على عويس يكتب : مناظرات السقوط السريع ..عبثيات عبد الله رشدي في مناظرة إسلام بحيري ...! ( 2/2 )

دارت رؤوس الناس حول إسلام بحيري فالرجل يقرأ لهم الفتوى والرواية المنسوبة زورا للنبي والجملة التى تفسر الآية والحكم الفقهي الذي ينزل العقاب والشرح بسطور الكتاب بالرقم والصفحة وبنفس اللحظة تنقل قناة الجزيرة على الهواء مباشرة فظائع داعش المريبة وأخواتها من حركات الإسلام السلفي في سيناء ودمشق وبغداد والصومال ونيجيريا وشارلي وسيدني .. وكل بقعه أصيبت بداء من يتمثل هذه السطور التى تحولت بواقعنا إلى جرائم ....!!
إسلام بحيري ينفي عن الإسلام تهمه الجنوح الذي تمثله هذه السطور التراثية والتي دفعت جيلا إلى رفع الساطور في وجه عالمنا.... !!
والأزهر يتبنى حماية هذا الفكر مع سلفييه وحلفاءه الذين يذودون جبهات الإرهاب بالشباب المغرر بهم تحت رايات الجهاد ...!
ثم يشيعون عن إسلام بحيري إفكا لموقفه المنكر للجرائم .. فزعموا أنه يهدم ثوابت الإسلام ....!!
طالبهم المجتمع بالمواجهة فأرسلوا له من قبلهم شابا ببدله أفرنجية تحمل رسالة ليست صغيره أن الأزهر حداثة أيضا ولا يقبع في قعر ... فكانت بداية المناظرة برمزيه بدت قاصرة عن تقديم صورة مقنعة....!!
بالزى الحداثي في مدخل غير موفق من خلال دوران عبد الله رشدي ممثل الأزهر حول لفظ لا قضيه .... وكلمه لا جمل ... وحروف ومباني لا مقاصد ومعاني وكاد يذهب ممثل الأزهر بجل الحلقة لولا تدخل أسامه كمال وكأنه ضاقت أنفاسه لتنطع مبتذل لا يُقدر رغبه الناس في المعرفة وما هو شكل الرد الذي يستطيع أن يقدمه الأزهر المتهم اليوم بتبني منظومة الفكر والفهم الذي يحارب العالم .....!!
بينما الإسلام برئ سياقا وروحا وهدفا جاء لخدمه البشر لا قتلهم لهدايتهم لا تكفيرهم .... وهكذا أيضا يعيش إيمان البسطاء وتصورهم لدينهم ومعهم إسلام البحيري ... !
قال عبد الله رشدي لإسلام بحيري ... كيف تقول بأحد حلقاتك أن الله لم يكن ليتخيل ... فهل الله يتخيل .....؟
وطبعا لفهم الكلمة عليك أن تبحث عن المعنى الذي قصده إسلام كما أراد منه أن يصل إلى الناس .... !!
إنه يريد أن يقول لهم لقد وصل التراثيون في ابتزاز الدين لما هو أبعد بكثير من أهداف الله التى أرادها للناس من خلال رسالته .... لقد خالفوا الحق ... فالله لا يحب لعباده الكفر ... ولا يحب لعباده المعصية ولا يحب لعباده الضلال ... ولكن الناس غافلون .... وقد وصل المعنى داخل هذه الأجواء لا أكثر ...
الله سبحانه ينظر ماذا يصنع خلقه وبعملهم واجتهادهم يغير قضاءه لهم.... فسبحانه يمحوا ويثبت وعنده في أم الكتاب فيعطي المحسنين أكثر مما قدره لهم جزاء بما كانوا يعملون .... والعكس قائم ... فمن يسيئون ويفجرون يقصف آجالهم أو يؤخرهم ليوم يروا فيه العذاب ....!! وصل أيضا المعنى الذي قاله إسلام داخل هذه الأجواء ...
استنادا لقول رسول الله لأصحابه إني رأيت الليلة عجبا .. رأيت رجلا من أمتى جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ....!!
هنا أظهر الله ما كان خافيا وكسر قانون إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وزاد عمر الرجل الذي حوله علامات النهاية تدور .... !!
سبحانه .... وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون... فليس البداء الذي أشار إليه إسلام بمعنى علم بعد جهل حاشا لله ولكن ظهور للناس بعد خفاء .... ولقد ظهر التوحش السلفي بعد الخفاء في ثوب الفضيلة ... والذبح الداعشي بعد التعقيم حول البسملة الشريفة .... والتنطع الأزهري بعد الاختفاء في الجلباب الأنيق وادعاء الزهد ببلع حبة من التمر على الريق ...
ثم بدا .... فظهر من فظاعة ما رأى الناس أن فعلهم فوق كل توقع .... وتجاوز كل تصور .... ودار بعيدا عن كل وسائل الرصد التى تتنبأ بالسلوك .... وهذا ما فعله الأولون أيضا من مجازر باسم الدين الذي جاء للهداية فخطفوه للغزو والسبي والقتل وارتكاب كل جناية في حق المستضعفين من الأمم والشعوب ....
وكان يكفيهم الكلمة ... والكلمة بما فيها من شحنه الحق أعظم مغناطيس للقلوب ....!!
لم يكن الأمر يحتاج من عبد الله رشدي كل هذا اللف الذي قصد به الكيد لا نصره الحق كما بدت حركته وبسمته ونظرته وإصراره على الدوران بغيه قنص لم يطوله ونصر لم يحرزه .!!
.... بنفس حبكتهم القديمة ..هي هي .. جاء عبد الهد رشدي ليدور حول هدف هو إسقاط خصمه لا بلوغ الحق ولا الوصول إلى السطور التى عليها الخلاف ....وهي !!
هل التراث معصوم كجزء من العطاء الإلهي .. أم هو إنتاج بشري فيه خير وشر ... دين وهوى ... إسقامه ومشاغبه .... التزام وتجاوز .... ؟
هذا هو الموضوع وعندها إذا كان معصوما .... فليسكت الناس جميعا وعلى حماة التراث تقديم دلائل عصمته ...!!
وإن كان بشريا يعتريه ما يعتري عبد الله رشدي من غواية المكيدة والانتصار لجهة يمثلها وفق حق يزعمه ويبحث لنفسه دليلا ينصره دون منهجيه ترى حقا للخصوم وأصولا للخلاف وجب الوقوف حينها أمام هذا التراث للتعرف على شره ولهوه ومشاغبته وتجاوزه وتحذير الناس من هذه السطور ودفعها بعيدا عن التلبس به ...
هذا هو الموضوع الذي يدور عليه الكلام وتعيش حوله القضية ,,,, ولكن الواضح أن الرسائل التى كانت تصل عبد الله رشدي من مراكز التحكم الكهنوتي قد شغلته عن التواصل الفكري عبر توجيهها للحوار بعيدا عن هدفه ... فكانت شيئا مقصودا زاد من إفلاس المؤسسة وسقوطها في خانه القعود عن تقديم البينة ...
وظل يدور عبد الله رشدي حول هل الله يتخيل ... دون قدره منه بنفس الصياغة البشرية للفعل أن يفهم معنى وهل الله يمكر ... ... هي مماحكات فارغة إذن ... كون العقلاء يفهمون الكلام بتأويله على الوجه الذي يليق بجلال الله فالكلمات غطاء المقاصد وحاملة المعاني غير أنهم لن يستطيعوا الثبات أمام دعواهم التى اهتزت لها عقائد المؤمنين بتصوير الله شاب أمرد يجلس على كرسي وله حد وجهه وثقل وينزل ويصعد أشار إلى ذلك ابن تيميه وأتباعه ....!!
يا عبد الهي رشدي ... لا تلعب بنار تحرق أطراف أوهامك التى اعتقدت أنها طالت إسلام بحيري فإذا بها رسالة إدانة لباقي عقائد يقررها حنابلة الأزهر فتضل في تصوير الله بتشبيهها المجسم دون أن تجد لها رادعا من رواق الأشاعره أهل التأويل والتنزيه ....!
مضت المناظرة وسط هذا الزخم المجهولة حقائقه من البسطاء حين جاء عبد الله رشدي من الأزهر لينهي حلقته حول كلمه التخيل ... ثم يزعم أنها صفة بشريه ألحقها إسلام بالله وهو جريمة تلقي به خارج الدين كما يتصور المسلمون ... !!
فنقول له ولمن أرسله ما قولكم في نزول بن تيميه وصعوده على منبر دمشق ممثلا لله في حديث النزول وقد قال كنزولي هذا ... مشبها ومجسما ومعبرا بقدمه وحركته عن فعل الله الذي ليس كمثله شئ كما أورد ذلك ابن بطوطة واصفا حال ابن تيميه في رحلته بقوله .... كنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال :
إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به. فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً . ... ها هو ابن تيميه ومعه العامة بتراثك لم يجدوا من الأزهر موقفا يحمي جلال الله سبحانه بمخيلة عبادة أيضا ...!
.............
هذا المماحكات مقصوده ... يبتغون بها صرف الناس عن الحقائق الكبرى ...
ومقصوده لأنهم يدرسون قاعدة فقهيه بجامعتهم تقول إنما العبرة في الكلام بالمعاني لا الألفاظ والمباني .... بمعنى سقوط الكلمة عندما تستحضر النية القصد ... فلا يؤخذ بظاهر الكلام ولكن بالمعنى الذي يرمي إليه من ألقاه ...!!
فهل سألتم إسلام ماذا تقصد بالتخيل ... فشرحه لكم كما تظنونه تصرف بشري ....
ما لكم كيف ترفسون ...؟
قبل الدخول إلى باقي فصول الحوار الذي يبتعد شيئا فشيئا من أن يكون مناظره ليصبح محاكمه علنية لإسلام بحيري على لفظ سحبوه من سياق جهلوه .... بينما غفلوا عن القضايا الكبيرة التى تركوها وأهملوها ليصرفوا الناس عنها ويسقطوا إسلام بكلمه أظهرتها عقيدة البداء التى يؤمن بها طوائف ومذاهب إسلاميه كبرى وهي على ما شرحناه ظهور بعد إخفاء وليس علم بعد جهل حاشاه فهو سبحانه المطلع على الغيب ...
وهذا الظهور بدا في عالم الناس بشعا غير متوقعا من الركع السجد الذين حرقوا باسم الفتاوى الناس أحياء في أقفاص الحديد ...!!
لنعرج هنا على كلمه في مناظرة سابقه لإسلام بحيري مع خالد الجندي على قناة صدى البلد عندما سخر الجندي من البحيري لموقفه من جرائم التراث فذهب قائلا .. إنك لا تستطيع أن تطعن في تراث أم كلثوم .... وأنا أؤيد خالد الجندي ... فلا إسلام ولا أنا ولا هو بقادر على ذلك ....!!
لقد حدث بعد متابعتي لمناظرة إسلام لخالد الجندي والتي وثقفناها بمقاله سابقه أن التقطت أذني صوت ينبعث من مذياع قريب تشدوا فيه أم كلثوم بإحدى روائعها .. سلوا قلبي ... وهي تحبيشه إبداع لحنا وكلمات وأداء وصفاء نفس ... لقد دق قلبي لها وتركت مقعدي باتجاه الصوت الشجي والكلم العليل واللحن الصافي بصفاء أجواء لفحتها حبات من المطر فإذا بها تقول على وتر وشجن وألم وحب إلهي متفرد بالخشية والجلال ....
فلم أر غير حكم الله حكما ولم أر دون باب الله بابا -
فتذكرت قول الجندي ... وأدركت أنه هو أصلا لا يستطيع لهذا الباب ردا ولا لهذا الجمال صدا ...
ولم يكن سؤال خالد الجندي بريئا بل يستهدف به جمع الغوغاء حوله كعادة الحنابلة والمتمذهبين في كل حروبهم الطائفية البغيضة التى سنورد بعض السطور من خبالها بعد قليل ...
والحقيقة لم تتورط أم كلثوم ولا تراثها في قتل الناس أحياء ولا الهجوم على الجنود والحدود وشق البطون وأكل الأكباد .. وليس بين ألحانها دعاية لأكل لحم الأسير ... ولا سبى الناس ولا غزو البلاد وقهر البشر ... وليس عندها إلا جمال تصفوا به النفس وتتقرب لرب القضاء والقدر ...
ولو كانت تروج لمثل فتاوى القتل والإستباحه لداس إسلام ومعه قبائل الأحرار تراثها وما خلفت من محن ....!!
أما عندما تحدث إسلام عن الحدود كما يزعم عبد الله رشدي ساخرا... فلم يتناولها بصفتها أمر إلهي ... ولكن كان توصيفه لاستخدام البشر لها ... وبالفعل صار استخدام الحدود بالتفريعات الفقهية لصالح السياسة باسم الدين .....!!
فقتلت الحدود الناس باسم الدين لصالح السلطة كما حدث لحجر بن عدي ...
وذبحت الناس لصالح السلطة ولكن باسم الدين كما وقع للجعد ابن درهم ...!!
وقطعت الحدود لحم الناس أحياء باسم الدين وهي للسلطة وليست لله كما فعلوا في ابن المقفع ..!! والقائمة تطول ..
إذن فالحدود التى استخدمت كانت بلاء على الأمة لأن الهوى البشري حرفها لتكون لصالح السلطان لا الله بل اختزلوا جلال الله أيضا وجعلوا السلطان ظله في الأرض ....!!
أما الخلافة .. التى قال عنها إسلام ما قال وجاء رشدي معترضا ظنا أن الناس لا تعرف ما وقع بتاريخها من إجرام .... فنؤكد أنها قد كانت شرا وبيلا على المسلمين دينا ودنيا كخلافة داعش اليوم.... فبعد سنة 40 هـ تحولت لملك عضوض باغ هو الذي اشرف على تشكيل الشرائع والفكر وما يعيش بعروق وأفكار الناس اليوم ليس إلا إنتاج الفئة الباغية وفقا لحديث النبي لعمار ...تقتلك الفئة الباغية .. تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار ... وقد قتلوه يوم صفين مع الأحرار ... وانتصر من قتل ..!!
ولم ينتصر من كانوا يدعون إلى الجنة عمار وعلى وجابر وحذيفة ومن معهم بل انتصر دعاة النار الذي جاء عبد الهل رشدي ليدافع عنهم ويحاول أن يلبس على الناس بفكره الصحابة وأن إسلام ضدهم على غير الحقيقة وفقا لخيوط مؤامرة تنسج بأفق الشرق فتنه ستدرس أحياءه وتلعن أرجاءه ... ويلعب عليها الأزهر الحديث دون أن يضع لمخاطرها حد على ألسنه صبيه جهلاء بوقائع التاريخ ومعايير القيم ...!!
هو غباء في سوء قصد مع خواء وجهل ...
وإلا فهل دولة بني أميه حكومة مستقيمة بعين الله تستحق الثناء والرضا وفي عهدها قتل أبناء النبي وهدمت الكعبة وضربت المدينة حرم رسول الله وسبي نساء الصحابة وأبناءهم وحدث في أمر الإسلام رتق لم يلتئم بعد ....؟
وهل دولة بني العباس التي فاقت مجازرها وإجرامها ما سبق تستحق الثناء وفيها خلفاء الفسق والجور والنصب والمحظيات والخمور ومن أسقطوا هيبة الإسلام الحق وضيعوا أمته ..
وهل خلافه بني عثمان التى أسكنت المسلمين في كهف الخرافة وانتهت بأن تكون رجل أوروبا المريض التى ضاعت بمرضها فلسطين وبلاد الشرق حين ركبها الأجنبي تستحق ثناء نرسله على ظهر شكر لأردوغان حفيد السلاطين ..!
ماذا يقول عبد الله رشدي الذي خرج علينا من صف مكر ومنكر لا يدري ما يحكي .. ...؟؟
نعم هي نظام بلاء ضيع الإسلام أمه وضيع الإسلام دينا ..
أما كون مؤلفي التراث قد نقلوا الدين بالإسناد عن رسول الله كما يقوا عبد الله رشدي فالحقيقة تحكي أنهم لم يتفقوا في علم الرجال على وضع أصول منهجيه منضبطة تجعل الهوى بعيدا عن الجرح والتعديل ... فقد عدل كل واحد الموافق لهواه في المذهب والرأي بغض النظر عن أي شئ آخر ...
ولذلك جاءنا الاضطراب يسعى على قدم وساق .. فهذا يضعف وذاك يصحح إلى يوم الناس هذا لا يزالون يضعفون ويصححون بمعيار مذهبي لا حقوقي ولم يتم الاتفاق الحاسم على شئ ... لقد كان الإسناد في أغلبه مطية الأهواء التى تسربت إلى خلايا التراث فصنعت منه قنابل من كراهية وإليك نموذج لما صنع المختلفين على الحياة والجاه باسم الله ورسوله زورا وبهتانا ....!!
قال ابن حجر الهيثمي المكي صاحب كتاب الصواعق المحرقة : ابن تيمية عبد خذله الله وأضله ، وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرّح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية .....!
إلى أنْ قال : والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى في كل وعر وحزن ويُعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل ، جاهل غال ، عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين . المصدر - الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي -
ونحن الآن أمام مشهد لمن يزعم عبد الله رشدي نقلهم عن رسول الله ... نأخذ ممن وندع من ...؟
ليعود المعيار كما يطرح تيار التنوير لكتاب الله الذي هو بيان للناس كافه كما قال إسلام بحيري وللفطرة والأخلاقية الحاكمة بإطار شفاف في تعاملها مع النصوص ....
وإنه لمن العجب العجاب أن بعض الأزاهرة والسلفية يصر على كيد بلادنا بخرافات من قبيل أن اختلافهم رحمه ...
والحقيقة أن اختلافهم لم يكن إلا لعنه جاءت لنا بالتكفير المتبادل بين طوائف المسلمين وجماعاتهم وشواهدها حاضره ناقله من التراث لتعيده مرئيا على يد السلفيات التى تكفرنا الآن ويكفر بعضها بعضا بناء على تراث تعلموه على أنه دينا ودين الله برئ منه وإليك ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان - أنه وقعت بين الأحناف والشافعية في أصفهان وأطرافها الحروب المتصلة والنهب والسلب التي لا تراعى فيه الذمم .. لكثرة الفتن والتعصب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين الحزبين ، فكلما ظهرت طائفة نهبت محلـة الأخرى وأحرقتها وخربتها ، لا يأخذهم في ذلك إلا ولا ذمة ...!!!!!
وينقل ابن تيمية في كتابه ( بيان تلبيس الجهمية ) أنه من أحداث أواخر القرن الرابع في الدولة الإسلامية حدثت الفتن بين الشافعية والأحناف ، وأن الأحناف اتهموا بأنهم من المبتدعة ، وكان السلطان محمود الغزنوي يقف إلى جانب الشافعية ...!!
وينقل ياقوت الحموي في معجم البلدان عن أحداث671 هـ : ...
وقعت العصبية بين الحنفية والشافعية ، ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية ، هذا مع قلة عدد الشافعية ، إلا أن الله نصرهم عليهم ، وكان أهل الرستاق وهم حنفية يجيئون إلى البلد بالسـلاح ويساعـدون أهـل نحـلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم .
( وعلينا أن ننتبه لكلمته إلا أن الله نصرهم ... حتى أفنوهم ..._ هذه هي رحمة الاختلاف التى يتغنى بها الأزهر في مواجهة المساكين والشعوب التى يسترقها بالكهانة فيما دين الله بسيط سهل غير ممتنع أصله كتاب هداية لا يمنح الدرجات العلمية دكتوراه وماجستير بل الدرجات الإنسانية بأن تكون صالحا في نفسك ونافعا لغيرك ... هذا دين الله الذي يتكسب به من يهينون المرأة ويصرون على سلب إرادتها في الزواج واغتصابها صغيره بما يخالف دين الله ورسوله .....!!
بل بلغ الفحش بكتب التراث أن سحبت من المسلم جمال انتماءه إلى الحق يوم أعلن الحنابلة ولا زال ضميرهم ينظر في ذلك ويرى من خلال أي تعامل بسيط مع أحدهم لتكتشف أنك عنده لست مسلما كاملا لأن لدى القوم معيار أبو حاتم الرازي الذي يصفه الذهبي بقوله الإمام المحدث شيخ أهل الري في زمان وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري قتل بها الباطنية ، ومنع سائر الفرق الكلام على المنابر ( كما يريد أن يصنع الأزهر مع مخالفيه اليوم )
غير أبي حاتم الحنبلي وكان كل من يدخل الري من سائر الفرق يعرض اعتقاده عليه ( محاكم تفتيش في الضمائر والعقائد )
فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس ، وإلا منعه حتى اشتهر عنه قوله كل من لم يكن حنبليا فليس بمسلم ..........
لقد بلغت جرائم التراث حدا مهولا دون أن يدري عبد الله رشدي عمن جاءونا بالإسناد الحامل لعلم رسول الله كما يزعم وهو مسكين لم يحيط بتاريخه وما سجل تراثه عنه من جرائم ... يحكي طرف منها ابن كثير في البداية والنهاية أثناء حديثـه عن أحداث سنة
( 447 هـ ) ببغداد يقول : وفيها وقعت الفتنة بين الأشاعره والحنابلـة ، فقـوي جانب الحنابلة قـوة عظيمـة ، بحيث أنه كان ليس لأحد من الأشاعره أن يشهـد الجمعة ولا الجماعات - فتنة عظيمة حتى تأخر الأشاعره عـن الجمعـات خـوفاً من الحنابلة ....
هذا هو التراث الحنبلي السلفي المسكون بلعنة العنف يجد من يدافع عنه اليوم بأزهرنا الشريف ويجد من يتمثل بأفكاره اليوم في قرانا ومدننا فهناك مساجد نعرفها خاصة بكل جماعة وصل الحد ببعض المعتكفين من تيارات مختلفة إلى عدم الصلاة خلف بعضهم والفطور كذلك بالعشر الأواخر من أيام رمضان ... كل مع جماعته داخل المسجد الواحد ..في قطيعة مع الآخر ....
وهذا أثر للتراث الذي لا يزال يعمل فينا بعد محاولاتهم إلصاق آراء الناس بكلام الله رب العالمين
لقد أخفق عبد الله رشدي أن يكون على مستوى زيه الأوروبي ويتحرر من قفص التراث عندما أصر أن يخوض بنا في فقه العصور الوسطى ويدافع عن هذا الغثاء بلا وعي ....
محاولا أن يجعل التراث شيئا عظيما منقولا عن الله والرسول على غير الحقيقة ...
نحن ندين لله بطاعة كتابه وبما صح عن رسوله للعمل بمقتضاه ... أما التفاسير والآراء التى حاصرت طهارة النص وغلبت فقه العنف واستبدت بحريه العقيدة والرأي ومضت تطرح على ظهور النساء فقه البادية ومفاهيم الصحراء ثم يتم تسويق ذلك على أنه دين ... فذلك باطل لم يدركه عبد الله رشدي بعدما أسقطه إسلام بحيري بفضيحة احتفالهم الجنسي بالصغيرة ..... وقد ذهب عبد الله رشدي من حمرة الخجل ليختبئ خلف مراسيله عابثا بجواله ...!!
لا مناص من نصرة الفكر ... ولا مناص من تطهير الشريعة ولا مفر من حماية دين الله ممن يأكلون به ثمنا قليلا ....