أكد عبد الحكم صالح سلامة، الأستاذ بجامعة الأزهر وخطيب الجمعة بمسجد قاهر التتار - بمصر الجديدة، أن "الله سبحانه وتعالى عظم من النفس البشرية وعظم من حرمتها، كما منح الإنسان حرية الاختيار ومنها حرية اختيار العقيدة، ولم يجبر أحدا على الدخول فى الإسلام".
وقال سلامة إن "كل الحقوق التى تنطبق على المسلم تنطبق على أصحاب الديانات الأخرى، فمنح الله المشرك نصيب من الدنيا ومنحه حق الحياة بجميع جوانبها وعناصرها ولا أحد يستطيع أن يمنع بشرا من حقه فى الحياة".
وأضاف أن "رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكد أن أصحاب الديانات الأخرى لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وتوعد رسول الله من يؤذي أهل الذمة وقال "من آذى ذميا فقد آذاني".
وأكد أن "الله كرم بني آدم على كثير من خلقه ولهذ التكريم مظاهر عديدة، أولها أنه خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه، مستشهدا بقوله تعالى "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين"، وقوله تعالى "إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعو له ساجدين".
وتابع: "إن الله منح ابن آدم ملكات ومواهب تمكنه من ريادة الحياة وإدارة عناصرها، مستشهدا بقوله تعالى "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون".
وقال إن "الله عز وجل منح الإنسان السيادة على معظم العناصر الكونية، فكرس الله هذه السيادة فى استخلاف الإنسان لإدارة كوكب الأرض".
وأضاف أن "الله سخر للإنسان كل شيء فى الكون مثل الشمس والقمر، وتلا قوله تعالى "الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار".
وأكد صالح أن "ما يتم الآن من بعض القاسية قلوبهم الذين تنطوي صدورهم على قلوب تيبست وعواطف تحدرت ووجدانات تصحرت إلا من العسف والظلم والطغيان والبطش، نقول لهم كذبتم ليس الإسلام عصبية وليس الإسلام طغيانا ولا ظلما ولا عدوانا، فالإسلام لين ورحمة فلا ذبح فيه ولا حرق ولا تنكيل، حتى لو كان المقابل أسطولا من أساطيل الشرك والطغيان".
وأوضح أنه "لا يجب مجرد التلويح بأداة من أدوات الضرب أو القمع فى وجه أي إنسان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من أشار لأخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه"، فالذين يحملون السلاح على عباد الله دون حق يخرجون من الدين من أوسع الأبواب فقال رسول الله "من حمل علينا السلاح فليس منا".
وأشار إلى أن "تلك الممارسات الداعشية بعيدة عن الإسلام ولا يحمل وزرها ذلك الدين، وهى لا تعبر إلا عن فكر مشوش وعن اتجاهات ضالة، وتنطوي صدور أصحابها على مغالطات وعلى أمراض متأصلة فى تلك النفوس البالية، فتلك العدوانات السافرة على عباد الله البرآء التى نفاجأ بها آناء الليل والنهار لا تمت إلى الإسلام بصلة من قريب أو بعيد، وأى أحكام لإلصاق الاتهامات بالإسلام هى أحكام مبنية على الحقد".