قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الكاتب الأمريكي مكمانوس : دلالات الألفاظ وراء تصادم أوباما مع جنرالات البنتاجون


رصد الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس أصواتا متعارضة داخل إدارة الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي حول استراتيجية أمريكا في التدخل العسكري ضد تنظيم داعش.
ولفت مكمانوس ـ في مقال نشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) في موقعها الالكتروني ـ إلى أن كثيرين تحدثوا عن تصادم بين رئيس مُنهك من الحرب على جانب وجنرالات متحمسين على الجانب الآخر ، وقال مكمانوس إنه من السهل الوقوف على أسباب وجهة نظر هؤلاء، مستعرضا تصريحات كل من أوباما ورئيس هيئة الأركان العامة المشتركة بالجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي في هذا الصدد.
ورصد الكاتب قول أوباما في معرض إصداره أوامر بشن هجمات جوية على الدواعش مع الالتزام بتعهده بعدم مشاركة أي قوات برية أمريكية "القوات الامريكية المزمع إرسالها للعراق لا ولن تشارك في "عمليات قتالية"
وعلى الجانب الآخر ، رصد مكمانوس تصريح ديمبسي أنه قد يطلب من أوباما إرسال مستشارين عسكريين إلى القتال إلى جانب وحدات عراقية ، وقوله "إذا ما توصلنا إلى النقطة التي أعتقد أنه يتعين على مستشارينا مصاحبة القوات العراقية إليها في الهجمات على أهداف بعينها لتنظيم "داعش"، إنني سأنصح الرئيس بعمل ذلك".
وتساءل الكاتب عما إذا كان هذا يعني وجود انقسام خطير بين الجيش وقائده الأعلى (أوباما)؟ وأجاب مكمانوس بالنفي ، قائلا إن ذلك لم يحدث حتى الآن على الأقل ، ورأى أن الخلاف في جزء منه متعلق بدلالة الألفاظ : فإن أوباما بقوله "لا عمليات قتالية" إنما يعني القوات البرية ، أما بالنسبة للجنرالات، فإن عبارة "عملية قتالية" تعني أي عملية عسكرية : جوية كانت أم غير ذلك.
فضلا عن ذلك، فقد تناول كل من الرئيس أوباما والجنرال ديمبسي، المشكلة من زاويتين مختلفتين: الرئيس يتحدث من منطلق "سياسي" مؤكدا على التزامه بتعهداته بعدم الزج بأمريكيين إلى مستنقع حرب أخرى ، أوباما باختصار يريد أن يُنظر إليه باعتباره رئيسا أنهى الحروب لم يبدأها.
أما ديمبسي ، فيتحدث من منطلق عسكري بحْت يستهدف إنزال الهزيمة بالدواعش والعودة من ساحة المعركة، حاسبا ما يتطلبه إنجاز تلك الغاية من احتياجات ومعدات وعمليات استخباراتية... على أن ديمبسي لا يرى ضيرا حال فشل القوات العراقية المدعومة أمريكيا، من استخدام قوات أمريكية تتضمن فِرَق عمليات خاصة لتغيير الموقف على الأرض.
ورصد مكمانوس نقطة تماسّ بين ساسة البيت الأبيض وجنرالات البنتاجون، في تصريح ديمبسي أنه لا يرى مصلحة في نشر عدد كبير من وحدات القتال الأمريكية بالعراق "لا نريدهم أن يعتمدوا علينا".
وتساءل صاحب المقال عما إذا كان ثمة فجوة بين الهدف الطموح لأوباما والوسائل المحدودة التي رصدها لتحقيق هذا الهدف؟ وقال مكمانوس إن الحملة ذات القيادة الأمريكية في العراق حملة عملاقة، وتجربة عالية المخاطر، ولكن.. هل يمكن للدعم المحدود الذي تقدمه أمريكا لنفس القوات العراقية التي فرّت أمام الدواعش الصيف الماضي، أن يجعل من هؤلاء قوة قتالية فاعلة قادرة على طرد الدواعش من الأرض التي استولوا عليها؟ وهل ستقدم دول عربية مثل السعودية الدعم اللازم لجعل التحالف الدولي حقيقيا وتوجيه ولاء العراقيين السُنة صوب الحكومة في بغداد؟ ورأى مكمانوس أن أصوات المُشككين في هذا الصدد أعلى من أصوات المتفائلين.
واختتم مكمانوس بالقول إنه حال فشل خطة أوباما، فإنه سيضطر لتقليص الفجوة بين أهدافه الطموحة ووسائله المحدودة وهذا يتطلب بالضرورة إمّا تصعيد درجة التدخل العسكري الأمريكي واقتحام ساحة الحرب المرهوبة، أو تقليص الهدف إلى آخَر أكثر واقعية كان أوباما نفسه اقترحه الشهر الماضي بإضعاف جبهة تنظيم "داعش" بحيث يظل مشكلة "يمكن إدارتها".