التحرير الفلسطينية: سوريا تفهمت موقفنا بعدم اللجوء للخيار العسكري في اليرموك

بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس وفد المنظمة إلى سوريا زكريا الأغا، والوفد المرافق له خلال لقائهم اليوم الثلاثاء بدمشق، مع نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، معالجة أزمة مخيم اليرموك بعد سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من المخيم.
كما بحث المسئولان، فتح ممرات آمنة لتسهيل إدخال المساعدات للمخيم، وناقشا ملف المعتقلين الفلسطينيين في سوريا وتسوية أوضاعهم.
ونقل الأغا موقف منظمة التحرير الفلسطينية الثابت بضرورة عدم الانجرار إلى الصراع الدائر في سوريا الشقيقة والحفاظ على حيادية المخيمات، وعدم اللجوء للخيار العسكري لطرد المجموعات المسلحة التي احتلت أجزاء من المخيم لما لهذا الخيار من نتائج خطيرة سيدفع ثمنها أبناء شعبنا الفلسطيني بهدف إعادة تهجير أبناء المخيم وتدمير ما تبقى منه، مشيراً إلى أن موقف منظمة التحرير ينطلق من قاعدة أن اللاجئين الفلسطينيين ضيوف مؤقتون على الأراضي السورية ولزاماً عليهم عدم التدخل في الشأن السوري الداخلي إلى جانب حرص المنظمة الحفاظ على حياة اللاجئين الفلسطينيين.
وبحث الأغا والوفد المرافق مع الوزير المقداد آليات إدخال المواد الغذائية والأدوية للاجئين الفلسطينيين المتواجدين داخل المخيم، وكذلك للاجئين الذين نزحوا من المخيم إلى المناطق المجاورة لهم، مؤكداً على ضرورة وأهمية الاستمرار في فتح الممرات الآمنة لإدخال المساعدات للمخيم.
وقال الأغا: "إن الاجتماع كان ايجابياً وأن هناك تفهماً سورياً لموقف منظمة التحرير الفلسطينية حول عدم اللجوء للخيار العسكري لحل ازمة مخيم اليرموك"، مشيراً إلى ان المقداد وعد بتقديم كافة التسهيلات لضمان ادخال المساعدات للاجئين الفلسطينيين داخل المخيم.
وأكد الأغا حرص القيادة الفلسطينية على وحدة سوريا واستقرارها ودعمها للحل السياسي للخروج من أزمتها الداخلية، كما وأكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين القيادتين الفلسطينية والسورية، مشيرا إلى استمرار التنسيق بين الجانبين من أجل تخفيف المعاناة عن سكان مخيم اليرموك، ومشددا على وجود توافق بينهما حول الوضع في المخيم وطريقة معالجته.
وشدد على احترام القيادة الفلسطينية للسيادة السورية ودعمها للإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية للدفاع عن أرضها وشعبها.
ومن جهته، أكد فيصل المقداد، أن الشعب الفلسطيني في سوريا يدفع ثمن صموده وإصراره على التمسك بحق العودة وبناء دولته المستقلة، وأن الاعتداءات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية على مخيمات الشعب الفلسطيني في سوريا من قبل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" تأتي في إطار تنفيذ مخطط رسمته إسرائيل بالتعاون مع الدوائر الغربية وعملائها في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الحكومة السورية قدمت ما بوسعها للتخفيف من معاناة سكان مخيم اليرموك.
وقال: "إن الحكومة السورية قدمت أماكن الإيواء والمساعدات الإنسانية للسكان الذين خرجوا من مخيم اليرموك وقامت بإيصال المساعدات لمن بقي داخله"، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستبقى هاجس سوريا الأساسي وبوصلة تحركها السياسي الاستراتيجي.
وعلى صعيد آخر، اجتمع مساء اليوم، وفد منظمة التحرير الفلسطينية مع وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط، في مقر الوزارة بدمشق. وبحث الاجتماع آليات إدخال المساعدات الغذائية والأدوية للمخيم وتوفير مراكز إيواء آمنة للاجئين الذين نزحوا من اليرموك والذي يقارب عددهم إلى 2800 عائلة فلسطينية.
وأشاد الأغا بالدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية وهيئة الهلال الأحمر السوري في إغاثة النازحين الفلسطينيين الذين خرجوا من مخيم اليرموك، خاصة في منطقتي بيت يلدا وبيت فحم المجاورتين للمخيم، مطالباً استمرار الوزارة في تقديم خدماتها الإغاثية لهؤلاء النازحين وتأمين مراكز إيواء لهم.
من جهتها، أكدت الشماط أن الوزارة من منطلق مسؤولياتها ستواصل إغاثة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من المخيم والذين يقيمون في مراكز الايواء، وأن هناك تنسيقاً مع الجهات المختصة السورية لتأمين ادخال المساعدات والأدوية للاجئين المقيمين داخل المخيم وان الوزارة ستواصل عملها لتخفيف معاناتهم.
وحضر الاجتماعين، عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني وصالح رأفت، والسفير الفلسطيني لدى دمشق محمود الخالدي، ومدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي.
وكان وفد منظمة التحرير الفلسطينية عقب وصوله العاصمة السورية دمشق عقد اجتماعاً لفصائل منظمة التحرير في مقر السفارة الفلسطينية بدمشق.
وأطلعت الفصائل، الأغا والوفد المرافق بالتطورات الميدانية والأمنية التي يشهدها مخيم اليرموك، كما استمع الوفد من الفصائل شرحاً مفصلاً عن احتياجات اللاجئين والمشاكل التي يواجهونها في المخيم بعد سيطرة داعش على جزء منه واحتدام القتال فيه.
وأكد الأغا بهذا الخصوص، على ضرورة تعزيز الجهد السياسي الموحد من جميع الفصائل لحماية المخيم والحفاظ على أرواح اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح أن المنظمة موقفها واضح وثابت هو تحييد المخيمات من الصراع الدائر ومعالجة مخيم اليرموك من خلال تعزيز الصمود والبقاء داخله وعدم الخروج منه هو الاسلوب الأفضل والأمثل لمنع تمرير مخططات الأطراف بتفريغ المخيمات وضرب حق العودة، مشيراً إلى أن الحل العسكري لإخراج المجموعات المسلحة بما فيها داعش سيجعل من أرض المخيم أرض معركة ستلحق الدمار والضرر بالمخيم وستزهق أروح اللاجئين وتدفعهم إلى النزوح منه.
وأكد أن المنظمة والرئيس أبو مازن يواصلان متابعتهما الدائمة للأوضاع في مخيم اليرموك ولجموع اللاجئين الذين نزحوا من مخيماتهم بالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية وخاصة وكالة الغوث والصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، مشيراً إلى أن الرئيس أبومازن أصدر قراراً بخصم يوم عمل من كافة الموظفين وخصم 1% من رواتب المتقاعدين, لصالح اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك لتعزيز صمودهم والتخفيف من معاناتهم.
ومن ناحية أخرى، التقى مجدلاني، والسفير عبد الهادي، اليوم، مع المعاون البطريكي المطران جان قواق نائب البطريرك المعظم للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، وذلك في مقر الكنيسة السريانية بدمشق.
وأكد مجدلاني حرص الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية على التواصل مع الكنائس العربية وخصوصا الكنيسة السريانية التي تعتبر أم الكنائس في فلسطين وسوريا.
وأضاف أنه تم تبادل وجهات النظر فيما يتصل بدور الكنيسة في القدس وبيت لحم ورعايتها للطائفة السريانية في فلسطين بما يعزز ويقوي الدور الوطني والنسيج المجتمعي الواحد للسريان الارثوذكس مع الشعب للفلسطيني.
كما نوّه مجدلاني إلى تداول بعض القضايا والمقترحات وبحث أفضل السبل لتعزيز وتطوير هذه العلاقات.
بدوره، قال المطران قواق: "تداولنا أهم الوسائل لتعزيز العلاقات بين السلطة الفلسطينية وبين كنيستنا في الأراضي المقدسة".