شهدت شركات السيارات الكهربائية في الصين تراجعًا ملحوظًا في هوامش أرباحها، مع انخفاض الفارق بين تكلفة التصنيع وسعر البيع إلى 10% فقط في العام الماضي، مقارنة بنحو 20% قبل أربع سنوات.
يهدد هذا التآكل الحاد في الأرباح بقاء العديد من العلامات التجارية الصغيرة في السوق، بحسب محللين، الذين يرون أن هذه الشركات إما ستخرج من المنافسة أو يتم الاستحواذ عليها خلال العامين المقبلين.
ضحايا حرب الأسعار
قال المحلل «فات تشانج» من منصة CnEVPost إن “جميع الشركات تقريبًا وقعت ضحية لحرب الأسعار”، مضيفًا: “إذا اختارت أي شركة التوقف عن خفض الأسعار، فإن مبيعاتها ستتراجع تلقائيًا، ما يصعّب عليها تحقيق أرباح أو حتى الاستمرار.”
ورغم وجود أكثر من 50 علامة تجارية تتنافس في السوق الصيني، إلا أن ثلاث شركات فقط تحقق أرباحًا حالياً، وهي BYD وLi Auto وSeres.
حتى هذه الأسماء الكبرى لا تزال تقدم خصومات كبيرة في محاولة لتوسيع حصتها السوقية، وهو ما يعكس حجم الضغوط.
خصومات قياسية.. واستنزاف مالي
وفقًا لدراسة من "جي بي مورغان" نُشرت في صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، بلغ متوسط الخصومات في قطاع السيارات الكهربائية 16.8% في أبريل، وهو أعلى مستوى تم تسجيله، مقارنة بـ16.3% في مارس.
في المقابل، تُقدّر جمعية سيارات الركاب الصينية أن متوسط الخصم لعام 2024 بأكمله سيبلغ 8.3%.
هذا التنافس القاسي ترافق أيضًا مع انخفاض متوسط أسعار السيارات الكهربائية بنسبة 10% في ديسمبر الماضي، وهو ما جعل بعض المراقبين يصفون الوضع بأنه “غير مستدام” ماليًا.
في ظل الركود المحلي، بدأت الشركات الصينية في التركيز على التصدير كأسلوب للبقاء، حيث توفر الأسواق الخارجية فرصًا لتحقيق أرباح أفضل.
ووفقًا للخبير «نيكلاي» من "جي بي مورجان"، فإن المبيعات الدولية أثبتت أنها أكثر ربحية، ما قد يمنح بعض العلامات التجارية متنفسًا لتجاوز الأزمة.
وأشار لاي إلى أن “المنافسة السعرية اشتدت هذا العام، لكن الطلب المحلي على السيارات الكهربائية لم يشهد نمًا متوازيًا.”
على الرغم من التحديات، هناك مؤشرات إيجابية، فقد شكلت السيارات الكهربائية ما يقرب من 33% من إجمالي صادرات السيارات الصينية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، مقارنة بـ25% خلال العامين الماضيين.
ورغم أن التصدير لا يمثل حلاً جذريًا، إلا أنه يمنح الشركات فرصة للبقاء على قيد الحياة في خضم معركة شرسة على السوق المحلي.