تعرف على سيدنا شعيب "خطيب الأنبياء".. حارب التطفيف والغش فى الموازين.. ومن حبه لله جعل الحق "موسى" خادما له وزوجا لابنته

نبي الله شعيب عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم وأشاد بهم، وكان صاحب رسالة إلهية، ونادى بالإصلاح في مجتمعه آنذاك كما قال تعالى على لسانه "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَااسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود: 88)
وكان رسول الله محمد صلى الله عليه إذا ذكر عنده شعيب قال: "ذلك خطيب الأنبياء يوم القيامة".
وبذل نبي الله شعيب جهده من أجل إخراج قومه -أهل مدين- من الجهل وعبادة الاصنام، وكذلك نهاهم عن بعض المفاسد الأخلاقية والاجتماعية التي كانت تسود مجتمعه آنذاك، ودعا الى عبادة الله سبحانه وتعالى، حتى كبر سنه، ودق عظمه، ثم غاب عنهم ما شاء الله، ثم عاد إليهم شابا، فدعاهم إلى الله تعالى فقالوا له: ما صدقناك شيخا فكيف نصدقك شابا؟
ولم يكن عمل نبي الله شعيب مقصورا على الدعوة إلى عبادة الله تعالى وإصلاح مجتمعه من المفاسد الاخلاقية والاجتماعية، وإنما كان عليه السلام إلى جانب ذلك يمارس حرفة رعي الأغنام، ومن هذه الحرفة كان ينفق على نفسه وعلى أسرته، فكان يربي الغنم ويرعاها حتى كبر في السن، وعندما كبر في السن تولت ابنتاه العناية بأغنام أبيهما رعيا وسقاية، حيث لم يكن لهما أخ ذكر يقوم بالعمل من أجل كسب الرزق، وأبوهما شيخ كبير لا يقوى على العمل، ولم تكن الظروف مواتية لاستئجار رجل يقوم به، فأدت الحاجة إلى أن تقوم البنتان بعمل الرعي والسقاية، وكان توليهما للعمل ناشئ عن الحاجة، وليس لمجرد تنمية الثروة وزيادة الدخل.
وذكر القرآن الكريم أن نبي الله موسى عندما فر هاربا من قومه وذهب إلى مدين، تولى مهمة رعي غنم شعيب لمدة 8 سنوات، وتزوج إحدي ابنتي شعيب عليه السلام، وكانت أسرتا النبيين -موسى وشعيب- عليهما السلام يعتمدان على رعي الغنم في توفير نفقاتهما وسد حاجاتهما من المأكل والمشرب والملبس.
وحارب نبي الله شعيب عليه السلام آفة التطفيف والغش التي كانت منتشرة في قومه، وعن سعد الاسكاف عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إن أول من عمل المكيال والميزان هو نبي الله شعيب عليه السلام، فقد عمله بيده.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بكى شعيب عليه السلام من حب الله عز وجل حتى عمى، فرد الله عز وجل عليه بصره، ثم بكى حتى عمى فرد الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمى فرد الله عليه بصره، فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب، إلى متى يكون هذا أبدا منك، إن يكن هذا خوفا من النار فقد أجرتك، وان يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك، قال إلهي وسيدي أنت تعلم انى ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنتك، ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جل جلاله إليه: اما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران.