الكونجرس البرازيلي يوافق على مشروع قانون الإنترنت

وافق مجلس الشيوخ البرازيلي بالاجماع على تشريع جديد يضمن حقوقا متساوية للوصول إلى الانترنت وحماية المستخدمين البرازيليين وذلك في أعقاب ما تكشف عن عمليات تجسس أمريكية.
وتعتزم رئيسة البرازيل ديلما روسيف -التي كانت هدفا لعمليات التنصت الأمريكية وفقا للوثائق التي سربها المحلل السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية ادوارد سنودن- توقيع التشريع حتى يصبح قانونا.
وقال مكتبها في إحدى المدونات إنها ستقدمه يوم الأربعاء خلال مؤتمر عالمي بشأن مستقبل الانترنت.
ولاقى التشريع الذي سمي "دستور الانترنت" اشادة من خبراء من أمثال الفيزيائي البريطاني ومخترع الانترنت تيم بيرنرز لي لما يتضمنه من توازن بين حقوق وواجبات المستخدمين والحكومات والشركات وضمانه أن تظل الانترنت شبكة مفتوحة ولا مركزية.
ولضمان اقرار مشروع القانون اضطرت حكومة روسيف إلى استبعاد نص مثير للجدل كان يجبر شركات الانترنت العالمية على تخزين البيانات الخاصة بالمستخدمين البرازيليين في مركز خدمات بيانات داخل الدولة.
وأضيف البند إلى مشروع القانون بعد تسريبات في العام الماضي عن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على اتصالات الانترنت الخاصة للبرازيليين بمن فيهم روسيف نفسها إضافة إلى قادة اخرين بالعالم.
وبدلا من البند المستبعد نص مشروع القانون على ان الشركات من أمثال جوجل وفيسبوك ستضخع للقوانين البرازيلية حتى اذا تم تخزين البيانات على خوادم انترنت خارج البلاد.
ورفضت الحكومة استبعاد بند عارضته شركات الاتصالات بشدة لانه يحظر عليها فرض رسوم اضافية للدخول إلى محتوى يحتاج إلى نطاق تردد أكبر مثل التسجيلات المصورة والخدمات الصوتية مثل (سكايب).
ويحمي التشريع حرية التعبير وتداول المعلومات ويوضح عدم مسؤولية مقدمي الخدمة عن المحتوى الذي ينشره المستخدمون إلا ان عليهم الاذعان لأوامر المحكمة في محو المواد التي تشكل اساءة أو تشهيرا.
ويحد مشروع القانون من عمليات جمع بيانات مستخدمي الانترنت في البرازيل.
وفي اعقاب تسريبات التجسس التي كشفها سندون -ومن بينها مزاعم بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية جمعت بيانات مخزنة في خوادم انترنت لشركات مثل جوجل وياهو- سعت البرازيل إلى اجبار هذه الشركات على تخزين البيانات في خوادم داخل البلاد.
وشكت شركات الانترنت من أن هذا سيرفع تكاليف تشغيلها ويضع حواجز أمام حرية تدفق المعلومات.
ووترت تسريبات عن برامج تجسس لوكالة الأمن القومي الأمريكية العلاقات بين الولايات المتحدة والبرازيل ودفعت روسيف إلى الغاء زيارة دولة كانت مقررة إلى واشنطن في أكتوبر تشرين الأول والتنديد في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمراقبة الالكترونية الواسعة النطاق للانترنت