تعرف على دعاء الرسول الكريم عند عقد النكاح

أوضحت السنة النبوية أن رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا دَعَا لإنسانٍ قَدْ تَزَوَّجَ قال له كلمات طيِّباتِ كريماتِ، تَحُلَّ فيهِ بَرَكَةُ اللهِ، وأنْ تَنْزِلَ عليه، وأنْ يَجْمَعَ اللهُ بينَه وبينَ زَوْجَتِه في خيرٍ.
فالخَيْرُ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لمعاني السعادةِ، من العِشْرَةِ الحَسَنةِ، والرَّغَدِ في العَيْشِ، وحُصولِ الأولادِ الصالحِينَ،-فيُسْتَحَبُّ لمَن حَضَرَ عَقْدَ النكاحِ أنْ يَدْعُوَ للمُتَزَوِّجِ بهذا الدُّعاءِ، وهذا أفْضَلُ من دُعاءِ الجاهِلِيَّةِ: بالرَّفَاءِ والبَنِينَ؛ فإنه دُعاءٌ قَاصِرٌ، قَلِيلُ البَرَكَةِ، ولا يَكْفِي ما تَعارَفَه النَّاسُ الآنَ مِن قَوْلِهم للمُتَزَوِّجِ أو الخَاطِبِ: مَبْرُوكٌ، ونَحْوِه، فالأفْضَلُ أنْ يَكُونَ بهذهِ الصيغةِ النبويَّةِ الكريمةِ، فإنَّها جَامِعَةٌ لمعاني الخيرِ والسعادةِ
وَعَنْ أبي هريرة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا رَفَّأَ إنْسَاناً إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ: ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ)). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ.
وروي أَبو هُرَيْرَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا رَفَّى»: بِالرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ فَأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ، (إِنْسَاناً إذَا تَزَوَّجَ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ).
والرِّفَاءُ: الْمُوَافَقَةُ وَحُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ، وَهُوَ مِنْ رَفَأَ الثَّوْبَ، وَقِيلَ: مِنْ رَفَوْتُ الرَّجُلَ؛ إذَا سَكَّنْتَ مَا بِهِ مِنْ رَوْعٍ.
فَالْمُرَادُ: إذَا دَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُتَزَوِّجِ بِالْمُوَافَقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ وَحُسْنِ الْعِشْرَةِ بَيْنَهُمَا قَالَ ذَلِكَ. وَقَدْ أَخْرَجَ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَعَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قُولُوا...)) الْحَدِيثَ.
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: ((تَزَوَّجْتَ))، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ)). وَزَادَ الدَّارِمِيُّ: ((وَبَارَكَ عَلَيْكَ)).
وَفِيهِ أَنَّ الدُّعَاءَ لِلْمُتَزَوِّجِ سُنَّةٌ، وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيُسَنُّ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ وَيَدْعُوَ بِمَا أَفَادَهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوْ خَادِماً أَوْ دَابَّةً فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ)). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.