أستاذ عقيدة: "يدى الحلق للى بلا ودان" مقولة خاطئة تتهم الله بالظلم فى توزيع الأرزاق

أكدت الدكتورة إلهام فتحى أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، أن مقولة "يدى الحلق للى بلا ودان" هذا من الكلام الخاطئ الذى يفهم منه الظلم فى توزيع الأرزاق وفيه تعدٍ كبير وتطاول على الذات الإلهية، لأنها تحمل معنى السخرية من تقسيم الله تعالى للأرزاق.
وأضافت فتحي لـ"صدى البلد"، أنه يجب أن يعلم الناس أن لله فى خلقه شئون فالله يرزق المؤمن والكافر المطيع والعاصى الذكى والمحدود الذكاء صاحب الحيلة ومن لاحيلة له الطيب والشرير العاقل غير العاقل، مؤكدة أنه لا يجب أن يعترض أحد على مراد الله تعالى ولا فعله فى ملكه.
وأوضحت أن الرزق خاضع فى تقسيمه لمشيئة الله تعالى لقوله "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" سبأ:39، وقوله تعالى "إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"، فالله يرزق بلا سؤال ويرزق من مكان لا تظنه مصدر رزق ويرزق بلا بكثرة غير متوقعة وكل خاضع لمشيئته ويجب أن نفهم أن زيادة الرزق قتنة "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ" وهذه الفتنة خشيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمته، بقوله: "فوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أن تُبْسَطَ الدُّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كَانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم". رواه البخاري.
وتابعت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. رواه البخاري وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار، رواه أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم:... وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، رواه الترمذي.
وأفادت: فعلينا أن ننبه الناس إلى هذه الأخطاء الشائعة فى كلامهم وأمثالهم الشعبية حتى يحتاطوا لأنفسهم وليعلم كل مسلم أنه محاسب على ما يتلفظ به بعد علمه بحكمه لقوله تعالى "مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".