الاتحاد العربى لتنمية الموارد البشرية يبحث آليات التفكير والخبرة لمواجهة إهدار المليارات فى المؤسسات العربية

يعقد الاتحاد العربى لتنمية الموارد البشرية مؤتمر السنوى الاول آليات التفكير والخبرة بالقاهرة خلال الفترة من 16 حتى 20 نوفمبر الجارى
وقال أيمن الجندى الامين العام للاتحاد أن عمليات بناء مؤسسات للتفكير والخبرة في الدول المتقدمة ومؤسساتها تهدف إلى تحقيق هدف واحد هو "الانتصار على المستقبل" مشيرا إلى "رأس المال الفكري" يعد واحدا من أهم القضايا المتعلقة بتنمية الموارد البشرية في المجتمعات المتقدمة، ولا يمكن أن ينمو مجتمع ما أو مؤسسة ما الآن في "عصر المعرفة" الذي نعيشه جميعا كدول وكمؤسسات وكأفراد دون التخطيط الاستراتيجي الجيد والتنفيذ المحكم لآليات تنفيذ وبناء رأس المال الفكري. وتكاد كثير من الدول والمؤسسات أن تكون بعيدة كل البعد عن هذه الآليات لأسباب تتعلق بالفجوة المعرفية بيننا وبين الذين أنشأوا هذه الآليات، وهو ما يتطلب مزيدا من الجهود الحثيثة لعبور هذه الفجوة.
وأضاف أن القضية الأخطر التي لم نعيرها الاهتمام الكاف وهي قضية "مستودعات الفكر والخبرة" Think Tank والتي من خلالها أصبحت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى تعمل على رسم السناريوهات المستقبلية لنا جميعا، وهو ما يتطلب الدراسة الفكرية والعلمية لهذه الظاهرة، وكيفية نمذجتها وتأطيرها وإنشاء مؤسسات عربية موازية أو أقسام في مؤسساتنا العربية تساعدنا على الانتقال لعصر المعرفة، وكذلك تجعلنا نرسم سيناريوهات المواجهة وسيناريوهات الحركة نحو المستقبل بخطى ثابتة.
وأوضح أن هناك الكثير من المخاطر نواجها كدول عربية، هذه المخاطر بعضها خارجي، وبعضها داخلي، بعضها يتعلق بالمؤسسات الحكومية وأدائها ورؤاها، وبعضها يتعلق بالقطاع الخاص وقدراته على المنافسة والتحرك للمستقبل، وبعضها يتعلق بالقطاع الأهلي ومدى تنظيمه لكي يقوم بأداء دوره في الرقي الحضاري والثقافي والتخلص من أخطاء الماضي، والعمل من أجل تحقيق رفاهية الشعوب.
وأكد أن القرارات غير المدروسة نتج عنها إهدار المليارات من الدولارات خلال السنوات الماضية دون جدوى حقيقية لها، وهذا الإهدار في الموارد للقطاعين الحكومي والخاص أيضا يفوت الكثير من الفرص على التقدم وعلى الرفاهية لقطاعات عريضة من الشعوب العربية، ولعل مشاكل التعليم والصحة والاقتصاد مازالت تؤرق متخذي القرار في كل الدول العربية بلا استثناء.
وأشار إلى إن حجم الفساد مهما زاد فهو لا يزيد عن 5% من الدخل القومي والمشكلة الحقيقية في الموارد المهدرة نتيجة قرارات عشوائية وغير مدروسة لأنه لا توجد قرارات مدروسة بشكل علمي يضمن سيناريوهات مختلفة للحركة عند ظهور بوادر أي فشل لقرار ما، وهو ما يتطلب إنشاء مجموعات خبرة وتفكير تقدم سيناريوهات متعددة لحل المشاكل العامة كالتعليم والصحة، كذلك حل المشكلات الخاصة المتعلقة بإدارة الموارد بشكل كفءـ وكذلك تحديد مشكلات القطاع الخاص وحلها على مستوى كلي أو مستوى مؤسسي، ومن ثم إيجاد المرونة الكافية لحركة هذه المؤسسات بما يعظم من مكتسباتها ويقلل من خسارتها ويضمن لها منافسة عادلة مع المؤسسات الغربية التي انهمكت في إنتاج المعرفة والمعرفة فقط والتي أصبحت تبيعها لمن يدفع أكثر، او تقوم بتطبيقها من اجل مزيد من السيطرة والتحكم على مقدرات الدول الأخرى.
وقال ان المؤتمر يهدف إلى التعرف على مفاهيم مستودعات التفكير والخبرة ورأس المال الفكري وإمكاناته وقضاياه والتعرف على رأس المال الفكري، والبشري، والتكنولوجي وغيره ومناقشة نماذج مؤسسات التفكير والخبرة العالمية ومناقشة قضيتي التعليم والصحة والأخطار التي يتعرض لها العالم العربي من جراء ذلك ومناقشة قضية الاقتصاد العربي، أو على مستوى دول بعينها و التعرف على طرق بناء مؤسسات التفكير والخبرة Think Tank ودراسة مستقبل المؤسسات العربية في ظل مؤسسات التفكير والخبرة
ونوه إلى أن المؤتمر سيناقش مجموعة من المحاور الرئيسية تتضمن مفاهيم وقضايا مستودعات التفكير والخبرة و رأس المال الفكري وقضايا رأس المال الفكري، والبشري، والتكنولوجي ونماذج مؤسسات التفكير في العالم ومواجهة مشكلة التعليم في العالم العربي من خلال مستودعات التفكير والخبرة (نموذج التعليم الفني) ومواجهة مشكلة الصحة في العالم العربي من خلال مستودعات التفكير والخبرة (نموذج التأمين الصحي) ومواجهة مشكلة النمو الاقتصادي في العالم العربي من خلال مستودعات التفكير والخبرة وأدوار مستودعات التفكير والخبرة في القطاع الخاص (البنوك نموذجا) وأدوار مستودعات التفكير والخبرة في القطاع الأهلي (التنمية المجتمعية نموذجا) وبناء مؤسسات التفكير في العالم العربي: الفرص والتحديات ودراسة مستقبل المؤسسات العربية في ظل مؤسسات التفكير والخبرة Think Tank