اللجنة المصرية الكينية تفتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية الأفريقية

تفتح اجتماعات اللجنة المصرية الكينية المشتركة المنعقدة حالياً في العاصمة نيروبي صفحة جديدة في العلاقات المصرية الإفريقية، صفحة تتجه فيها بوصلة العلاقات الثنائية في الدبلوماسية الجديدة التي خرجت من رحم ثورة 30 يونيو نحو إعادة التوازن المفقود بما يخدم التنمية والاقتصاد.
وإيمانا بأهمية تكتل الكوميسا كشريك تجارى لمصر وما تقوم به كل من مصر وكينيا من دور ريادي لدعم هذا التكتل ليكون منافسا قويا للتكتلات الإقليمية الأخرى، تشهد العلاقات الثنائية المصرية الكينية تطوراً إيجابياً وتنام ملحوظ على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، الأمر الذي يفرض على الجانبين ضرورة العمل على دفع هذا التطور في كافة مجالات التعاون المشترك، بما يعود بالنفع على شعوبهما.
فالعلاقات التاريخية الوثيقة بين شعبي مصر وكينيا ترسخت من خلال شريان نهر النيل الذي يمدهما بأسباب الحياة، كما تتميز العلاقات المصرية الكينية منذ نشأتها بالود وحسن التعاون حيث تحرص مصر دائما على تقديم الدعم والمساعدة للشعب الكيني.
وتشهد العلاقات التجارية المصرية الكينية تطوراً إيجابياً، نتيجة عضوية البلدين في تجمع الكوميسا، بالإضافة إلى توجه مصر الإفريقي، لتغطية احتياجاتها من المنتجات والسلع من الدول الإفريقية، فحجم التبادل التجاري بين مصر وكينيا يعد أكبر حجم مبادلات تجارية بين دولتين في تكتل الكوميسا.
وقد بدأت العلاقات الثنائية بين البلدين منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث ساندت مصر خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حركة "الماو ماو الكينية " التحررية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ومناهضة الاحتلال الانجليزي، وفتحت القاهرة أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين ومدتهم بالمساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا، وتم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم "صوت أفريقيا" لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلاده - وهي أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من إفريقيا-.
وخلال العقد الماضي استمرت مصر في سياستها لدعم كينيا مقدمة المساعدات اللازمة والمعونات الغذائية والطبية في وقت الأزمات للشعب الكيني لمساندته على مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، إلى جانب الترحيب بمشاركة الكينيين في فاعليات الدورات التدريبية التي تنظمها الجهات المختلفة في شتى المجالات.
ويترأس وزير الخارجية سامح شكري الوفد المصري في أعمال الجولة السادسة من اللجنة المشتركة المصرية الكينية، و منتدى الأعمال الرسمي المصري الكيني المنعقدين حالياً في العاصمة الكينية نيروبي، لتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات، إضافة لتبادل الرؤى حيال العديد من المسائل الإقليمية وبخاصة المتعلقة بالتعاون الإفريقي وفى إطار تكتل الكوميسا.
وبالتوازي مع اجتماعات اللجنة المشتركة وصلت نيروبي بعثة تجارية مصرية غير مسبوقة تضم مسئولي العديد من الشركات الرائدة تزيد عن ١٣ شركة عملاقة في مجال الصناعات الهندسية، لتدشين شراكات تجارية واستثمارات مصرية تمهد لفتح السوق الكينى، بدأ رؤساء الشركات المصرية العملاقة فور وصولهم عقد لقاءات مكثفة مع نظرائهم الكنيين، بما يعكس حجم التصميم على عدم إضاعة الوقت واستثمار الفرص الاستثمارية والتجارية الكبيرة للبلدين اللذين يحتلان مكانة رائدة على الصعيد الإفريقي والدولي، فالشركات المصرية تتحرك حالياً لفتح السوق الكيني وفق خطط متكاملة ورؤية واضحة تمتد كذلك لإعادة التصدير إلى الدول المجاورة.