"الشواذ فكريا"يعودون بقوة لشاشة الفضائيات.. وخبراء رأي عام: المذيعون ليسوا أحرارا في استضافتهم..وحرية الإعلام بريئة منهم

اساتذة رأي عام:
ليلى عبد المجيد: الإعلامي ليس حرا في استضافة "الشواذ فكريا"
ياسر عبد العزيز: "إعلام" الدول المتقدمة يمتنع عن استضافة العناصر "الشاذة"
ايمان جمعة: بعض المذيعين يستضيفون "شواذ فكريا" للفرقعة فقط.. وهذا الشكل مرفوض
"الشواذ فكريا".. هذه الفئة التي طالما نبذتها كل المجتمعات، يسلط عليها بعض الإعلاميون الضوء، و بل و يخصصون لها مساحات على شاشة الفضائيات ، وفي هذا الإطار يشار إلى أن أحد البرامج الفضائية ذات الشعبية العريضة سلطت الضوء على نموذج لامرأة تحمل أفكارا شاذة لا تتفق مع معتقدات المجتمع المصري و مرجعيته الدينية، و انتهى منفذو البرنامج إلى طرد الضيفة بعد أن استفاضة في شرح معتقداتها المدعومة بابحاث علمية بحسب ما تدعي، و يبقى السؤال.. مالذي يستفيده المشاهد من هذا المنتج الإعلامي، و هل يتناسب هذا الشكل مع إعلام الدول المتحضرة.
في هذا الإطار استنكرت الدكتورة ليلى عبد المجيد، العميد السابق لكلية الإعلام، استضافة بعض الإعلاميين المصريين لعناصر شاذة ومناقشة أفكارهم على شاشات التلفزيون، وأكدت ان الإعلامي لابد ان يكون واعيا بمسئولية ما يقدم ومدركا لها، ويجب ان يضع لنفسه ضوابط وقيودا تتناسب مع المجتمع الذي نعيش فيه.
وأشارت إلى أن ما يتم تقديمه في هذا الإطار لا يعد تعبيرا عن الرأي ولا يندرج تحت حرية الإعلام؛ حيث إن حرية الإعلام لابد أن تكون منظمة وألا تنطلق بلا ضابط أو رابط.
وأضافت "عبد المجيد" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": ما الفائدة التي سيحصل عليها المجتمع اذا تعرف على نموذج يحمل أفكارا شاذة لا تتناسب مع مرجعياته؟ فلندع حرية العقيدة وشأنها، من يشاء يؤمن ومن يشاء فليكفر.
وأضافت "عبد المجيد" النماذج الشاذة حرة في أن تعتنق ما تشاء، بينما الإعلامي أو المذيع ليس حرا في أن يستضيف هذه النماذج ويعطيها مساحة لتجرح في معتقدات الآخرين على الملأ من خلال شاشات التليفزيون، مؤكدة ان هذا التصرف يخل بالأمن المجتمعي
واستنكر ياسر عبد العزيز، الخبير الاعلامي، استضافة بعض الإعلاميين المصريين لعناصر شاذة و مناقشة أفكارهم على شاشات التليفزيون، مشيرا إلى إن وسائل الاعلام في الدول المتقدمة تمتنع عن استضافة الأشخاص الذين يطعنون في عقائد قطاعات من الجمهور أو المشككين في الأديان التي يعتنقها جموع المواطنين.
و أضاف في تصريحات خاصة لـ" صدى البلد "، إنه في حالة وجود أى جوانب تخص الشأن الديني يمكن عرضها على وسائل الإعلام إذا كانت تنطوي على جهد علمي او فني وفصلها تماما عن المعتقدات السائدة و عدم مقارنتها بها، و هذا الأمر لا يتوافر في المواد التي تبث على الشاشات المصرية.
وقال إن الهدف من قبل هذا النوع من اللقاءات ، يتم تنفيذه فقط لجنى الإعلانات و هو أمر يضر بمصالح الجمهور و بحرية الإعلام .
وصفت د. إيمان جمعة، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، ما بثه أحد أهم البرامج على شاشة الفضائيات من لقاء مع سيدة تعرض لأفكار شاذة و ضد المرجعية الدينية للمجتمع المصري بـ"لتمثيلية"، و أكدت إن إذاعة مثل هذه الأفكار على شاشات عامة يمثل خطورة كبيرة.
و أوضحت"أيمان " إن الحلقة التي أثارت البعض ضدها كان هدفها فقط تسديد ضربة و فرقعة إعلامية فقط، ولا هدف منطقي لها.
وأكدت أن الكارثة تتضاعف عندما تقدم هذه الحلقات مذيعة أو مذيع غير مؤهلين لإجراء الحوارات أصلا، و أكدت رفضها طريقة التناول وضد هذ النوعية من الحلقات.