الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لوكا مودريتش .. قصة لاجئ أصبح ينافس على كأس العالم .. بدأ بين أطلال الحروب وصار أفضل لاعبي خط الوسط بالعالم لاعبا في ريال مدريد

مودريتش
مودريتش

حياته الأولى كانت بين أطلال الحروب فى كرواتيا .. قتل والده وترك يتيما فى تلك الظروف الصعبة التى خلفتها الحروب . قضى معظم حياته فى الصغر بمخيمات اللاجئين بين أصوات القنابل والقذائف التى ترهب الكبار قبل الصغار .. ولكنه رغم ذلك تحول الى أسطورة كروية وقاد منتخب بلاده إلى المربع الذهبى فى بطولة كأس العالم المقامة حاليا فى روسيا بل ينافس على تحقيق حلم المونديال الذى لم يحققه منتخب بلاده من قبل .. أنه الكرواتى لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الاسباني الذى كان عمره 5 سنوات فقط حين قامت الحرب التي عصفت بآلاف الكروات حيث قتل والده وقضى الطفل اليتيم شهورا عديدة في مخيمات اللاجئين محاطا بأصوات القذائف والقنابل اليدوية.

على الرغم من الظروف القاتمة استمر لوكا في ممارسة كرة القدم داخل المخيمات وحاول الالتحاق بفريق هايدوك سبليت للناشئين إلا أنه قوبل بالرفض، الأمر الذي لم يحبط من عزيمة لوكا مودريتش المثابر فلم يعبأ بالرفض واستمر في حلمه إلى أن أصبح مودريتش الذي نراه اليوم أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم في صفوف ريال مدريد.

كان الطريق المؤدي إلى ريال مدريد شائكا بالنسبة الى الكرواتي لوكا مودريتش، حيث بدأ في مكان لم يعد سوى أطلال لبيت محروق في قرية مودريتشي التي دُمرت خلال حرب الاستقلال.

تقع هذه القرية على سفح جبال فيليبيت المطلة على البحر الأدرياتيكي، وقد كان مودريتش يقطن في المنزل الصيفي لجده وهو الآخر يدعى لوكا مودريتش، وقتل من قبل القوات الصربية في الاشهر الاولى للنزاع (1991-1995) الذي حصد قرابة 20 ألف قتيل.

ولا تزال لوحة تذكر بذلك في تلك المنطقة وتقول "خطر ألغام".

كان لوكا مودريتش في العاشرة من عمره عندما هرب مع عائلته إلى مدينة زادار الساحلية التي تقع على بعد 40 كيلومترا. هنا، وسط ضجيج القنابل التي تتساقط على هذا المرفأ، تفتقت موهبة أحد أبرز المواهب المعاصرة في القارة الأوروبية الذي أصبح فيما بعد قائدا لمنتخب كرواتيا.

ويتذكر يوسيب بايلو الذي كان مدربا لفريق ان كاي زادار "كنت قد سمعت عن شاب صغير نشيط لا يتوقف عن مداعبة الكرة حتى في أروقة أحد الفنادق وينام معها".

باتت موهبة هذا الصبي واضحة، ويضيف المدرب البالغ 74 عاما حاليا "كان مثالا للاعبي جيله، قائدا محبوبا. كان الأطفال يرون فيه في تلك الفترة ما نراه اليوم".

ويرى ماريان بوليات صديق مورديتش أن موهبة الأخير برزت وسط أجواء مخيفة. ويتذكر "تساقطت القذائف حولنا مليون مرة ونحن في طريقنا إلى التدريب، كنا نهرع إلى الملاجئ".

ويعتبر بوليات (36 عاما) وهو لاعب محترف سابق أيضا، أن هذه الظروف التي خبرها مودريتش كانت "أحد العوامل التي ساهمت في ان يكون اليوم أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم".

ويعرف عن زادار الذي يلعب حاليا في دوري الدرجة الثالثة في كرواتيا بأنه ناد اختصاصي في تكوين اللاعبين. أما أبرز الذين تخرجوا من صفوفه فهم يوسيب سكوبلار الهداف الأسطوري في صفوف مرسيليا الفرنسي، والدوليان الحاليان شيمي فرسالكو ودانيال سوباشيتش.

ولكن وبنظر مشجعي زادار، لمودريتش مكانة مختلفة على رغم أنه لم يدافع إطلاقا عن ألوان الفريق، فقد التحق بنادي دينامو زغرب عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.

لكن شعبيته الجارفة تلطخت بسبب التهمة الموجهة إليه بالإدلاء بشهادة زور أمام القضاء، في فضيحة فساد تهز كرة القدم الكرواتية.

واتهام القضاء الكرواتي له الآن مرتبط بتوقيع أول عقد احترافي مع دينامو زغرب في 2004 يحدد شروط انتقاله مستقبلا. استدعي مودريتش في 13 يونيو الماضي من قبل القضاء في مدينة اوسييك للإدلاء بشهادته في قضية زدرافكو ماميتش (57 عاما) الرجل القوي والمثير للجدل في كرة القدم الكرواتية الذي يشتبه بقيامه بعمليات اختلاس عدة.

ويشك القضاء الكرواتي في أن الرئيس السابق لنادي دينامو زغرب اختلس مع شركاء مفترضين نحو 15,6 مليون يورو لا سيما في صفقات انتقال مشبوهة، في حين انه لم يقر أمام الضرائب إلا بمبلغ 1,6 مليون يورو.

لكن مودريتش محا كل ذلك خلال مباراة واحدة عندما فرض نفسه نجما لمباراة منتخبه ضد اليونان المؤهلة إلى نهائيات مونديال روسيا ليقوده الى فوز عريض ذهابا 4-1 بتسجيله أحد أهداف منتخب بلاده.

وأمل ستركالي بألا تؤثر هذه الفضيحة على أداء "الأمير الصغير"، وهو أحد ألقاب مودريتش، بقوله "هو شخص حساس".

ويضيف سفيتكو كوستيتش المسؤول الحالي في نادي زادار والذي يعرف مودريتش منذ طفولته "هو شخص يعرف ماذا يريد، وقد علمته الحياة هذا الأمر، لقد عاش أمورا أسوأ بكثير من هذا عندما كان طفلا".