قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كاتب أمريكي: «فرض حظر جوي على سوريا» فكرة غير وجيهة


رأى الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر أن فكرة فرض مناطق حظر جوي على سوريا ينبغي أن تُطرح أرضا.
واستهل مقالا نشرته الـ "وول ستريت جورنال" بالقول "ها نحن قد عدنا مجددا للمرة المليون في ظل إدارة أوباما نناقش إمكانية تغيير طبيعة المهمة الأمريكية في سوريا.. والفكرة المطروحة هذه المرة هي فرض منطقة حظر جوي، وهي تلقى تأييدا من جانب مرشحين رئاسيين من كلا الحزبين: الجمهوري والديمقراطي ولا سيما هيلاري كلينتون".
وسلط ميلر الضوء على خمسة حقائق بشأن الفكرة المطروحة، داعيا مؤيديها إلى التفكير فيها مليّا: أولى تلك الحقائق هي أن فكرة فرض مناطق حظر جوي تبدو بلا معنى في غياب استراتيجية عسكرية شاملة تستهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإعادة بناء سوريا، ورسم خطط لضمان الحيلولة دون توطيد تنظيم داعش أقدامه في البلاد حال الإطاحة بالأسد.
وأكد ميلر أن أمريكا لم تضع أبدا مثل هذه الاستراتيجية، وعزا ذلك في جزء كبير منه إلى أن الهدف نفسه يبدو متعذَر التحقيق وأنه كفيل بتوريط أمريكا مرة أخرى في مأزق تجريب بناء دولة تتكبد في سبيله تريليون دولار أخرى، وهو ما لا يُبدي أي من الكونجرس ولا الشعب الأمريكي له استعدادًا، بعد تجربتي العراق وأفغانستان.
ثاني تلك الحقائق، بحسب ميلر هي أن النقاش يبدو مدفوعا بتوليفة من المعطيات التي تتضمن مأساة اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا، ومغامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، وجهود أنصار التدخل في سوريا بين صفوف الإدارة الأمريكية، أمثال وزير الخارجية جون كيري من أجل عمل شيء في آخر سنوات الرئيس أوباما في منصبه، حتى لا تصبح سوريا رواندا جديدة - وفي غياب استراتيجية خارجية، تبدو إقامة منطقة حظر جوي عديمة الجدوى في ظل هذه المعطيات.
ثالث الحقائق تكمن في أننا لسنا في حقبة التسعينيات من القرن المنصرم؛ عندما أثبتت عملية إقامة منطقة حظر جوي جدواها في حماية أكراد العراق من صدام حسين أثناء حرب الخليج الأولى، كما أن عراق التسعينيات يختلف عن سوريا الراهنة؛ وقتها كان هناك خصم واحد هو صدام حسين في مقابل إجماع دولي يدعم العملية التي تقودها أمريكا التي كانت مستعدة للدفع بقوات برية إلى المنطقة للتصدي لأي تدخلات.
رابع الحقائق، بحسب ميلر أن فرض مناطق حظر جوي كفيل بوضع أمريكا في مأزق؛ ذلك أن سوريا الآن هي ساحة لعدد من الحروب الفرعية: فثمّ الأسد وروسيا في خندق واحد ضد كل من تنظيم داعش وقوات المعارضة السورية غير الداعشية؛ وثمّ صراع بين جماعات إسلامية أمثال جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومثل داعش.
وتساءل ميلر في هذا الصدد عمّا "إذا كان ينبغي على أمريكا أن تنشر قوات خاصة بمناطق الحظر حال فرضه، وذلك لحماية المدنيين ضد ميليشيات سورية لا تستطيع أمريكا تدميرها من الجو؟ حتى الأتراك لا يبدون مستعدين لنشر قوات برية في سبيل هذا الهدف.. وهل أمريكا مستعدة لخوض سباق مع روسيا في سماء سوريا؟، وهل ينبغي عليها المجازفة بسقوط طياريها في أيدي الدواعش؟ ماذا ستجني أمريكا من كل ذلك؟".
خامس الحقائق وآخرها يتعلق بتحديد الغرض من إقامة مناطق حظر جوي؟ أهو كبح النفوذ الروسي، وتعزيز النفوذ الأمريكي، ودفع موسكو إلى التفاوض؟ أهو حماية المدنيين وإيقاف تدفق اللاجئين؟ أهو توفير غطاء لجماعات المعارضة السورية التي تدربها أمريكا ومن ثم تحتاج إلى حمايتها؟ أم هو أن الأمريكيين ببساطة يريحيون أنفسهم بعمل أي شيء والسلام؟.
واستدعى ميلر مقولة منسوبة للكاتب الأمريكي الساخر مارك توين هي "إن موجات التاريخ لا تتطابق لكنها عادة ما تتشابه"، وأسقط الكاتب على الأوضاع الراهنة مشيرا إلى أن أمريكا وحلف شمال الأطلسي الـ "ناتو" ألزموا أنفسهم بحرب جوية استمرت ثمانية أشهر في ليبيا تمكنوا فيها من التخلص من معمر القذافي عام 2011، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟.
واختتم ميلر قائلا "قبل التحرك هذه المرة، دعونا نفكر مليّا في التبعات والاستفادة من دروس الماضي .. نحن لا تعوزنا المهارة للتدخل عسكريا في سوريا، ولكن هل نملك الإرادة والاستعداد للوفاء بالتزامات تلك الخطوة وما تلاها؟".رأى الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر أن فكرة فرض مناطق حظر جوي على سوريا ينبغي أن تُطرح أرضا.
واستهل مقالا نشرته الـ "وول ستريت جورنال" بالقول "ها نحن قد عدنا مجددا للمرة المليون في ظل إدارة أوباما نناقش إمكانية تغيير طبيعة المهمة الأمريكية في سوريا.. والفكرة المطروحة هذه المرة هي فرض منطقة حظر جوي، وهي تلقى تأييدا من جانب مرشحين رئاسيين من كلا الحزبين: الجمهوري والديمقراطي ولا سيما هيلاري كلينتون".
وسلط ميلر الضوء على خمسة حقائق بشأن الفكرة المطروحة، داعيا مؤيديها إلى التفكير فيها مليّا: أولى تلك الحقائق هي أن فكرة فرض مناطق حظر جوي تبدو بلا معنى في غياب استراتيجية عسكرية شاملة تستهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإعادة بناء سوريا، ورسم خطط لضمان الحيلولة دون توطيد تنظيم داعش أقدامه في البلاد حال الإطاحة بالأسد.
وأكد ميلر أن أمريكا لم تضع أبدا مثل هذه الاستراتيجية، وعزا ذلك في جزء كبير منه إلى أن الهدف نفسه يبدو متعذَر التحقيق وأنه كفيل بتوريط أمريكا مرة أخرى في مأزق تجريب بناء دولة تتكبد في سبيله تريليون دولار أخرى، وهو ما لا يُبدي أي من الكونجرس ولا الشعب الأمريكي له استعدادًا، بعد تجربتي العراق وأفغانستان.
ثاني تلك الحقائق، بحسب ميلر هي أن النقاش يبدو مدفوعا بتوليفة من المعطيات التي تتضمن مأساة اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا، ومغامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، وجهود أنصار التدخل في سوريا بين صفوف الإدارة الأمريكية، أمثال وزير الخارجية جون كيري من أجل عمل شيء في آخر سنوات الرئيس أوباما في منصبه، حتى لا تصبح سوريا رواندا جديدة - وفي غياب استراتيجية خارجية، تبدو إقامة منطقة حظر جوي عديمة الجدوى في ظل هذه المعطيات.
ثالث الحقائق تكمن في أننا لسنا في حقبة التسعينيات من القرن المنصرم؛ عندما أثبتت عملية إقامة منطقة حظر جوي جدواها في حماية أكراد العراق من صدام حسين أثناء حرب الخليج الأولى، كما أن عراق التسعينيات يختلف عن سوريا الراهنة؛ وقتها كان هناك خصم واحد هو صدام حسين في مقابل إجماع دولي يدعم العملية التي تقودها أمريكا التي كانت مستعدة للدفع بقوات برية إلى المنطقة للتصدي لأي تدخلات.
رابع الحقائق، بحسب ميلر أن فرض مناطق حظر جوي كفيل بوضع أمريكا في مأزق؛ ذلك أن سوريا الآن هي ساحة لعدد من الحروب الفرعية: فثمّ الأسد وروسيا في خندق واحد ضد كل من تنظيم داعش وقوات المعارضة السورية غير الداعشية؛ وثمّ صراع بين جماعات إسلامية أمثال جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومثل داعش.
وتساءل ميلر في هذا الصدد عمّا "إذا كان ينبغي على أمريكا أن تنشر قوات خاصة بمناطق الحظر حال فرضه، وذلك لحماية المدنيين ضد ميليشيات سورية لا تستطيع أمريكا تدميرها من الجو؟ حتى الأتراك لا يبدون مستعدين لنشر قوات برية في سبيل هذا الهدف.. وهل أمريكا مستعدة لخوض سباق مع روسيا في سماء سوريا؟، وهل ينبغي عليها المجازفة بسقوط طياريها في أيدي الدواعش؟ ماذا ستجني أمريكا من كل ذلك؟".
خامس الحقائق وآخرها يتعلق بتحديد الغرض من إقامة مناطق حظر جوي؟ أهو كبح النفوذ الروسي، وتعزيز النفوذ الأمريكي، ودفع موسكو إلى التفاوض؟ أهو حماية المدنيين وإيقاف تدفق اللاجئين؟ أهو توفير غطاء لجماعات المعارضة السورية التي تدربها أمريكا ومن ثم تحتاج إلى حمايتها؟ أم هو أن الأمريكيين ببساطة يريحيون أنفسهم بعمل أي شيء والسلام؟.
واستدعى ميلر مقولة منسوبة للكاتب الأمريكي الساخر مارك توين هي "إن موجات التاريخ لا تتطابق لكنها عادة ما تتشابه"، وأسقط الكاتب على الأوضاع الراهنة مشيرا إلى أن أمريكا وحلف شمال الأطلسي الـ "ناتو" ألزموا أنفسهم بحرب جوية استمرت ثمانية أشهر في ليبيا تمكنوا فيها من التخلص من معمر القذافي عام 2011، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟.
واختتم ميلر قائلا "قبل التحرك هذه المرة، دعونا نفكر مليّا في التبعات والاستفادة من دروس الماضي .. نحن لا تعوزنا المهارة للتدخل عسكريا في سوريا، ولكن هل نملك الإرادة والاستعداد للوفاء بالتزامات تلك الخطوة وما تلاها؟".