الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطوط حمراء وهدنة إجبارية.. القاهرة تفسد مخطط إسرائيل وحلفائها لابتلاع غزة

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

تدرك مصر قيادة وشعبا وبشكل جيد هدف إسرائيل من الحرب التي تخوضها داخل قطاع غزة بلا هوادة ولا هدنة إنسانية منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث "عملية طوفان الأقصى"، مستخدمة فيها كل أنواع الأسلحة المسموح بها والمحرمة دوليا؛ بزعم القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس وطردها من القطاع وتدويل إدارته.

ولم تتوقف التحركات المصرية على المستويات كافة، حيث تتواصل القاهرة ليل نهار مع الشركاء الإقليميين والدوليين وتكثف من اتصالاتها؛ لإيجاد حل شامل وسريع للأزمة في غزة، ووقف الحرب المستعرة داخل القطاع، والتي دخلت شهرها الثاني، ولا يتم التفريق فيها بين مدنيين أو مقاومة، ولمنع تمدد الصراع في المنطقة.

مخططات ابتلاع غزة 

وتسعى إسرائيل وبمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية إلى تصفية القضية الفلسطينية، عبر دفع الفلسطينيين من داخل قطاع غزة إلى سيناء ولو بشكل مؤقت كما يدعي الاحتلال الإسرائيلي، فيما يعرف بعملية "التهجير القسري" لسكان القطاع؛ الذي يعاني حصارا مطبقا منذ 31 يوما، أو من خلال استقطاب قوى دولية إلى القطاع لتتولى عملية إدارته بديلا عن حكومة حماس.

وأكدت مصر أكثر من مرة رفضها أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر استقبال الفلسطينيين في سيناء، وأن سيناء أرض مصرية ولا يوجد مجال للتفريط بها أيا كانت الضغوط، مشددة على رفضها أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما أكده الرئيس السيسي في قمة القاهرة للسلام، وقال إن مصر ترفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وفي كل الأحوال لن يتم الحل على حساب مصر.

وتلقى الرئيس السيسي، الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، واستعرض الرئيسان نتائج الاتصالات والتحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية لاحتواء الموقف الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أكد السيسي لماكرون ضرورة تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق أو إبطاء.

واتفق الرئيسان على استمرار التنسيق والتشاور بشأن تطورات الوضع في الشرق الأوسط، والعمل على حث الأطراف على إيجاد سبل لحل الأزمة، وصولاً لإحلال السلام وتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

كما استقبل الرئيس السيسي، الثلاثاء، "وليام بيرنز" مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء شهد تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، وتأكيد الحرص المتبادل على تدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على الصعيد الأمني والاستخباراتي، بهدف دعم جهود استعادة الاستقرار في المنطقة ومواجهة التحديات المتعددة في هذا الصدد.

وأكد السيسي محددات الموقف المصري في هذا الشأن، خاصة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لحماية المدنيين، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وعدم إعاقة تدفقها، بينما أكد مدير المخابرات الأمريكية حرصه على مواصلة التنسيق المكثف مع الجانب المصري بهدف حل الأزمة الحالية.

ولم يتهاون الرئيس السيسي في دعم ومساندة القضية الفلسطينية منذ توليه الحكم في 2014، فلا يوجد محفل شارك به إلا وتحدث عن أهمية حل القضية الفلسطينية، وضرورة إقامة دولتين، خاصة مع تجدد الصراع بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس داخل قطاع غزة.

ومصر هي البلد العربية الوحيدة التي تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، ولم تتخلى مرة واحدة عن الشعب الفلسطيني، بل دائما تقوم بدعمه ومساندته، وقد سعت مصر ولا تزال ألى التوصل إلى حل شامل وعادل لهذه القضية يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

رفض ازدواجية المعايير

وسبق وأكد الرئيس السيسي، في مناسبات عدة داخلية وخارجية أن "القضية الفلسطينية تظل قضيتنا الأولى والمركزية، وهي في قلب وعقل كل مواطن عربي، وقد سعت مصر ولا تزال للتوصل إلى حل شامل وعادل لهذه القضية يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والمهم أن شعبها يظل صامدًا ومتواجدا على أرضه".

ووجه السيسي، نداءً إلى الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية مرارا، حيث أكد أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مشددا على أن "قضية فلسطين التي مازال شعبها يتطلع لأبسط الحقوق الإنسانية وهو العيش في دولته المستقلة جنبًا إلى جنب مع باقي دول المنطقة، ولقد استنزف الوصول إلى هذا الحق أجيالا"، استنفذ العديد من القرارات إلى حد بات يثقل الضمير الإنساني.

ومن جانبه استقبل السفير سامح شكري وزير الخارجية، الثلاثاء، جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الفلسطيني الأعلى للشباب والرياضة، للتباحث حول الحرب في غزة، وجهود وقفها واحتواء تداعياتها على الأصعدة المختلفة.

وحرص شكري خلال الاجتماع على الاستماع من أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح عن الأوضاع الميدانية والإنسانية في كل من غزة والضفة الغربية، وتبادل التقييمات حول التحركات الكفيلة بإنهاء هذا الوضع المأساوي والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني. 

وأكد الوزير شكري حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار دون قيد أو شروط، وامتثال إسرائيل لأحكام القانون الدولي والإنساني، وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال، والعدول عن الاعتداءات الصارخة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فضلًا عن الضرورة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كامل ومستدام لقطاع غزة دون عوائق.

كما أكد التزام مصر الراسخ تجاه مواصلة تقديم أوجه الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني في خضم هذه الأزمة، معربًا عن الرفض لازدواجية المعايير التي تتبناها بعض الأطراف الدولية في ظل عدم الاتفاق حتى اليوم على وضع الأمور في نصابها الصحيح؛ لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، ووقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية وتحديدها بمسمياتها بعيدًا عن أي مبررات مغلوطة تحت غطاء حق الدفاع عن النفس أو مكافحة الإرهاب.

ويقول السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الدولة المصرية تبذل جهودا إنسانية داخل قطاع غزة وخارجه، لمساعدة الشعب الشقيق في الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار.

وأضاف  العرابي - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر لم تدخر جهدا في سبيل مساندة القضية الفلسطينية واحتواء التصعيد داخل قطاع غزة، على الصعيد الإنساني والصعيد الدبلوماسي، ونقل صورة حقيقية للواقع المأساوي في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وخلق رأي عام عالي أكثر حيادية تجاه القضية، ما يؤكد الدور المحوري للدولة المصرية داخل المنطقة.

وأشار العرابي، إلى أن العالم يقدر الدعم المصري والدور الكبير الذي تلعبه القاهرة في ظل الحرب القائمة حاليا؛ لاحتواء الموقف ومنع تمدد الصراع، والذي لم يكن للمرة الأولى فهو ممتد على مدار 75 عاما، مشددا: "يبقى هدف مصر الأول هو حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والدورية".

أهمية مؤازرة الأشقاء 

وأكد أهمية إدخال المساعدات الإنسانية التي وصلت أو خرجت من مصر إلى سكان قطاع غزة، معقبا: "أمر طبيعي بأن تكون مصر من بين الدول الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية الشاملة للشعب الفلسطيني، وذلك في إطار الالتزام بمصالح الشعب الفلسطيني، وهذا أمر ينظر إليه الشعب المصري والعربي بكل تقدير، فالدولة بمختلف مؤسساتها والجهات غير الحكومية تعمل على تقديم الدعم المختلف للشعب الفلسطيني الشقيق".

ومن ناحية أخرى، على المجتمع الدولي التحرك بإجراءات فعالة والضغط من أجل وقف حالة الحرب على غزة، فالإنسانية لا تتجزأ ولا انتقائية ولا يمكن استمرار حالات القتل والتدمير المؤسفة والتي تمثل خرق فعلي للقانون الدولي الإنساني، بالهجوم على المدنيين الذين لا ذنب لهم في دائرة الصراع وقطع كافة الخدمات عنهم لتصل إلى حد منع الوقود وضرب خزانات مياه، وغيرها من الجرائم التي تمثل انتهاك صارخ لكافة معاني الإنسانية.

وأكدت مصر مرارًا وتكرارا على رفضها البالغ لاستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع، ودعوتها لضرورة إحياء المسار السياسي استناداً إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة.

وتسطر مصر ملحمة إنسانية لصالح الشعب الفلسطيني الشقيق، بمواصلة جهود الدولة على مدار الساعة لإيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة من خلال الهلال الأحمر المصري والذى يقوم بتسليم نظيره الفلسطيني مساعدات الإغاثة بشكل مستمر.

وتتصدر بذلك مصر قائمة الدول المساندة للأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأحداث فى 7 أكتوبر الماضي، بتسجيل تقديم 5208 أطنان من حجم المساعدات الإنسانية التي قدمها العالم لغزة.

وتحرص مصر على استكمال دورها في تقديم المساعدات الإنسانية والتأكيد على أهمية ضمان تدفقها بشكل آمن ومستدام إلى داخل قطاع غزة المحاصر.