خطب الجمعة: «اليتيم الأمي» علم المتعلمين.. وإنسانية المجتمع تظهر في رعايته للضعفاء.. والإسلام حذر من أكل أموال اليتامى

الأمير: يوم اليتيم عادة محمودة.. والإسلام حث على الاعتناء باليتيم والضعيف والأرملة
شاهين: الإسلام عظم عقوبة الاعتداء على الفقير واليتيم.. ورفع مكانة الأرملة
خطيب بالدقهلية: إنسانية المجتمع تظهر فى علاقته بالضعفاء واليتامى
خطباء كفرالشيخ: الإسلام يدعو للعناية بالأيتام وذوى الاحتياجات ويحذر من أكل أموالهم بالباطل
وحّدت وزارة الأوقاف خطبتها اليوم فى جميع مساجدها على مستوى الجمهورية، للحديث عن موضوع «عناية الإسلام بالضعفاء والأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة»، حيث أكد عدد من الخطباء أن الإسلام عظم عقوبة الاعتداء على الفقير واليتيم وحذر من أكل أموال اليتامى بغير حق.
من جانبه قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم من مسجد المغفرة بالجيزة، إن "الاحتفال بيوم اليتيم عادة محمودة وعرف حسن، وعلينا أن نعلم أن شريعة الإسلام اعتنت باليتيم وبالضعيف وبالأرملة والمسكين وحثت على الاهتمام بهم منذ ما يقرب من 14 قرنا".
وأضاف الأمير أن "رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو اليتيم الذي علم المتعلمين، وهو اليتيم الذي صار قدوة للعالمين"، لافتا إلى أن رسول الله قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، والله عز وجل يقول: "فأما اليتيم فلا تقهر"، تأكيدا على حسن معاملة اليتيم والإحسان إليه".
وأكد أن "اليتيم يحتاج إلى الرعاية النفسية والمادية، لأن اليتيم إذا مات أبوه يغشاه حزن وذل وانكسار لا يحس به، ولا يدركه إلا ذلك الطفل اليتيم، فمن هنا جاءت أوامر الله ورسوله برعاية الأيتام، وجاء بالحديث القدسي أن عرش الرحمن يهتز لبكاء اليتيم، ويقول الحق جل علاه لملائكته: "يا ملائكتي من ذا الذي يُبكي من غيبت أباه، وعزتي وجلالي من أدخل السرور على هذا اليتيم أوجبت له الجنة".
واستشهد الأمير بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "خير بيت في بيوت المسلمين بيت يحسن فيه إلى اليتيم وشر بيت في بيوت المسلمين بيت يساء فيه إلى اليتيم"، وقال: "فشريعة الإسلام أمرتنا أن نراعيهم وهذه المراعاة مراعاة لأنفسنا لأنها تكون طريقا لدخول الجنة".
وبدوره قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الله عاتب الرسول الكريم ﻷنه أعرض عن أحد الضعفاء "ضرير"، والإسلام دين الرحمة، فهناك امرأة دخلت النار في هرة ، مؤكداً أن هناك من يسعي لتشويه الإسلام وينصبون أنفسهم للتحدث فى دين الله بغير علم، قائلين: "الرسول بعث بالذبح"، وهم يناقضون أنفسهم ويتغاضون عن باقي تعاليم الدين.
وأوضح شاهين خلال خطبة الجمعة، أن الله لا يكلف أي شخص إلا ما يستطيع، فالله يراعي أحوال كل الناس واحتياجاتهم، لافتا إلي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان رحيما بالضعفاء والمرضى واليتامى، مشيراً إلى أن الإسلام عظم عقوبة الاعتداء علي الفقير أو اليتيم، وكذلك أراد الإسلام أن يكون للأرملة والمسكين مكانة معظمة لدى المسلمين، فالرسول قال: «الساعي علي المرأة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله».
وأكد خطيب عمر مكرم أن هؤلاء المتاجرين بالدين، يستغلون جهل الناس بلغتهم ودينهم، مضيفاً أنهم يستغلون اﻷحاديث والآيات القرآنية لتحقيق أفكارهم، ويطعنون في أمهات الكتب والثوابت.
وفى السياق ذاته، قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بالدقهلية، فى خطبة الجمعة اليوم إن "الإسلام أوصى بالرحمة والعطف بالضعفاء والأيتام والأرامل، فإذا كان للقوى جسد يحميه ويد يبطش بها وليس للضعيف ذلك، فله دين يستحق بسببه أن تحفظ كرامته، لأنه شيء طبيعى أن الناس يتفاوتون فى كل شيء فى الصحة والمرض فى الفقر والغنى فى السراء والضراء".
وأضاف زارع، فى خطبة الجمعة، قائلاً: «انظر إلى الضعفاء فى أى مجتمع وإلى أحوالهم، فهم مقياس وترمومتر ومؤشر نقيس به المجتمع ونحكم عليه إذا كان يراعى ضعفاءه ويتكافل معهم ويرحم ضعفهم فهو مجتمع إنسانى متراحم متحضر متكافل وإلا فهو العكس».
وتابع: "ما ذنب الضعيف والفقير والمرأة المعوزة؟ والضعفاء فى المجتمع كثيرون ولهم حقوق وواجبات على الجميع ، على الدولة بمؤسساتها وعلى منظمات المجتمع المدنى وعلى الأفراد كل واحد على قدر طاقته، ولابد أن تترسخ هذه الثقافة لدى الجميع إنها من ثوابت الدين ومن أسباب التراحم فى المجتمع، ومن يضمن لنفسه أن يبقى قويا معافى دائما فأنت اليوم قوى وغدا ضعيف، أنت اليوم غنى وغدا فقير، أنت اليوم صحيح وغدا سقيم، فانظر إلى أبعد من واقعك اليوم، انظر إلى غدك وإلى المستقبل وافعل الخير ولا تنتظر الجزاء إلا من الله كما قال أحد الصحابة حينما كان يزرع شجرة الجوز فى أواخر حياته وهو لا يأكل منها يقينا وماذا على أن يكون لى زراعتها ولغيرى ثمرتها، زرع من قبلنا فأكلنا ونزرع لكى يأكل من بعدنا، فالذى يعطف على اليتيم والأرامل والمساكين كالمجاهد فى سبيل الله".
وأكد أنه "من أمثلة الضعفاء فى المجتمع ولهم علينا واجبات، المعاقون والمرضى والمسنون والغارمون والمظلومون والأطفال والمرأة، خاصة الأرملة والمطلقة، وللحقيقة كلمة حق الدولة تحملت أعباءً كثيرة نحو الأرامل والمطلقات بعد أن تخلى عنهن أزواجهن وأنفقت عليهن مئات الملايين وهذا كما يقال شكر على واجب".
وقال زارع إن "الجمعة الأول من شهر أبريل من كل عام هي عيد لليتيم وانطلاقا للإحسان إليه طوال العام، فقد اعتبر القرآن أن من التكذيب بالدين هو إهانة اليتيم، فقد قال تعالى: "أرأيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم" أى يدفعه ويهينه ولا يحافظ على إكرامه، فعلينا جميعا الإحسان لليتامى وللضعفاء عموما فى المجتمع لأن المجتمع تظهر إنسانيته فى علاقته بالضعفاء واليتامى وقد بشر النبى (صلى الله عليه وسلم) راعى اليتامى بالجنة "أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى".
وفى ذات الإطار، أكد الشيخ هاشم الفقى إمام وخطيب مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى أن الإسلام دين الرفق والرحمة والمحبة والمودة يضمن لجميع الفئات والطوائف في المجتمع الحق في العيش الكريم والحياة السعيدة ويراعي الضعيف قبل القوي والصغير قبل الكبير والمريض قبل الصحيح بل يراعي حق الحيوان وذلك لأن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء وتتجلي رحمة الله في تشريعاته التي من أهمها مراعاة الفئات الضعيفة التي لا تقوي علي قضاء حوائجها أو السعي في مصالحها.
ومن جانبه أوضح الشيخ شعيب صقر - إمام وخطيب مسجد الزهور بمدينة كفرالشيخ ومنسق شباب الدعاة بالمحافظة - أن أهم حقوق الضعفاء التي كفلها الإسلام توفير الحياة الكريمة في المأكل والمشرب والمسكن ودور الرعاية الصحية لهم ونحن إذ نحتفل بيوم اليتيم فقد وجه الإسلام أتباعه بالحفاظ علي أموالهم وأن يحسن إليهم ويقوم على شئونه ورعايته وإصلاح ماله وحاله سواء كان هذا اليتيم قريبا أم غريبا.
وأشار صقر إلى أن الشريعة الإسلامية وجهت التحذير والوعيد الشديد لكل من يعتدي علي أموال اليتامي بأكلها أو ضياعها وبهذا لا يترك الإسلام اليتامي نهبا للأوصياء أو الطامعين أو مستغلي حال ضعفهم وبذلك يراعي الإسلام حق الضعفاء علي اختلاف أنواعهم وتباين أسباب ضعفهم ما بين مريض أو فقير أو يتيم أو امرأة صغيرة أو مسنة أو أحد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد منسق شباب الدعاة بكفرالشيخ أن الإسلام علمنا كيفية التعامل معهم ومراعاة شعورهم ، مقدماً التعازى بمناسبة يوم اليتيم للأيتام من أطفالنا ممن استشهد آباؤهم دفاعاً عن الأرض والوطن والكرامة من جنودنا وضباط الجيش والشرطة سائلا الله أن يبارك في أولادهم وأن يسكن الشهداء من جيشنا وشرطتنا الجنة في الفردوس الأعلى.