"الجزيرة" دولة الإرهاب.. شهادة حية

(نحو وضع مرجعية للتغطية الإعلامية للإرهاب.. رؤية نقدية لسياسات القنوات الإخبارية "قناة الجزيرة نموذجا")، دراسة مهمة قدمها الإعلامي حامد محمود خلال المؤتمر الدولى العلمى الأول حول الإعلام ومواجهة الإرهاب، الذى نظمه المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق.
وأكد في دراسته عددا من الحقائق التي عاشها بنفسه داخل أروقة قناة الجزيرة مباشر "مصر"، قبل أن ينشق عنها نتيجة توجهاتها المحرضة على الإرهاب وإثارة الفوضى في مصر، فيشير إلى أنه منذ انطلاقها فى بداية النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى رفعت قناة الجزيرة شعارا أعلنت انه من ثوابتها وهو "الرأى والرأى الآخر"، وتحت هذا الشعار تبنت إذاعة الرسائل التى بدأ تنظيم القاعدة فى بثها، فكانت تبث الرسائل التى يبعث بها أسامة بن لادن زعيم التنظيم وخليفته أيمن الظواهرى بدعوى الرأى الآخر وإظهار الحقائق, وقد اعتادت على هذا الأمر لسنوات طويلة دون الإجابة على التساؤلات الملحة والتى كانت تطرح نفسها، ولا تزال حتى الآن دون إجابات، وأولها من أين لها بهذه الشرائط التى تبثها؟ وكيف وصلت إليها؟ وما الهدف وراء الاستمرار فى نهج إذاعتها رغم مهاجمة بن لادن ومن بعده الظواهرى للولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، فى حين أن الدوحة مقر قناة الجزيرة بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط "قاعدة العيديد".
وأشار حامد محمود قائلاً، لعل ثورة 25 يناير قد كشفت وجه آخر للجزيرة، والتى بثت المكالمة الشهيرة للرئيس المعزول محمد مرسى بعد هروبه من سجن وادى النطرون! والتي طرحت تساؤلات عن كيفية اتصاله بالقناة فور خروجه؟
وأضاف، أنه بعد مرور أقل من ثلاث سنوات وجدنا أنفسنا أمام مشهد آخر مشابه، وإن اختلفت مشاهده التصويرية وظروفه, وهو مشهد محاولة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية اقتحام مقر الحرس الجمهوري، لا يزال عالقا بالأذهان – وهو عمل لا تختلف كل القواميس العسكرية فى العالم على تسميته بالإرهابى لأنه يمثل اعتداءً على منشأة عسكرية بامتياز – يعد مثالا واضحا وفجا على كيفية تعامل قناة الجزيرة مع الأحداث الإرهابية ومحاولة تصويرها بأنها أعمال بطولية, مشهد من قتلوا فى محاولة الاقتحام وهو لايزيد عن 50 ثانية ظلت قناة الجزيرة الإخبارية تبثه لأكثر من 27 مرة فى ساعة واحدة، وعلى الجانب الآخر لم تذع صور من أصيبوا من رجال الجيش فى محاولتهم صد عملية الاقتحام، وذلك فى محاولة لرسم صورة ذهنية معينة لدى المشاهد وخلق انطباع لديه مغاير لحقيقة الحدث, بطريقة تماثل نفس هيئة وطريقة ما تقوم به الجماعات السورية الممولة قطريا "جبهة النصرة" المصنفة كجماعة إرهابية.
وأكد أن استقالة 32 إعلاميا من العاملين بشبكة الجزيرة احتجاجا على تخطيها كل قواعد المهنية الإعلامية وتوحد الرؤية بين قنوات شبكتها ككل، نبع من محاولة القناة المشبوهة إنتاج صورة مغايرة للأحداث بحرفيتها، وهي أن الاخوان ضحايا الجيش كما تدعي, محاولة استغلال اسمها الذي بنته خلال نحو عشرين سنة مضت .
ولعل رد قناة الجزيرة على استقالة كل هذا العدد من إعلامييها دفعة واحدة، يظهر إلى أي مدى وجود تناقض فيما تقوله وسياستها الفعلية حيث قال مسئول فيها "إن الإعلاميين المصريين الذين استقالوا لم يتحملوا تطبيق معايير المهنية على أحداث تخص مصر!".
وعلى النقيض نرى صورة قنوات أخرى, ففى إشارة تدل على احترامها المهنية الإعلامية ولنفسها قبل كل شىء، اعتذرت قناة "فرانس 24" فى أغسطس 2013 عن إذاعتها لقطات بثت من اعتصام "الإخوان وأنصارهم فى رابعة العدوية"، لأنها اعتبرتها سرقة لبث لم تدفع أجره، بينما قناة الجزيرة مباشر كانت تبث وعلى مدار 24 ساعة من رابعة العدوية؟ وهو أمر يبعث على التساؤل: هل هي قناة إخبارية لتناول القضايا العربية والدولية، وذلك فيما يخص الجزيرة العامة بالعربية والإنجليزية, وقناة تتناول كل ما يحدث بمصر من خلال الجزيرة مباشر مصر ثم الجزيرة مباشر؟ أم أنها تحولت إلى قناة لمناصرة جماعة الإخوان، والتخديم عليها بعيدا عن معايير وأحاديث المهنية الإعلامية بكل مفرداتها؟
كما طرح حامد محمود في ورقته البحثية تساؤلا مهما، عن طبيعة قناة الجزيرة وتحولها الصريح لبوق لجماعة الإخوان فى مصر وللتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو ما بدا بوضوح خلال الفترة القليلة الماضية، والتى دفعت الكثيرين للتساؤل لماذا أعلنت الجزيرة الانحياز الكامل بل والتبعية لتنظيم الإخوان؟ وهل بذلك سقطت مهنية الجزيرة والتى كانت تعتبرها شعارا ترفعه فى كل المنتديات الإعلامية العالمية؟، أم أن المهنية كانت ورقة التوت التىي تغطيها في أفعالها هذه؟ وكيف كانت تبث الجزيرة عبر قنواتها المتعددة اعتصامي رابعة العدوية والنهضة؟، وألا يعتبر سرقة البث جريمة قانونية تضاف لسلسلة انتهاكات الجزيرة للمعايير الإعلامية؟، ولعل القضية التى رفعها اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري ضد "الجزيرة" وطالبها بـ 230 مليون جنيه، لسرقتها البث خير دليل على ذلك.
وأكد أن قلب الحقائق ومحاولة الالتفاف عليها، نهج دائم اعتادت عليه قناة الجزيرة، وتزداد حدته كلما زادت إخفاقات سياسات القناة ومموليها، والتعبير هنا لايدخل في الإطار السياسي، وإنما فى صميم العمل الإعلامي، فمنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، تشن حربا ضارية على النظام المصري، فلا تحدث عملية إرهابية، إلا وتجد قناة الجزيرة أول من يعلن عنها، وتعرض تارة للبيان الذى تصدره الجماعة الإرهابية على شاشتها، وتارة أخرى تجدها أو من يعرض فيديو العملية الإرهابية، والسؤال يكون هو من أين لها بهذا الفيديو وهذا البيان؟ ولماذا المسارعة بنشر البيان قبل التحقق من مدى مصداقيته؟ ولماذا لا يتم تصحيح خطأ المعلومات فى حالة ثبوت عكس ما أذاعته؟، وفى الجانب الآخر، لا تفرد أخبارا عن عدد شهداء الجيش والشرطة الذين يسقطون نتيجة الإرهاب.