تدبير الله تعالى لشئون الخلق

قال تعالى:- "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" سورة الأنعام : آية 102 : مكية
يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة أنه هو خالق لكل شيء وهو الباقي فهو الأحق بالعبادة ومادام سبحانه الذي خلق فهو الذي يضع قانون الصيانة للإنسان والكون وإن خالفت المنهج يفسد الكون والإنسان وإذا فسد الكون أو الإنسان فأنت تلجأ إلى منهج الخالق لتعيد لكل منهما صلاحيته لذلك هو الأولى بالعبادة.
معنى الآية: فى هذه الآية قدم كلمة (رب) قبل "لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ" لأنه سبحانه هو الرب المتولي الإيجاد والتربية ومن الواجب والمعقول أن نسمع كلامه لأنه هو الرب والخالق وهو الذي يرزق بدليل أننا حين نسأل أهل الكفر في غفلة شهواتهم من خلق السماوات والأرض؟ تنطق فطرتهم ويقولون الله هو الذي خلق السماوات والأرض ، والمعنى أن الله شهد بألوهيته من البداية وهذه شهادة شهد بها لذاته قبل أن يخلق كل شيء وقبل أن يخلق الملائكة ، إذن فالمنطق يفرض علينا عبادته سبحانه لأنه خالق كل شيء لذلك تكون عبادته ضرورة ويتمثل ذلك أن تطيعه فيما أمر وفيما نهى .
" وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " وهذه دقة الأداء البياني في القرآن لأن الوكيل لك ينفذ أوامرك لكن هو وكيل عليك مثل الوصي على القاصر هو وكيل عليه ويقول للقاصرافعل كذا فيفعل وسبحانه وكيل علينا ولذلك نحن نطلب منه وهو الذي يستجيب لدعائنا بالخير فلا ينفذ رغباتنا الطائشة فسبحانه أعلم بما يناسبك لأنه وكيل عليك ويعدل من تصرفاتك وساعة تطلب حاجة إن كان فيها خير يعطيها لك وإن كنت تظن أنها خير لكنها ستأتي بالشر لا يعطيها لك .
ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن الله تعالى هو الحفيظ والرقيب على عباده فيدبر لهم أمورهم ويرزقهم ويكلأهم بالليل والنهار ، وأن الله تعالى عندما يمنع عن الإنسان شىء يتمناه هذا لأنه سيكون شراً عليه فى حياته .