قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نجاة عبدالرحمن تكتب: في صمتها العملي .. قالت الكثير

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

جامعة القاهرة تمتلك تجربة إنسانية رائدة في دعم طلاب الدمج والحالات الخاصة.

في وقتٍ تتسابق فيه بعض المؤسسات التعليمية نحو الأضواء تحت لافتات براقة عن دعم ذوي الهمم، تتقدّم كلية الآداب بجامعة القاهرة بشكل أعمق بخطى واثقة، هادئة، ولكن ثابتة، في تجربة إنسانية حقيقية تترجم التوجه الوطني إلى واقع ملموس. دعم طلاب الدمج والحالات الخاصة في الكلية لا يُعلن في مؤتمرات، بل يُمارس في القاعات والممرات، في تعامل يومي إنساني، يجعل الطالب يشعر أنه ليس "مختلفًا"، بل "منتميًا".

تتبنى الكلية مفهومًا عميقًا للدمج، يتجاوز ما يُكتب على الورق إلى ما يُحسّ في القلب. فالأساتذة لا يتعاملون مع طلاب الدمج بوصفهم حالة تحتاج إلى "عطف"، بل كعقول لها حقها الكامل في التعلُّم والمشاركة والإبداع.

وتعكس التجربة حرص الكلية على تقديم: مواد علمية مهيّأة لذوي الإعاقة البصرية والسمعية، بتنسيقات مناسبة (برايل، كتب صوتية، شروحات مبسطة).

دعم نفسي وتربوي راقٍ، عبر لقاءات فردية أو مجموعات مساندة يشرف عليها أساتذة متخصصون.

دمج فعلي في الأنشطة الطلابية، الثقافية والفنية، دون تمييز أو استثناء.

بينما بدأت كثير من المؤسسات في استجابة لاحقة لتوجيهات القيادة السياسية نحو الدمج، كانت كلية الآداب بجامعة القاهرة قد سبقت بالفعل، وأرست نموذجًا يُحتذى. تجربة الكلية تأتي متسقة مع توجّه الدولة المصرية نحو ترسيخ مفهوم "الجامعة الدامجة"، لكنها تختلف في كونها نابعة من ثقافة مؤسسية صادقة لا من تعليمات فوقية.

الفرق بين الصورة والجوهر
بالمقارنة، قد تجد في جامعات أخرى مباني مبهرة وتجهيزات تقنية متقدمة، لكنها تفتقر إلى الجوهر الإنساني. بينما في آداب القاهرة، قد تكون الإمكانات محدودة، لكن الدفء الإنساني والتفهم الحقيقي للاختلاف هما ما يصنعان الفارق. من هنا جاء لقب "الحضن الدافئ" للكلية، ليس مجازًا، بل توصيفًا دقيقًا لتجربة يعيشها مئات الطلاب.

نحو نموذج وطني يحتذى
جامعة القاهرة لا تدّعي التفوق، لكنها تقدم نموذجًا وطنيًا ناضجًا في احتواء الطلاب من ذوي القدرات، وتجسيد فلسفة الدمج كحق لا كفضل. ومن هذه الزاوية، تستحق التجربة أن تُعمم، لا لتُقلد شكليًا، بل لتُستوعب روحيًا.