الذكرى الـ 42 ليوم العزة والكرامة.. نصر أكتوبر 1973

"نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على طول المواجهة، وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة، وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح"، كان ذلك نصا للبيان الذي إذاعته الإذاعة المصرية عن القيادة العامة للقوات المسلحة يوم السادس من أكتوبر عام 1973، البيان الذي انزل الفرحة فى قلوب كل المصريين بل والعرب اجمع، وذلك بعد عدة سنوات من نكسة 1967 وانتظار المصريين للأخذ بالثأر واستعادت أرضهم من الغاصب، فى ملحمة خالدة سطرها جنود مصر البواسل بدمائهم وأرواحهم.
وتحمل الذكرى الـ 42 التي تحل علينا هذا العام أهمية كبرى حيث تواكبت مع بدء العمل بقناة السويس الجديدة والتي بدأت تدر ثمارها على الاقتصاد المصري الى جانب التنمية الفعلية التي تتم حاليا بسيناء من إنشاء منطقة صناعية ولوجيستية وتعمير هذه القطعة الغالية من ارض مصر التي سالت عليها اثمن دماء جنودها البواسل لاستعادتها.
ويعتبر الاحتفال بمرور 42 عاما على نصر أكتوبر هو إصرار من شعب مصر على أن تبقى هذه الانتصارات حية ونابضة ابد الدهر فى وجدان العالم لأنها كشفت للعالم كله من خلال ملحمة قتالية خالدة قدرة المصريين على إنجاز عملا عسكريا غير كثيرا فى فنون الحرب واستراتيجيتها وصحح موازين القوى.
وتعتبر حرب أكتوبر هي محصلة جهد وعمل دؤوب استمر سنوات عقب النكسة شارك فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأكمله من بعده الرئيس الراحل أنور السادات، فتكمن المعجزة فى إعادة بناء قدرات الجيش ورفع الروح المعنوية للجنود، وذلك بدءا من حرب الاستنزاف والتي شملت عدة عمليات سواء فى العمق المصري مثل معركة رأس العش واغرق المدمرة إيلات، أو مناطق خارج منطقة الصراع مثل عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي.
وكان نتاج هذا الجهد والتدريبات المستمرة ووقوف الشعب المصري بجانب جيشه الذي يعد عموده الفقري، استطاعت قواتنا المسلحة بجنودها البواسل هدم نظرية الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر وأسطورة خط بارليف المنيع.
ومن يتحدث عن نصر أكتوبر 1973 يجب أن يتذكر دور القوات السورية فى مواجهتها القوات الإسرائيلية على هضبة الجولان وأيضا الدول العربية التي ساندت مصر خلال المعركة، والذى تجسد فى مشاركة قوات عربية فى القتال سواء بالقوات البرية او بالطائرات الحربية المقاتلة، مثل العراق والكويت وليبيا والاردن، ولا ننسى الدور الاكبر والذى كان له اثرا كبيرا فى مسار المعركة وهو دور المملكة العربية السعودية باعتبارها من اكبر الدول المصدرة للبترول والتى قامت بايقاف ضخ البترول والذى كان ورقة ضغط على دول أوروبا وأمريكا التي تساعد إسرائيل فى معركتها.
فكان هذا التضامن العربى مع مصر كان له عظيم الاثر، وترك انطباعا عن الدول العربية كقوة لا يستهان بها، سواء اقتصاديا او عسكريا.
وعقب قتال دام من يوم 6 أكتوبر حتى يوم 22 أكتوبر تكبدت خلاله القوات الإسرائيلة خسائر فادحة وتمكنت القوات المصرية في الحفاظ على ما حققته من تقدم .. وأمام كل ذلك تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن وتم إصدار قرار يقضي بوقف الأعمال الحربية، وأعقب ذلك تقديم الرئيس الراحل محمد أنور السادات أول مبادرة للسلام ولكنه قدمها من موقع النصر رافعا رأس الشعب المصري والعرب أجمع.
وبدأت مرحلة البناء والتعمير والتقدم، عقب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من شبه جزيرة سيناء عقب معاهدة كامب ديفيد، ظلت القوات المسلحة درعا حاميا للوطن تحمي الأرض والسماء والذي لم يقتصر دورها على حماية حدود الأراضي المصرية من أي عدوان خارجي ولكنها قامت بدورها فى حماية الوطن فى الداخل بمحاربة الإرهاب والأيدي التي تحاول العبث بأرض مصرنا الغالية، وستظل قواتنا المسلحة درعا وسيفا للوطن في الداخل والخارج.