قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شيعة العالم يبتكرون احتفالات بـ"عاشوراء"..و"الثقفي" أول من أقام احتفالات تأبينية فيها


"الثقفي" أول من أقام احتفالاً تأبينيًّا بمناسبة يوم عاشوراء
"الحسينيات" من تجمع للأتقياء إلى شعائر دينية شعبية
"الدولة الصفوية" نشرت الحسينيات بدول العالم
احتفالات الشيعة بعاشوراء فى دول العالم
يحرص الشيعة في العاشر من المحرم من كل عام على عدة طقوس، لإظهار الندم والحزن على الحسين بن علي رضي الله عنهما، وتشوه هذه الممارسات والأفعال صورة الإسلام في أعين الآخرين.
وبحسب المصادر التاريخية، فإن المختار بن يوسف الثقفي الذي قاد حركة التوابين، ورفع شعار "يا لثارات الحسين" كان أول من أقام احتفالاً تأبينيًّا في داره في الكوفة بمناسبة يوم عاشوراء، وأنه أرسل بعض النادبات إلى شوارع الكوفة للندب على الحسين .
ضرب القامات والصدور
إن ضرب القامات وشق الصدور والنحيب إحدى الخرافات التي يُدعي أنها أحد وسائل التقرب إلى الله فيقومون بضرب الصدور والقامات باليد المجردة وباستعمال السيوف والخناجر لسكب الدماء وجرح الجسم وبالسلاسل، وما يصاحب ذلك من قصائد الحزن وكلمات الرثاء لآل البيت وسب آل أمية وسب الصحابة، البكاء والعويل والنحيب رجالاً ونساء .
وينسبون إلى الأئمة قولهم: "من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة" ، ويقولون: "إن أي شاب تعرف على فتاة في ضرب المقامات وتزوجا كان من أفضل الزيجات، وباركها الله بحب الحسين" .
تحول الحسينيات من تجمع للأتقياء إلى شعائر دينية شعبية
وتلك الاحتفالات والتجمعات لم تكن عادات راسخة ذات شعائر وطقوس دينية ثابتة، وإنما كانت مجرد تجمع عدد من الأتقياء من الشيعة الأوائل لقراءة الفاتحة والترحم على الحسين، وينشد الشعراء قصيدة في رثائه وتقديم العزاء والسلوى لأهل البيت.
وقد ذكر ابن الجوزي أن اللطم جرى يوم عاشوراء في المشهد، وذلك بحدود منتصف القرن الخامس للهجرة ، وهي أول إشارة في ذكر اللطم يوم عاشوراء في العراق.
ثم انتشرت الاحتفالات في بغداد في ذكرى استشهاد الإمام الحسين حيث أغلقت الأسواق وسارت النادبات في شوارع بغداد، وقد سودن وجوههن وحللن شعورهن ومزقن ثيابهن وهن يلطمن وجوههن ويرددن مرثية حزينة، وتخرج النساء ليلاً ويخرج الرجال نهارًا حاسري الرءوس حفاة الأقدام لمواساة الحسين.
دورالدولة الصفوية فى انتشار الحسينيات بدول العالم
وفى القرن العاشر اعتلى الصفويون سدة الحكم في إيران واتخذوا من التشيع عقيدة رسمية لدولتهم وكان لهم دور في انتقالها إلى الهند وأذربيجان التركية والأناضول وبعض مناطق سيبيريا.
وإقامة هذه الشعائر لم تقتصر على العراق وإيران، بل امتدت إلى بلدان أخرى ، والمقريزي يذكر أن شعار الحزن يوم العاشر من المحرم كان أيام الإخشيديين واتسع نطاقه في أيام الفاطميين .
احتفالات الشيعة بعاشوراء فى دول العالم
وقد اتخذ الاحتفال بهذا اليوم في "مصر" شكلاً رسميًّا وأصبحت الدولة تحتفل به وتعتبره عيدًا من أعيادها الرسمية ، ففي هذا اليوم كانت تعطل الأسواق وتقفل الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر وتتعالى أصواتهم بالنحيب والبكاء والنشيد، وعندما بني المشهد الحسيني في أواخر الدولة كان خروج الناس إلى هذا المشهد لا إلى الجامع الأزهر.
وفى "الأندلس" نجد إشارة ذات أهمية كبرى في إحدى النسخ الخطية الفريدة من المؤلف التاريخي "إعلام الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام" للسان الدين بن الخطيب، أحد أعلام المفكرين في القرن الثامن الهجري ، فذكر عادات الأندلسيين وأهل شرق الأندلس خاصة في ذكرى مقتل الحسين من التمثيل بإقامة الجنائز وإنشاد المراثي وذكر أن هذه المراثي كانت تسمى (الحسينية).
فكانوا يقيمون رسم الجنازة حتى في شكل من الثياب خلف سترة في بعض البيت، ويحتفلون بالأطعمة والشموع ويُجلب القراء المحسنون ويوقد البخور ويتغنى بالمراثي الحسينية .
وفي "الجزائر والمغرب" يقوم البعض بتوزيع "هريسة عاشورا" على الفقراء والجيران، ولا يعلم أحد عن معنى "عاشورا" سوى أنها مناسبة دينية كان الأجداد يحتفلون بها.
وفي "لبنان" وخصوصًا جبل عامل إبان الحكم العثماني، كانت الذكرى تعاش في جو من الضغط والخوف، وكانت تقام ولو بالشكل الشفوي الذي كان يقتصر على جلسات تروى خلالها سيرة الإمام الحسين وأهله في كربلاء .
وقد عرفت "البحرين" بإقامة المجالس الحسينية منذ زمن مبكر، حيث كان البحرانيون يقيمون المآتم في بيوتهم ومساجدهم ، ويستخدم البحرانيون مصطلح "التحاريم" المتداول في الأوساط الشعبية.
وفى يومي التاسع والعاشر من شهر محرم تتوقف الأعمال وتغلق الأسواق من كل عام بمناسبة ذكرى عاشوراء، ويعتبران عطلة رسمية تعطل فيها دوائر ومؤسسات الدولة، وكذلك فى القطاع الخاص والمتاجر.
وفى "عُمان" تقام المآتم الحسينية في عدد كبير من مدنها خلال العشرة الأولى من شهر محرم وقد شيد العمانيون لذلك "حسينيات" يجتمع فيها عدد كبير من الناس مكونين حلقة كبيرة يتوسطها منشد يقرأ مرثية على الإمام الحسين، ويقوم المشاركون بترديد مقطع من مقاطع المرثية وهم يلطمون بأيديهم على صدورهم .
أما في "الهند" فيتفق أغلب المؤرخين على أن بداية الاحتفالات بذكرى استشهاد الحسين في الهند تعود إلى زمن تأسيس الدولة المغولية في بداية القرن السابع عشر وكانت في البدء على شكل مجالس عزاء "نوحخاني" و"روضخاني" ، وهناك مراسيم وشعائر وطقوس أخرى يدعوها الهنود بـ "زيارت" وهي مواكب عزاء وعروض مسرحية شعبية بسيطة تقام بصورة خاصة يوم عاشوراء ويوم الأربعين .
وخلال الاحتفالات بعاشوراء تقدم "تبريكات"، وهي أنواع من المأكولات والمشروبات الباردة التي توزع على الناس مجانًا ، وينصب مسرح شعبي وتنصب أمامه أعلام كثيرة وبأشكال وألوان مختلفة ترمز إلى رايات الحسين وأهل البيت.
أما في" باكستان" فقد بدأت تلك الاحتفالات في القرن الرابع عشر الميلادي، وخصوصًا في منطقة "بلتستان" المعروفة باسم "التبت الصغرى"، حيث أقيمت الحسينيات في كل بقعة من بقاعها وتسمى هناك "مأتم سرائي"، وأكثر ما تبدأ المجالس بعد ذكر النبي ثم بقراءة شيء من شعر الشاعر الإيراني الشهير "وصال" .
ومن أكبر وأهم مواكب العزاء في باكستان موكب "الزناجيل" الذي يتكون من مجموعات عديدة، يحملون في أيديهم مجموعة من السلاسل الصغيرة التي تنتهي بسكاكين حادة الجانبين ويضرب حاملو السلاسل الحديدية على ظهورهم وتسيل منها الدماء.. وترفع في بداية المواكب أعلام عديدة وملونة.
أما في "إندونيسيا" فإن ذكرى استشهاد الحسين في شهر المحرم، لها حرمة كبيرة لدى المسلمين هناك بوجه عام، ويسمى شهر المحرم "سورا" ، ويطلق على المأتم الحسيني في "سومطرة" ذكرى "التابوت" .
وإلى اليوم يعتبر شهر محرم وصفر من كل سنة عند الكثير من الإندونيسيين شهرين محترمين لهما مكانتهما في القلوب فلا يقيمون فيهما أفراحًا ولا يعقدون زواجًا ولا يجرون زفافًا ، فالمعتقد السائد أن من أقام أفراحًا في هذين الشهرين قد يصيبه نحس.
أما في "بورما" فيحتفل الشيعة بذكرى استشهاد الحسين من أول محرم، ثم تخرج مواكبهم في اليوم العاشر منه وتستمر حتى شهر صفر، ويقيمون رمزًا لمقام الحسين في كل بلدة وهو عبارة عن صورة مصغرة للمقام في كربلاء، ويطلقون عليه اسم "كربلا" .
وفي "تايلاند" فالعزاء الحسيني يقام على أتم مظاهره في بانكوك وبعض أنحاء تايلاند، ويشترك الشيعة كلهم في هذه المراسم العزائية ويلبس المشتركون في هذه المناحات اللباس الأسود كما توزع الخيرات وإطعام المساكين في هذه العشرة الحزينة .
أما في بريطانيا، تقام في لندن سنويًّا مسيرة حسينية في اليوم العاشر من المحرم وتنطلق من "الهايد بارك" وتنتهي بالمجمع الإسلامي، ترفع خلالها الأعلام والرايات السود التي تعبر عن الحزن في هذه المناسبة.