خبير فضاء: شرايين الإنسان تنفجر خلال دقائق من هبوطه فوق "المريخ".. والهجرة إلى الكوكب مستحيلة قبل تهيئته للحياة

قال الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن من يقرر الهجرة للحياة فوق سطح المريخ إلى الأبد قبل أن يتم تهيئة ظروف الحياة له فسيموت خلال دقائق من الهبوط على سطح الكوكب، وستنفجر شرايينه نتيجة الانخفاض الشديد لضغط الكوكب مقارنة بكوكب الأرض.
وأشار إلى أن فكرة الحياة على المريخ تشبه كثيرا فكرة قارات العالم الجديدة التي كانت بمثابة طوق نجاة استوعب أعدادا هائلة من البشر كانت ستحدث ازمة سكانية كبيرة في كوكب الأرض لو لم تكتشف هذه الجارات الجديدة، و كذلك هو المريخ، ففي يوم من الأيام ستضيق الارض بكانها وسيكون المريخ هو الامتاد الجديد لسكن الإنسان بحسب ما ورد على لسان احد العلماء في أكبر مؤتمر لعلماء الفضاء استضافته جامعة برمنجهام عام 1996.
وقال "شلتوت" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إنه بحسب معلوماته فإن الرحلة التي تغادر إلى المريخ إن كانت تحمل رواد فضاء غادروا لاسباب علمية، فلا يتمكنون من العودة إلى الأرض قبل 3 أعوام و نصف، منها 6 اشهر مدة السفر من كوكب الأرض إلى الهبوط في نقطة الوصول بالمريخ، و 6 أشهر مثلها في رحلة العودة، و عامين و نصف يقضيها الرواد فوق سطح الكوكب اللذي يصل لأقرب نقطة إلى الأرض كل عامين و نصف، و هو المعدل الزمني لدورته.
وعن وسائل الاتصال قال أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الشبكة العنكبوتية "إنترنت" هي وسيلة الاتصال الأمثل بين الرواد ومحطات الفضاء على كوكب الأرض عبر البريد الإلكتروني، حيث الاتصال الهاتفي قد يكون مستحيل لأن الكلمة الواحدة قد تستغرق ساعات لتصل من طرف إلى الآخر، و ستصل مشوهة و غير مفهومة.
وتابع: و عند الهبوط على سطح المريخ، سيكون الإنسان أو رائد الفضاء بحاجة لمستعمرات مسلحة يعيش فيها أو كبسولات معدنية يتوافق ضغطها الجوي مع الضغط الجوي لكوكب الأرض حتى لا تنفجر، كما أنها يجب ان تكون حاجبة تماما لأشعة الشمس، حيث لا يوجد طبقة أوزون على كوكب المريخ لتمتص الأشعة الضارة فضلا عن قلة كثافة الغلاف الجوي للمريخ بعكس كوكب الأرض.
وأضاف: كما يتحتم على الرواد عدم الخروج من الكبسولة المهيئة لإقامتهم لعدم وجود أوكسجين كافي خارجها، و في هذا الجانب كثرت الأحاديث عن مشروع لإنشاء محطة للطاقة النووية فوق كوكب المريخ تقوم بتحويل "اكاسيد الحديد" التي تعد احد مركبات أرض المريخ إلى غاز الأوكسجين، و استخدام غاز ثاني أوكسيد الكربون لتدفئة الجو حيث إن إحدى خواص هذا الغاز الاحتفاظ بالأشعة تحت الحمراء، و عندما يتحقق ذلك تكون هناك دورة للمياه فوق كوب المريخ من تبخر، و سحب، و وديان خضراء وليست متجمدة كما هو حالها الآن"، لتصبح شبيهة لتلك الدورة التي تتم على كوكب الأرض.
وأكد أن الإنسان العادي يستحيل أن يعيش فوق كوكب المريخ للأبد إذا لم تتوفر له ظروف الحياة المذكورة.
وكان القائمون على مشروع "ون مارس" ضموا مواطنا مصريا وآخر عراقي ضمن الدفعة الأولى المسافرة إلى كوكب المريخ والإقامة هناك للأبد دون العودة إلى الأرض.
وأفادت صحيفة سبق السعودية اليوم الأربعاء أنه تم استبعاد السعوديين من الدفعة الأولى التي تضم 50 رجلاً و50 امرأة من أعمار مختلفة غالبيتهم من الشباب قادمون من بلدان مختلفة.
وكانت الشركة الهولندية أعلنت عن مشروع رحلتها في مايو 2012 الذي يهدف إلى إقامة مستوطنة بشرية دائمة على المريخ، وتقدم 202586 ألف شخص بطلب الرحلة إلى الكوكب الأحمر.
ولفتت الصحيفة إلى أن نحو 500 سعودي تقدموا للسفر إلى المريخ بلا عودة، ووقع اختيار الشركة على ستة منهم بعد اجتيازهم للشروط والإجراءات الخاصة بالانتقال إلى المريخ للأبد.