دراسة أثرية: القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب بالعراق وقرئ فى مصر والأندلس

أكدت دراسة أثرية للدكتور حسن محمد نور عبد النور، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب يجامعــــــة سوهـــــاج، أن القرآن الكريم نزل بمكة وكتب فى العراق وقرئ فى مصر والأندلس وقد سجلت معالم الدراسة فى كتاب " دراسات أثرية حول المصحف الشريف " إصدار دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر 2016 وسيعرض بمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا الشهر.
ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مضمون هذا الكتاب الذى يتناول بداية جمع القرآن الكريم فى مصحف واحد بأمر الخليفة الأول أبو بكر الصديق بعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ثم أمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة ووزعها على الأمصار واحتفظ لنفسه بنسخة منه ورسم القرآن هو الخط الذى كتبت به حروف المصحف وفقا للمصاحف العثمانية وكان يعتمد على السليقة العربية التى لاتحتاج إلى الإعجام والتشكيل.
وأضاف: ولكن بعد اختلاط العرب بغيرهم من الأمم تم وضع ضوابط رسم الحروف وعلاماتها وإعجامها وإن ماوصلنا من المصاحف الأثرية فى القرون الأربعة عشر الماضية ليعد بالملايين وهي آثار مادية تصف بكل دقة ووضوح ماحدث من تطور على المصحف الشريف سواءاً فى الهيئات العامة للمصحف أو فى صناعة تجليده ووراقته وزخرفته وتذهيبه أو فى افتتاحياته وتقسيماته وأطر نصوصه وهوامشه.
وأشار إلى أن الكتاب يلقى الضوء على مدارس الخط وأعلام الخطاطين وكل ذلك قبل شيوع الطباعة والمطابع فى جميع أنحاء العالم فى القرن 13هـ / 19م فلقد نزل القرآن الكريم فى أرض الحجاز (مكة المكرمة والمدينة المنورة) وكتب فى أرض العراق ( الكوفة والبصرة ) حيث اختراعت مراحل الإعجام والتشكيل الإعرابى وقرئ فى مصر والأندلس حيث الدانى والشاطبى وغيرهما وحفظ فى شمال أفريقيا حيث الحفاظ والزوايا ثم كانت مرحلة الإبداع فى فن المصاحف هيئة وزخرفة وخطوطاً فى تركيا العثمانية.
وتابع أن الكتاب عبارة عن مجموعة من الدراسات لعدد كبير من المصاحف الأثرية والمغربية والسودانية والأفريقية والعثمانية المحفوظة فى مكتبات بعض المدن الليبية ( بنغازى ، ماسة ، البيضاء ) والسعودية ( مكة المكرمة ، المدينة المنورة ) ترجع للقرون الأربعة الماضية ( 12-14هـ / 18-20م ) تمت دراستها من وجهة النظر الأثرية الفنية الوثائقية وفق المناهج الوصفية التحليلية المقارنة.
واستطرد: وهذه المصاحف فى مجملها لم يسبق نشرها من قبل ولذلك أضافت الجديد من المعلومات فيما يخص أسماء خطاطين جدد هم تلاميذ لخطاطين قدامى مشهورين كما أضافت أسماء أماكن تحرير بعض هذه المصاحف فى مدن تركية أو مغربية أو من جنوب الصحراء الكبرى في نيجيريا وغيرها.
وأشار إلى القيمة الأثرية لهذه المصاحف بما فى بعض خواتيمها من تواريخ هجرية واضحة أو وثائق الوقف علي الحرمين الشريفين حيث يشمل الكتاب دراسة أثرية لمصحف سودانى بخط مغربى حديث ودراسة أثرية فنية لمصحف مغربى بخط فارسى ومصاحف عثمانية من مكتبة جامعة قار يونس فى ليبيا، والمصاحف من الأوقاف العثمانية على الحرمين الشريفين "دراسة أثرية وثائقية" ومصاحف أثرية بالخط السودانى الأفريقى لم يسبق نشرها ودراسة أثرية فنية لمصحف مؤرخ بعام 1339هـ (20-1921م) بمكتبة الحرم المدنى.