قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مرصدالأزهر: آيات القتال بالقرآن نزلت لترسيخ العدالة ورد الظالمين ودفع المعتدين


قال مرصد الأزهر للغات الأجنبية، أنه لا يخفى على ذي عينين ما تتخذه جميع الدول والكيانات لأنفسها من التدابير والوسائل، ما تحافظ به على كيانها، ويردع من يقصدها بسوء، دون إنكار من أحد عليها، فتعد لذلك الأسلحة التقليدية، وغير التقليدية، وتُدرب الجيوش النظامية، وتنشر الثقافة المجتمعية، وذلك لأن حق الدفاع عن النفس مغروس لا في الفطرة البشرية فحسب، بل في فطرة جميع الكائنات الحية.
وأكد المرصد، فى تقرير له، أنه ليس من المنطق، ولا من الإنصاف أن يعاب على الإسلام الذي هو دين الفطرة، والذي رضيه الله لعباده أن يشرع من التدابير والوسائل ما يحفظ على أمته كيانها من صد اعتداء المعتدين، وتأديب المتطاولين، وتمتاز القوة في الإسلام بانضباطها وكونها في سبيل الله أرحم الراحمين، و بهذه المعاني الشريفة نطقت آيات القرآن صريحة في كون القتال في الإسلام لم يشرع للعدوان على النفوس، ولا لطمع في الأموال؛ بل لرد الظالمين، ودفع المعتدين، ونصرة المظلومين، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }.
وأضاف، أن القتال شرع في الإسلام، لنشر الحرية، وترسيخ العدالة، وتحرير الناس من قيود الطغيان، وانتشالهم من ظلمات الجهل وغياهب الضلال، وإتاحة الفرصة للتعرف على هدى الله للعالمين لقوله تعالى:{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ}، وقد تضافرت النصوص لتأكيد هذا المعنى قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وقوله تعالى: {لا إكراه في الدين}
وقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} وقوله: {فإن اعتزلوكم، فلم يقاتلوكم، وألقوا إليكم السلم، فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً} فأفادت هذه الآيات أن وسائل القهر والإكراه، ليست من طرق الدعوة إلى الدين، لأن الدين أساسه الإيمان القلبي والاعتقاد، وهذا الأساس تكوّنه الحجة لا السيف.
بل من الثابت المأثور المتواتر من سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم- ، وخلفائه الذين ساروا على هداه، أنهم لم يقاتلوا إلا الأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين بدءا، أو نكثًا بعد عهد وأخذوا في قتل المسلمين وإخراجهم من ديارهم، نجد أن القرآن عبَّر عن قتال هؤلاء بالمواجهة معاملة بالمثل، فلا يقبل عقلا أن يقتل المسلمون ويدفعوا إلى ترك دينهم وديارهم، ثم يسلموا لذلك دون مقاومة، ولذلك كانت آية البقرة في قوله تعالى:{ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} ، متضمنة هذا المعنى.