فى شهر رمضان من عام 666 هـ انتصر الظاهر بيبرس على الفرنجة في أنطاكية وتمكَّن من فرض سيطرته على الدولة المملوكية ثم زحف بجيش كبير نحو إمارة أنطاكية الواقعة تحت سيطرة الفرنجة لمدة خمسة وسبعين عامًا ففرض عليها الحصار إلى أن استسلموا.
هذا البطل التاريخى له جامع باسمه بمنطقة الظاهر وهو جامع من إنشاء الظاهر بيبرس سنة 665 هجرية، ويعتبر هذا الجامع من أكبر جوامع القاهرة حيث تبلغ مساحته 103 في 106 مترات ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة. كما أبقى الزمن على كثير من تفاصيله الزخرفية سواء الجصية منها أو المحفورة في الحجر. وتعطينا هذه البقايا فكرة صحيحة عما كان عليه الجامع عند إنشائه من روعة وجلال.
عدسة "صدى البلد" رصدت فى نفس تاريخ انتصار الظاهر بيبرس هذا الجامع الذى يسمى جامع "الظاهر بيبرس" وهناك تجد مكانا اثريا يقف مثالا صارخا للاهمال وصار مقلبا للقمامة كما تعاني أرضيته من الارتفاع الشديد فى منسوب المياه الجوفية وجدرانه الاثرية محطمة وواقفة على اعمدة خشبية آيلة للسقوط والتى لم تعالج حتى الآن والتي تهدد بقاءه، وعند محاولة التصوير داخل المسجد ستجد افراد الامن يقومون بمنعك بحجة أنه تحت الانشاء.
وبدأ التفكير في ترميم "جامع الظاهر بيبرس" عام 2007، حينما بدأت شركة مصرية للمقاولات في مشروع الترميم للجامع بمبلغ 53 مليون جنيه وفي عام 2008 أصبحت أعمال الترميم مشتركة بين مصر وكازاخستان، واستمرت لمدة 3 سنوات وحتى عام 2010 تمت الاستعانة بأعمدة إيطالية لاستكمال أعمال صيانة المسجد. كان من المفترض الانتهاء من آخر عمليه ترميم لجامع الظاهر بيبرس على يد شركة "المقاولون العرب" في 6 أكتوبر 2011، إلا أنه حتى الآن لم يكتمل ولم يتبق من عمليات الترميم سوى بعض معدات الصيانة المتروكة في محيط المسجد.