قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صيام الأيام العشر من ذي الحجة بشكل متقطع أمر جائز شرعًا، حيث يمكن للمسلم أن يصوم من اليوم الثالث منها أو حتى يقتصر على صيام يوم واحد فقط، بحسب قدرته واستطاعته، طالما أن هذه الأيام ليست من الصيام المفروض.
وأكد أن الصيام في هذه الأيام من السنن، فمن استطاع فليصم، ومن لم يتمكن فله أن يتقرب إلى الله بعبادات أخرى مثل الذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، والصدقة.
ويُستدل على فضل هذه الأيام بما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، ويقصد بها العشر الأوائل من ذي الحجة، فسأله الصحابة: «ولا الجهاد في سبيل الله؟»، فأجاب النبي: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء». والحديث رواه البخاري.
هذا الحديث يُبرز المكانة العظيمة للعمل الصالح في هذه الأيام، بما يشمل الصيام، حيث يُضاعف الأجر ويُقرب العبد من الله.
ويُعد يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، من أعظم الأيام التي يُستحب فيها الصيام، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده» (رواه مسلم).
وتُعتبر هذه الأيام فرصة عظيمة لتعزيز الجانب الروحي للمسلم، وزيادة الحسنات، والسعي نحو التقوى وتحسين العلاقة مع الله.