علماء الدين يؤيدون مقترح «صدى البلد» بإرسال «ملحق ديني» في سفاراتنا بالخارج.. ويؤكدون: خطوة طيبة نحو تجديد الخطاب الديني

«صدى البلد» يقترح استحداث منصب «ملحق ديني» في سفاراتنا بالخارج..
أمين عام مجمع البحوث الإسلامية:
خطوة في تجديد الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام
الخارجية ستعمل دور الوسيط بين الأزهر ومبعوثه في الخارج
◄عميد كلية العلوم الإسلامية:
فكرة رائع يحتاج إليها العالم وتجدد الخطاب الديني
خريجو الأزهر لهم واقع في التأثير على قلوب غير المسلمين
مصر ستتصدر العالم الإسلامي حال تنفيذها هذه الفكرة
استمرار الملحق في منصبه مشترط بكفاءته
◄الأوقاف:
فكرة جيدة تحتاج إلى الدعم والمساندة.. وخطوة جديدة في تجديد الخطاب الديني
يشترط في «الملحق» أن يكون من علماء الأزهر الأكفاء والمشهود لهم بالهمة والنشاط
◄سالم عبد الجليل:
«الملحق» دوره قوي في تجديد الخطاب الديني
أيد علماء الدين فكرة «صدى البلد»، باستحداث منصب «ملحق ديني» في جميع سفاراتنا بالخارج، مؤكدين أن مهمته ستكون بالتواصل مع المؤسسات الدينية في الدولة المعار إليها للرد على الشبهات وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مشددين على ضرورة اختياره بدقة شديدة؛ لأنه سيكون سفيرًا للإسلام...
رحب الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بفكرة «صدى البلد» باستحداث منصب «ملحق ديني» في جميع سفاراتنا بالخارج، مؤكدًا أنها خطوة في تجديد الخطاب الدينى وتصحيح صورة الإسلام.
وقال عفيفى: إن «الملحق الدينى» يفضل أن يكون من خريجي الأزهر، وأن تتوافر فيه المقومات التى تساعده على توضيح صورة الإسلام للغرب، وقدرته على مخاطبة عقول المواطنين؛ نظرًا لأن تفكيرهم يختلف كثيرًا عن تفكير الشعوب العربية، وحتى يستطيع بناء نوع من الثقة بينه وبينهم"، منوهًا بأن الأزهر يهتم بالفعل بتأهيل أبنائه الذين يتم إرسالهم فى قوافل للخارج.
وأضاف، أن الآليات التى يتم اختيار الملحق على أساسها هى الإلمام بالعلوم الإسلامية ومقدرته على التواصل مع الشعوب الغربية، وكذلك قدر ثقافته بالعلوم الغربية والمشاكل والتحديات التى يواجهها هذا الشعوب.
وأشار الأمين العام للبحوث الإسلامية، إلى أن «وزارة الخارجية، هى همزة الوصل ببعثاتنا فى الخارج ولا نستطيع أن نتحرك بدون مشورتها»، لافتًا إلى أن «الخارجية هى التى تحدد أى الدول تحتاج إلى مزيد من الوفود والبعثات الدينية؛ حتى يتم إيفادها من خلال الخطباء أو أئمة المساجد فى هذه الدول».
وتابع: «المبعوث الأزهري يتبع الأزهر الشريف ولكنه يتواصل مع السفارات المصرية بالخارج، فهى تقوم بدور الوسيط بين الأزهر ومبعوثها»، منوهًا بأن «مدة البعثات الحالية لمبعوثى الأزهر 3 سنوات، وإذا كان هناك نوع من تحقيق النجاح والتميز تتم دراسة الأمر من الإمام الأكبر للنظر فى مد فترة البعثة للمبعوث»، مشددًا على أن الأزهر يهتم فى مسيرته على تقدير الكفاءات والنجاح لأبنائه.
من جانبه، أيد الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية لغير الناطقين باللغة العربية، فكرة «الملحق ديني» في جميع سفاراتنا بالخارج، مؤكدًا أنها رائعة وتعد نوعًا من تجديد الخطاب الديني، والعالم الإسلامي في أشد الحاجة إليها، منوهًا بأنها تعد من باب الجهاد في الله؛ لأنها تدافع عن الإسلام وترد على الشبهات.
وكشف فؤاد، عن أن هذه الفكرة تعطي أمرين الأول: أنها ستفند الشبهات عن طريق الرد بالأدلة والبراهين، مشيرًا إلى أن الملحق الديني سينظم دورات علمية للرد على الشبهات وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة للدولة المعار إليها، منوهًا بأن الأمر الثاني أن مصر ستتصدر العالم الإسلامي بتفيذها هذه الفكرة.
ولفت عميد العلوم الإسلامية، إلى أنه يفضل أن يكون الملحق الديني من خريجي الأزهر؛ حتى تكون له قابلية من الجميع، منوهًا بأن المؤسسة الأزهرية لها واقع في قلوب المسلمين وغير المسلمين، مشترطًا فيمن يتولى المنصب، أن يتم اختياره بدقة ويكون مختصًا في الرد على الشبهات، وعلى عناية تامة بالمذاهب المعاصرة، وأن يكون حافظا لكتاب الله، وأن يكون حسن الأخلاق والخلق ولديه سيرة ذاتية قوية.
وشدد على ضرورة عدم تحديد مدة معينة للملحق الديني في الدولة المعار إليها، مشيرًا إلى أنه إذا ثبت كفاءته يثنى عليه ويبقى في منصبه، وإذا لم يحسن العمل يرد من أول يوم، منوهًا بأنه يعد سفيرًا لمصر وللإسلام.
بدوره، أشاد الشيخ محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، بالفكرة، مؤكدا أنها خطوة جيدة جدا، تحتاج إلى الدعم والمساندة إذا كنا نبحث عن تجديد حقيقي للخطاب الديني".
وقال عبد الرازق: إن "هذا الملحق سيكون عليه عبء ثقيل في مهمته الجديدة حال تطبيقها على أرض الواقع، بحيث يتواصل مع جميع الأئمة والخطباء والوعاظ وأفراد الجاليات الإسلامية؛ للوقوف على أهم المعوقات، وما يمكن القيام به تجاه المسلمين في الدولة الموجود بها".
وأوضح، أن "هذا الشخص «الملحق الديني» لابد أن يكون من علماء الأزهر الأكفاء والمشهود لهم بالهمة والنشاط، وإلى جانب ذلك يجب منحه دورات في اللغات وتكون الإنجليزية لغة أساسية وبجانب لغة أخرى يختارها حسب الدولة التي سيتواجد بها".
وأشار رئيس القطاع الديني بالأوقاف، إلى أن "مهمة الملحق الديني حال تواجده فعلا، متابعة كل ما يخص المسلمين في الدولة من متابعة المساجد وعقد لقاءات مع الأئمة والخطباء والاستماع إلى ملاحظاتهم ومنحهم دورات تدريبية، إما في الأزهر عن طريق إرسال أعداد منهم على دفعات بحيث يكونون سفراء للإسلام في مساجدهم ويكونون مرجعية قوية يفتون بعلم وبعيدا عن التشدد والتطرف الذي نعاني منه هذه الأيام"، مضيفًا «هذه الفكرة تحتاج إلى تنظيم كامل من القائمين على مؤسسة الأزهر مع المسئولين بالدولة لتفعيلها، وستكون لها نتائج جيدة ومبهرة حال تطبيقها».
وفي السياق ذاته، أشاد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقا، بالفكرة، مؤكدًا أنها ستسهم في تجديد الخطاب الديني، مضيفًا أنه يشترط في الملحق الثقافي في السفارة أن يكون ذا مرجعية دينية تمكنه من الرد على الشبهات ومرجعية جيدة للجاليات الإسلامية بكل دولة.
ونوه بأن هذه الفكرة إذا لاقت اهتمامًا من حكومات الدول العربية والإسلامية سيكون لها مردود قوي جدًا في تجديد الخطاب الديني التي تسعى له مصر وباقي الدول في مواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا أن التأثير القوي لهذا الأمر نابع من احتكاك الملحق الثقافي أو رجل الدين بشخصيات سياسية ودبلوماسية لها تأثير قوي في الأوساط السياسية.
واستطرد: أن الملحق الديني يمكنه فتح قناة اتصال قوية مع الأزهر والأوقاف والرجوع إليهما في الأفكار أو ما تريد المؤسسات الدينية في مصر توصيله إلى الخارج أو من خلال لجنة مختصة تكون مهمتها التواصل مع الملاحق الثقافية في البلدان المختلفة وإمدادها بالتوصيات وكل ما يستجد على الساحة الدينية، وقد يكون من مهام اللجنة مراقبة ومتابعة الملحق الديني حال تواجده وتحديد ما إذا كان يستمر في مكانه أم لا.