في خطوة ذات أبعاد عسكرية وسياسية، أعلنت روسيا عن بدء إنشاء منطقة عازلة أمنية على طول حدودها مع أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع واحدة من أعنف موجات التصعيد الجوي منذ اندلاع الحرب.
جاء ذلك في تقرير بثّته قناة القاهرة الإخبارية تحت عنوان: "منطقة عازلة بغطاء أمني.. روسيا تعيد رسم حدود الحرب الأوكرانية"، وقد سلّط التقرير الضوء على إعلان موسكو البدء بترسيم هذه المنطقة على حدودها مع أوكرانيا، انطلاقًا من مقاطعتي خاركيف وسومي، حيث يقوم الجيش الروسي بتجهيزها بسواتر ترابية، وخنادق، ومنظومات للدفاع الجوي.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا كبيرًا، في حين تؤكد روسيا أن الهدف منها هو منع تسلل القوات الأوكرانية، ووقف الهجمات المتكررة التي تستهدف المدن الروسية القريبة من الحدود، وعلى رأسها بيلجورود.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا التحرك بأنه قرار استراتيجي لحماية الأمن القومي، بينما ذهب دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى ضرورة أن تشمل المنطقة العازلة جزءًا كبيرًا من الأراضي الأوكرانية، كما نشر خريطة تُظهر امتدادها العميق داخل الأراضي الأوكرانية.
في المقابل، ترفض كييف أي تسوية لا تضمن استعادة كامل أراضيها، في حين تلمّح موسكو إلى أن إنشاء المنطقة العازلة ليس فقط إجراءً دفاعيًا، بل هو أيضًا ورقة تفاوضية، تعكس استعدادها للتوصل إلى اتفاق لا يتطلب الاعتراف بحدودها الجديدة، شرط ضمان مصالحها الأمنية.