الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزهريون: تهجير داعش لغير المسلمين غير جائز.. والمسيحي ليس عليه جزية.. والدين لا إجبار فيه

صدى البلد

أستاذ شريعة: تهجير داعش لغير المسلمين غير جائز.. وإدخال الناس فى الإسلام بالإقناع لا الإكراه
أستاذ عقيدة: لا يجوز إجبار غير المسلمين على الدخول في الإسلام.. والمسيحي ليس عليه جزية
إدريس: لا يجوز فرض "الجزية" على غير المسلمين.. ومن يطردهم خارج وطنهم "قاطع طريق"
يشن تنظيم "داعش" الإرهابي حرباً على مسيحيي العراق، ويجبرهم على اعتناق الدين الإسلامي ودفع الجزية، "صدى البلد" استطلع رأي علماء الأزهر لمعرفة حكم إجبار الميسحي على الدخول في الإسلام ودفع الجزية..
من جانبه، أكد الدكتور عبدالحليم منصور وكيل كلية الشريعة بجامعة الأزهر، أنه لا يجوز شرعاً إكراه أحد على الدخول في الإسلام، لوجود نصوص شرعية قاطعة تمنع ذلك منها قول الله تعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
وأوضح منصور في تصريح لـ"صدى البلد"، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يجبر أحدًا على الدخول في الإسلام، لافتًا إلى أن إدخال الناس فى الإسلام يكون عن طريق العقل والإقناع بمبادئ الإسلام.
وأضاف أن الإسلام يمنع تهجير غير المسلمين، موضحًا أن الجزية في الإسلام هى مقدار قليل من المال يُدفع مقابل الحماية، فطالما الدولة تحمي غير المسلمين ولا يجندون ففى هذه الحالة يدفعون دينارًا واحدًا كل عام، وأما إذا كان غير مشارك في الحماية ويطالب بتحقيق الحماية له فوجب عليه دفع الجزية، وهذا ما لا ينطبق فى مصرن وذلك لمشاركة جميع طوائف الشعب.
وأشار إلى أن تطبيق الحدود الشريعة له قواعد وضوابط ولا تثبت إلا بالبينة والاعتراف وتوضع ضوابط جديدة فى معظم الأحيان قد لا تتوافر هذه الضوابط كاملة فيسقط الحكم.
ولفت إلى أن تطبيق الحدود واجب شرعًا، ولكن إذا توافرت الأدلة اللازمة حتى لا يتم تطبيقها فى المجتمع تطبيقًا من دون أى شائبة واستدل بقول الرسول الله - صلى الله عليه وسلم- "ادرأوا الحدود بالشبهات"
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إنه لا يجوز إجبار أى إنسان على الدخول فى الإسلام لا بالإكراه المادى المسلح ولا بالتعذيب الجسدى ولا بالإكراه المعنوى أى بالضغط النفسى، مستدلة بقوله تعالى فى كتابه الكريم "لا إكراه في الدين".
ونوهت، أن الإسلام يتقبل الآخر بل يفتح الباب لتعايش المسلم مع المسيحى والنصرانى فى بيت واحد، ولذلك أباح للرجل أن يتزوج من أهل الكتابية وأمره باحترامها واحترام عقيدتها والأنبياء التى تؤمن بهم وممارسة شعائر دينها فى بيتهم.
واستطردت أن الدولة الإسلامية الحقيقية هى من تفتح الباب لكل مواطنى الدولة حتى يعيشوا على أرضها وفى كنف الإسلام ويروا أن حريتهم الحقيقية إنما يمارسونها تحت الحكم الإسلامى الصحيح والسليم.
وبينت أن الدولة التى تضطهد عناصرها غير المسلمة فهى ضعيفة، لأنها لا تستطيع أن تحتوى الآخر تحت ظل الإسلام، مشيرة إلى أن أكبر دليل على ذلك أن الحكم الإسلامى حينما دخل إلى مصر ظل المسلمون فى مصر يمثلون أقلية لمدة قرن من الزمان بنسبة لا تزيد على 20% والغالبية من ديانات أخرى.
وأشارت إلى إن المسيحى الذى يشارك فى حماية الوطن والدفاع عنه لا يدفع جزية إما إذا كان المسيحى يعيش فى حماية المسلم ويتولى المسلم الدفاع عنه فعليه دفع الجزية.
بدوره، أكد الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، أنه لا يجوز إجبار غير المسلمين على الدخول فى الإسلام لقوله تعالى "لا إكراه فى الدين"، وأيضاً لقوله تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
وأوضح إدريس في تصريح لـ"صدى البلد"، أن الإسلام لم يجبر أحداً على الدخول فيه، والدليل على هذا غزوات المسلمين المتعاقبة من بينها فتح مصر، فدخل بعض الناس فى الإسلام، وبقى البعض الآخر على دينهم، فأقر الإسلام هذا وبقى النصارى على دينهم حتى يومنا هذا.
وأضاف أنه لايجوز فرض الجزية على غير المسلمين، لأن الجزية فى مقابل حماية المسلمين لهم فى قوات الحماية الداخلية والخارجية، أما الآن فأصبح غير المسلمين فى قوات الحماية فى الداخل والخارج، فهذا الأمر اقتضى رفع الجزية عنهم، لأنهم يدافعون عن الدولة داخلياً وخارجياً وهذا أمر مقرر فى الفقه الإسلامى.
وأشار إلى أن غير المسلمين لهم حق المواطنة شأنهم فى هذا مثل المسلمين ومن حقوق المواطنة أن يكون لهم حق الإقامة الآمنة فى الدولة دون أن يتعرض أحد منهم بأذى ومن يتولى طردهم من بلادهم فهو قاطع طريق مجرم.