الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سمحت لنتنياهو بإبادتهم وتبحث تقديم المساعدات لهم.. مواقف فرنسا من أزمة غزة

ماكرون
ماكرون

كانت فرنسا من أولى الدول التي سارع رئيسها إيمانويل ماكرون لإعلان دعم بلاده ومساندتها لإسرائيل في سحق قطاع غزة وتدميره فوق رؤوس ساكنيه من المدنيين دون تفرقة بين المقاومة الأطفال والنساء تحت ذريعة الدفاع عن النفس بعد عملية طوفان الأقصى.

فرنسا التي دعمت إسرائيل منذ اللحظات الأولى من تجدد الصراع وزار رئيسها تل أبيب لإعلان التضامن والمساعدة بينما كانت آلتها العسكرية تحصد رقاب أطفال ونساء غزة دون هوادة ولم يتفوه بكلمة، حيرت بمواقفها العالم، حيث وجهت بلاده الدعوة لنحو 80 دولة ومنظمة حول العالم لحضور مؤتمر باريس، لبحث تقديم المساعدات وكيفية إيصالها إلى قطاع غزة، وذلك وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" اليوم الأربعاء.

تغير في مواقف فرنسا 

وتعقد القوى العالمية مؤتمرا في باريس، غدا الخميس، بهدف تنسيق المساعدات وتقديم العون للجرحى في قطاع غزة الفلسطيني، فيما أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى احتمال النظر في إنشاء ممر بحري ومستشفيات عائمة على متن السفن ومستشفيات ميدانية، حسب تقرير لوكالة «رويترز».

ويشارك في المؤتمر عدد من الدول أصحاب المصلحة في المنطقة، مثل مصر والأردن ودول الخليج، بالإضافة إلى قوى غربية وأعضاء مجموعة العشرين باستثناء روسيا.

ومن المقرر أن تشارك في المؤتمر أيضًا المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة، إضافة لمشاركة السلطة الفلسطينية في المؤتمر.

ويعد الهدف العام من هذا المؤتمر هو حشد الموارد المالية وإيجاد طرق لإيصال المساعدات إلى القطاع، بالإضافة إلى إخراج المصابين بجروح خطيرة نظرًا إلى الانهيار السريع للبنية التحتية الطبية في غزة.

وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن سامح شكري وزير الخارجية يتوجه اليوم الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية باريس لرئاسة وفد مصر المُشارِك في مؤتمر باريس حول الأوضاع الإنسانية في غزة، نيابة عن رئيس الجمهورية، والمقرر انعقاده الخميس المقبل.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أنه من المقرر أن يلقي الوزير شكري كلمة مصر أمام المؤتمر، والتي ستركز على تناول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، والجهود المصرية للتعامل مع الوضع الإنساني في القطاع، فضلاً عن التأكيد على ضرورة حشد الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة.

وقال نيكولا دي ريفيير مندوب فرنسا بالأمم المتحدة، إن المؤتمر الإنساني في باريس في 9 نوفمبر يهدف للعثور على سبل لنقل الموارد اللازمة إلى غزة وضمان وصول مساعدات إنسانية إلى القطاع.

وأشار الدبلوماسي الفرنسي إلى أن ممثلي، الأمم المتحدة واللاعبين الإقليميين سيشاركون في الاجتماع.

مؤتمر باريس لدعم غزة 

وتابع: سيحضر هذا المؤتمر الإنساني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى فيليب لازاريني، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث. وسيحضره كذلك رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية.

وقالت كاترين كولونا وزيرة خارجية فرنسا، إن مؤتمر باريس عن الوضع في غزة سيتناول احترام القانون الدولي واحتياجات المياه والصحة والطاقة والغذاء، متابعة: "نطالب بمزيد من الجهود لإيصال المساعدات الدولية لغزة".

وأضافت وزير الخارجية الفرنسية، أن المؤتمر سيتناول احترام القانون الدولي واحتياجات المياه والصحة والطاقة والغذاء.

وتابعت "كولونا": صوتنا لصالح وقف إطلاق النار بغزة وعلى مجلس الأمن تحمل مسئولياته، منوهة بأنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في غزة.

وأدانت وزيرة خارجية فرنسا، عنف المستوطنين بالضفة الغربية، لافتة إلى أنه يتم العمل على تفادي توسيع الحرب بغزة وإقرار حل دبلوماسي سلمي.

في هذا الصدد، قال خالد شقير الصحفي المتخصص في الشأن الفرنسي، إنه في إطار منتدى باريس للسلام والذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس ويعقد غدا من الساعة العاشرة صباحا حتي الواحدة ظهرا بتوقيت باريس "الحادية عشر حتى الثانية عصرا بتوقيت القاهرة"، سوف يتم بحث مواجهة الوضع الإنساني الحرج الذي يعيشه السكان المدنيون الفلسطينيون في غزة المتضررون بشدة من جراء القصف ونقص الأدوية والكهرباء والوقود والمياه والسلع  الغذائية وسترحب فرنسا بمبادرة من رئيس الجمهورية، بعقد مؤتمر دولي بشأن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة .

وأضاف "شقير" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه فيما يخص تغير الموقف الفرنسية فأعتقد أن الزيارة الأخيرة للمنطقة من قبل ماكرون ولقائه بالمسؤولين وبصفة خاصة الرئيس السيسي الذي دق ناقوس الخطر  للرئيس الفرنسي بأن الزمام قد يفلت وفي هذه الحالة ستندلع حربا إقليمية ويمكن أن يدفع الجميع الثمن.

دعم كبير بهدف الحضور

وأوضح شقير، أن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي هو رد فعل لسياسية اليمين المتطرف والتي تقوم علي الاستيطان وتضيق الخناق على جميع الفلسطينيين في غزة ورام الله، وحدث تغير ملحوظ فوجدناه يصرح بعد عودته من هذه الزيارة بأن حق دفاع إسرائيل عن نفسها لا يجب أن يكون على حساب المدنيين في غزة، ومن هنا تغير الموقف الفرنسي بالتصويت لصالح قرار تبنته مجموعة الدول العربية في مجلس الأمن.

وتابع: هناك ضغوط داخلية وتظاهرات وانتقادات من الموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل من اليسار الفرنسي، ووسط حالة التخوف والهاجس من انقسامات مجتمعيه بين أكبر جالية مسلمة بأوروبا (7ملايين ) وأكبر جالية يهودية بأوروبا (500 ألف)، إلا أن مصالح فرنسا في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج على المحك بعد هذه الأزمة، وفرنسا لا تريد أن تخسر هذه المنطقة بعد خسارة منطقة الساحل الإفريقي.

من جانبه قال مناف الكيلاني، المحلل السياسي المختص بالشأن الفرنسي والأوروبي، إنّ الهدنة الإنسانية كان يمكن على الأقل أن تنظم منذ أسابيع وليس اليوم، وتأخير مؤتمر باريس يؤكد أن هناك فشلًا تامًا بالدبلوماسية الفرنسية التي شاركت في قمة القاهرة للسلام الذي عقدت 21 أكتوبر الماضي، بتمثيل وزير خارجيتها فقط.

وأضاف الكيلاني، الثلاثاء، خلال مداخلة له عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن مؤتمر باريس أو هذا اللقاء ليس بمؤتمر بل هو ندوة صحفية أو إعلامية ستعقد في باريس فقط مجرد رفع العتب لا أكثر، كي لا تتهم فرنسا بالكيل بمكيالين، علمًا بأنها منذ البداية انحازت بشكل قاطع وتام للطرف الإسرائيلي وباتت الموقف غير الرسمي للحكومة الإسرائيلية.

وأوضح المحلل السياسي، أن فرنسا أنها عطلت قرارين لوقف إطلاق النار بمجلس الأمن تقدمت بهما روسيا مسبقًا، مؤكدًا أنه لو كانت هناك نية فعلية لفرنسا لمساعدة الفلسطينيين، لكنا عرفنا هذا الأمر منذ زمن، لكن حقيقة الأمر هو عملية كسب الوقت، لأن هناك استمرارية في السياسة الفرنسية الداعمة لإسرائيل منذ عقود، وهذا الأمر لا يمكن الإفصاح عنه من داخل الحكومة الفرنسية ولكن لرفع العتب، ولكي لا يكون هناك فقدان لماء الوجه.

وكانت أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن المؤتمر سيركز على 3 أهداف رئيسية كالتالي:

  • العمل على الترويج للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين والعاملين في الحقل الإنساني، وتسهيل وصول المساعدات الدولية.
  • استكشاف الرد الدولي الإنساني لحاجات القطاعات الصحة والمياه والطاقة والتغذية.
  • ‏الدعوة إلى التعبئة من أجل دعم الوكالات والمنظمات العاملة ميدانياً.

وسيُعقد المؤتمر غدا الخميس في سياق مؤتمر باريس للسلام في نسخته السادسة الذي يلتئم يومي 10 و11 الحالي، ووفق الخارجية الفرنسية، فإن مدة المؤتمر الإنساني لن تزيد على 3 ساعات ما بين العاشرة صباحاً والواحدة ظهراً بتوقيت العاصمة الفرنسية.