واشنطن بوست: مسؤولون يؤكدون "روسيا زودت الانفصاليين بمنصات إطلاق صواريخ"

اكد مسؤول أمريكي الليلة الماضية أن روسيا زودت الانفصاليين في شرق اوكرانيا بمنصات اطلاق صواريخ متطورة وان محاولات نفذت لنقل هذه المنصات مرة اخرى وإعادتها إلى الحدود الروسية عقب إسقاط طائرة الركاب الماليزية ومقتل جميع من كانوا على متنها يوم الخميس الماضي.
وقال المسؤول في تصريح أوردته صحيفة واشنطن بوست الامريكية " نعتقد انهم حاولوا إعادة ثلاث منصات صواريخ على الاقل إلى روسيا " مشيرا إلى أن المخابرات الامريكية حصلت على مؤشرات منذ نحو اسبوع على أن منصات صواريخ روسية نقلت إلى اوكرانيا.
وجاءت تصريحات المسؤول –الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الامر- في الوقت الذي أكد فيه مسؤول بارز لمكافحة التجسس في اوكرانيا أن جهازه لديه دليل قاطع على أن روسيا وفرت الصواريخ التي اسقطت الطائرة الماليزية فوق اراض خاضعة لسيطرة الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وتوافد محققو الطيران من جميع أنحاء العالم على العاصمة الاوكرانية كييف أمس السبت على امل البدء في عملهم لكنه ما زال من غير الواضح متى سيقوم بتمكينهم من الوصول بشكل كامل إلى موقع حطام الطائرة في الاراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين شرق البلاد.
وحذر مسؤولون اوكرانيون من أن فرصة إجراء تحقيق نزيه بسرعة تضيع مع تحريك جثث الضحايا ووضع بعض بقايا الطائرة في شاحنات.
وسمح لمراقبين دوليين فقط بوصول محدود إلى موقع الحطام أمس السبت وفرض المتمردون المسلحون قيودا شديدة على حركتهم وكان بعضهم في حالة سكر واضح وفقا لشهود.
وقال اندري باروبي مدير مجلس الدفاع والامن الوطني في اوكرانيا " مهمتهم تدمير الادلة الممكنة .. من الصعب إجراء تحقيق كامل مع نقل بعض الاجسام من الموقع لكننا سنبذل كل ما في وسعنا ".
ويقول مسؤولون غربيون واوكرانيون إن روسيا توفر الدعم والمعدات للمتمردين لكن الكرملين نفى ارساله اسلحة إلى المتمردين وواصل نهجه الصارم ضد الغرب بعد حادث الطائرة فارضا عقوبات امس السبت على 13 امريكيا في رد انتقامي على العقوبات الامريكية التي اعلنت قبل يوم واحد من حادث الطائرة الماليزية.
وقال مسؤولون اوكرانيون ان 38 جثة على الاقل من 192 جثة جرى اكتشافها نقلت من موقع الحادث إلى مدينة دونتسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.. وقال شهود إن درجات الحرارة العالية تؤدي إلى تحلل الجثث بسرعة.
وقال قنسطنطين باتوزسكي وهو مستشار لحاكم إقليم دونتسك ان هذه التصرفات من قبل الانفصاليين هدفها القضاء على اي فرصة لاجراء تحقيق مستقل وجعل كل الاجراءات غير شرعية.
وعرض فيتالي نايدا رئيس جهاز الامن الاوكراني لمكافحة التجسس صورا.. وقال ان اوكرانيا لديها ادلة على تحريك ثلاث منصات صواريخ مضادة للطائرات من طراز "بوك ام-1" من المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين إلى الاراضي الروسية في وقت مبكر يوم الجمعة بعد اقل من 12 ساعة على حادث اسقاط الطائرة. وقال مسؤولون اوكرانيون ان صاروخا من منصة صواريخ ام-1 استخدم لاسقاط الطائرة.
وقال المسؤول ان منصتي الصواريخ جرى رصدهما اثناء دخولهما روسيا من اوكرانيا يوم الجمعة الساعة الثانية صباحا. وكانت احدى المنصتين بها اربعة صواريخ كاملة لكن الاخرى كان بها ثلاثة صواريخ فقط دون الصاروخ الرابع. وبعد ساعتين عبرت قافلة مكونة من ثلاثة مركبات تضمنت احد المنصات وسيارة تحكم الحدود إلى روسيا.
ولم يؤكد المسؤول الامريكي التوقيت الذي حدده الاوكرانيون.
وقال نايدا إن الجيش الاوكراني لم يترك اي منصات صواريخ من طراز بوك ام-1 في الاراضي الشرقية بعد سيطرة الانفصاليين عليها في وقت سابق هذا العام.. و أشار إلى أن هذه الصواريخ يجب أن تكون جاءت من روسيا مشيرا إلى أن اوكرانيا تمتلك الدليل على أن واحدة على الاقل من منصات إطلاق الصواريخ كانت داخل الاراضي الاوكرانية يوم الاثنين السابق لوقوع الحادث.
وينفي الانفصاليون امتلاك منصات صواريخ لكن روابط على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها زعيم للمتمردين يدعى ايجور جيركين وهو يتفاخر ويتباهى بامتلاك الانظمة. وتم مسح هذه الروابط هذا الاسبوع بعد واقعة اسقاط الطائرة.
وقالت الصحيفة إن الهجوم على الطائرة والمعالجة السيئة لموقع الجريمة يبدو أنهما سيصعبان من الموقف الاوروبي ضد روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية ضحايا الطائرة هولنديون ولهذا خرج رئيس وزراء هولندا مارك روته ليدين بأشد العبارات الفوضى ..وقال /انه أبلغ رئيس روسيا فلاديمير بوتين إن الفرصة تتلاشى امام محاولاته لكي يظهر للعالم انه جاد في تقديم المساعدة/.
وكانت هولندا فيما مضى تتحفظ على انتقاد روسيا لكونها شريك تجاري كبير لها.. وثار روته ايضا ضد المتمردين الانفصاليين وصب جام غضبه عليهم حيث قال /انه مذهول من صور تظهر سلوكا غير محترم تماما في موقع الحادث/.
وتحدثت المستشارة الالمانية ميركل إلى بوتين أمس السبت وطلبت منه أن يستخدم نفوذه مع الانفصاليين للتوصل إلى وقف إطلاق نار يسمح للمحققين بالعمل.
وعبر وزير النقل الماليزي ليوي تيونج لاي عن قلق حكومته العميق من عدم تأمين موقع تحطم الطائرة بشكل مناسب مشددا على أن منع الوصول إلى الموقع هو أمر لا يمكن السكوت عنه.