معنى قوله وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا

قال الله تعالى "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ".
قالت لجنة التفسير بمجمع البحوث الإسلامية في سبب نزول الآية: "قال سفيان الثوري عن علي "رضى الله عنه" قال: قال أبو جهل للنبي صلي الله عليه وسلم "إنا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به"، فأنزل الله الآيات".
وأضافت اللجنة أن "الله يحث رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) على الصبر بعدة أمور، أولها أنه تعالى يعلم ما أنت عليه يا محمد من الرحمة لقومك وهم يعلمون أنك أمين وصادق، وثانيها أنهم لا يتهمونك بالكذب فيما تقول ولكنهم يكذبون ما جئت به من عند الله وهو القرآن الكريم كما قال جل شأنه "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا"، وثالثها: يحث الله رسوله على الصبر، فقد حدث للرسل السابقين عندما كذبتهم أقوامهم فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصر الله، ورابعها: ألا تهلك نفسك عليهم حسرات فإن الله قادر على هدايتهم ولكن اقتضت حكمته ذلك"، وخامسها: إنك لو حرصت على هدايتهم وإتيانهم بما اقترحوا من معجزات واتخذت أي وسيلة لذلك مهما كانت وأينما كانت في جوف الأرض وفي السماء ما آمنوا، وسادسا: اعلم أنه لو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الغافلين عن ذلك، سابعا: ولتعلم أن عدم تعلق مشيئته تعالى بإيمانهم وهدايتهم كان بسبب فساد استعدادهم".
وأكدت أن "الآيات ترشدنا إلى أن الدين يسر فلا ينبغي للمؤمن أن يشق على نفسه في أمور الدين مادام أخذ بالأسباب المشروعة وعلى الإنسان أن يتأسى بالقدوة الحسنة وأن يأخذ العبرة من الحوادث السابقة وأن أصحاب المبادئ والداعين إلى الإصلاح لابد أن يتحملوا في سبيل ذلك الأذى فإن النصر بعد ذلك لهم".