تعرف على حكم ترك صلاة الجمعة

أجمع جمهور الفقهاء أن ترك الصلاة المفروضة عمدًا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس, وأخذ الأموال, ومن إثم الزنا, والسرقة, وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة.
أما بالنسبة لترك صلاة الجمعة فإن كان عن عمدٍ فلا ريب أنه آثم وعاصٍ لله ورسوله، وعليه أن يتوب ويستغفر، وأن يحذر من تكرار هذا المنكر.
وثبت من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول – على أعواد منبره -: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين".
و من حديث أبي الجعد الضمري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها، طبع الله على قلبه". أما إن كان نومه عن الجمعة بسبب غلبة نوم، ولم يكن في ذلك مفرطاً، فلا إثم عليه، فالنوم أحد الأعذار الشرعية مع عدم التفريط.
وأما تركها لكون ماء الغسل غير موجود فلا يجوز، فإن الله تعالى قد جعل لنا – عند العجز عن استعمال الماء – بدلاً، وهو التيمم، فكان الواجب على من خشي فوات الجمعة بسبب الجنابة أن يتيمم، فكيف إذا كان الاغتسال للتنظف وليس عن جنابة، كغسل الجمعة – الذي لا يجب على القول الراجح من أقوال العلماء إلا على من كان به رائحة تؤذي المصلين – فإذا عدم الماء فلا يحل له ترك الجمعة من أجل ذلك، فكان عليه – حتى ولو أفتي بوجوب غسل الجمعة – أن يصلي بلا غسل؛ لأن هذا الغسل ليس لرفع الحدث، بل هو غسل تنظف، ويكفيه أن يتوضأ، وهو بكل حال معذور لأنه عاجز، والواجبات – في الشريعة – تسقط بالعجز عنها.