله ما أحببناه لهوانا، ولا نعتقد في غيره هوانا، ولكن أخذنا بقول علي وكفانا: (رضيك رسول الله لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا؟!).


تالله لقد أخذت من الروافض بالثأر، تالله لقد وجب حق الصديق علينا، فنحن نقضي بمدائحه ونقر بما نقر به من السني عينا، فمن كان رافضيا فلا يعد إلينا وليقل: لي أعذار.


- اختلف العلماء في توجيه شرب النبي صلى الله عليه وسلم من لبن الراعي في الطريق، قال المهلب بن أبي صفرة: "إنما شرب النبي من لبن تلك الغنم؛ لأنه كان حينئذ في زمن المكارمة, ولا يعارضه حديثه: "لا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه"؛ لأن ذلك وقع في زمن التشاح, أو الثاني محمول على التسور والاختلاس، والأول لم يقع فيه ذلك بل قدم أبو بكر سؤال الراعي: هل أنت حالب؟ فقال: نعم. كأنه سأله هل أذن لك صاحب الغنم في حلبها لمن يرد عليك؟ فقال: نعم، أو جرى على العادة المألوفة للعرب في إباحة ذلك، والإذن في الحلب على المار ولابن السبيل, فكان كل راع مأذونا له في ذلك.


وقال الداودي: "إنما شرب من ذلك على أنه ابن سبيل وله شرب ذلك إذا احتاج, ولا سيما النبي صلى الله عليه وسلم.


- أهمية المسجد ودوره في الإسلام؛ حيث حرص النبي عليه أينما حل، فقد بنى مسجد قباء قبل وصوله المدينة، وكان بناء المسجد النبوي أول أعماله حين وصل المدينة.