قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

آرون ميلر: أمريكا تذعن للإرادة الروسية في سوريا


تساءل الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر عما إذا كانت واشنطن وموسكو تقفان في خندق واحد في الحرب السورية.
واستهل مقالا نشرته (وول ستريت جورنال) بالإشارة إلى أن كلا من أمريكا وروسيا تعملان عسكريا في سوريا ، ومن هذا المنطلق كانت محادثات يوم الجمعة الماضي، حول سبل تقليص فرص الصدام ، ذات معنى.
واستدرك ميلر قائلا " لكن يتعين علينا إزاحة أي غموض حول دوافع فلاديمير بوتين وتبعات الدور الروسي في مستقبل سوريا ، فروسيا مهتمة ببقاء نظام بشار الأسد وكذلك إيران، بخلاف أمريكا التي لا تريده ، وما لم تكن أمريكا مستعدة لتغيير رؤيتها وقبول بقايا دولة الأسد وما يشبه تقسيم سوريا ، فإنها بحاجة إلى الحذر من الإشارات والتبعات التي ينذر بها هذا التواصل الروسي الأمريكي".
ورأى أن "النجاح بالنسبة لأمريكا لا يتطلب فقط مجرد الظهور ، ولكن أيضا الإقدام على خطوات في الوقت الصحيح ، وبوتين هو نموذج الدقة والانضباط في هذا الصدد في عام 2012 ، عندما فشلت إدارة أوباما في إنفاذ الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس باراك أوباما حول استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع السوري ، كان السبب في ذلك يرجع في جزء منه إلى أن بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كانا قد نسقا مع جون كيري حول اتفاق يقضي بإزالة تلك الأسلحة ، كان الأسد يفوّت فرصة توجيه أمريكا ضربة عسكرية لنظامه ومن ثمّ تشبث بالبقاء".
وأضاف ميلر " مرة أخرى، بوتين يعاود دخول المعمعة إذ تتضاءل حظوظ الأسد عسكريا ، هذه المرة لم يأت دخوله عبر بوابة الدبلوماسية ، ولكن عبر نشْر دعم عسكري روسي ضخم ، وبمهارة استطاع بوتين تقنيع هدفه الرئيسي المتمثل في الحفاظ على بقاء نظام الأسد تحت شعار مواجهة تنظيم داعش".
وتابع "تروق للروس فكرة عودة بوتين من العزلة إلى أحضان المجتمع الدولي قبل اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة وإظهار أن روسيا ليست مجرد لاعب في سوريا ولكن، بخلاف إيران، هي الفاعل الخارجي الرئيسي هناك".
ورأى أن "القضية فيما يتعلق بدور بوتين في سوريا ليست أن أمريكا تبدو ضعيفة - وهي تبدو كذلك بالطبع - لأن موسكو اتخذت خطوات فيما واشنطن لم تتخذ أي رد فعل ، الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بوتين يبدو واعيا لما يريد : وهو دعم الأسد ومعارضة أمريكا ، وتحصيل عدد من النقاط الدعائية على الصعيد الخارجي ، أما إدارة أوباما، فلديها أهداف تتعارض مع بعضها البعض ، وأسوأ من ذلك أن المقومات الموجودة على الأرض غير كافية لتحقيق تلك الأهداف".
ومضى ميلر قائلا "إذا ما اكتسبت المحادثات الأمريكية الروسية حياةً وتمخضت عن نوع من الخطوات الجادة على الأرض في سوريا، فلن يكون بيد إدارة أوباما الكثير من الأوراق لتلعب بها ، صحيح إن تحرك بوتين على الأرض في سوريا يحمل مخاطر ، من بينها احتمال انغراز أقدامه هناك ، لكن موقف روسيا لا يزال أفضل من موقف أمريكا ، كل من إيران وحزب الله لديهما مصالح في رؤية نظام الأسد باق وقد حارب كليهما بالوكالة عنه ، على جانب آخر يقلق حلفاء أمريكا في المنطقة من دعم روسيا عسكريا للأسد والذي قد يمتد أيضا إلى دعم حزب الله أيضا".
وتابع "حتى لو كان الرئيس أوباما لا يزال يرى أن الأسد يجب أن يرحل ، فإن الدبلوماسية الأمريكية الروسية قد تأخذ الأمر في اتجاه معاكس : الأسد يجب أن يبقى ، بالتأكيد كجزء مما قد يكون عملية انتقالية طويلة وربما بلا نهاية".
واختتم ميلر قائلا " لكن حتى لو كانت محاربة تنظيم داعش وإنزال الهزيمة به هي الهدف الأولي لإدارة أوباما، فإن الرئيس أوباما ربما يكون قد قبل بالفعل الهدف الآخر الذي تريده روسيا (بقاء نظام الأسد) ، فهل ثمة من يريد رؤية علم داعش الأسود يرفرف في سماء دمشق؟ مرة أخرى، لقد تحرك بوتين بحزم لإنقاذ نظام الأسد، ويبدو أن أمريكا مستعدة لحمل معطف القائد الروسي وهو يقوم بفعل ما يريد".