نحو منظومة تعليمية أفضل

تشهد مصر فى الوقت الحالى، ثورة لتطوير المناهج الدراسية فى كافة المراحل التعليمية، ومن أجل ذلك قرر رئيس الوزراء تشكيل لجنة من وزراء الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى والثقافة وأمين عام اللجان التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، وذلك للبدء فى تنفيذ خطة لتطوير المناهج.
عند اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير المناهج، يجب التأكيد على أن تكون مواكبة للتكنولوجيا الحديثة، وأن تكون طبقاً للبيئة المحيطة بالمتعلم، وأن تعتمد على مهارات البحث والتفكير العملى لحل المشكلات، مناهج تساعد على الابتكار والابداع وتساهم فى زيادة وعى الطلاب بالصورة التى تجعلهم قادرين على تنمية المجتمع.
وإذا كنا بالفعل نريد منظومة تعليمية أفضل، وقبل العمل على تطوير المناهج، يجب أولاً تحسين الأحوال المادية للمعلمين لأن تدنى مرتباتهم يدفعهم إلى إعطاء الدروس الخصوصية لتحسين أوضاعهم المالية، وتوفير برامج تدريب كافية لهم لتعريفهم بطرق التدريس الحديثة للمناهج بشكل بعيد عن الحفظ والتلقين.
كذلك تدريب وتأهيل المُعلمين على كيفية جذب إنتباه وإهتمام الطلاب وتحفيزهم على الدراسة والنجاح، كما يجب العمل على توفير المُعلمين المُتخصصين والمُتميزين لأهم مرحلة من مراحل التعليم وهى الإبتدائية حتى لانفاجئ بوجود طلاب فى المرحلة الإعدادية والثانوية، لايجيدون القراءة والكتابة.
ومع تحسين الأحوال المادية للمعلمين يجب فوراً القضاء على السوق التعليمية الموازية فى المنازل وأقصد بها الدروس الخصوصية التى تهدف فقط إلى إجتياز الإمتحانات، مما أدى إلى نشأة جيل لا يعنى بالتعلم وإنما الحصول على الشهادات.
العمل على توفير المخصصات المالية اللازمة للتوسع فى بناء مجمعات المدارس من أجل زيادة عدد الفصول للقضاء على الكثافة العالية للطلاب وإحلال وتجديد الموجود حاليا للقضاء على ظاهرة الفصول ذات المقاعد والشبابيك المحطمة والعمل على تزويدها بمعامل التكنولوجيا الحديثة، وتوفير مكتبات تحتوى على كل ماهو جديد فى جميع المجالات وان تكون متاحه للطلاب فى كافة المراحل التعليمية على ان تقسم على حسب كل مرحلة عمرية.
وأن يكون هناك إلزام للطلبة بالحضور للمدرسه وأن تضع وزارة التربية والتعليم آليات من أجل ضبط عملية حضور وغياب الطلاب، وتغليظ عقوبة الغياب المستمر عن الإنتظام فى الدراسة، كذلك إستحداث طرق قياس مستوي الفهم والتحصيل عند الطلاب وعدم الإكتفاء بالأسئلة التحريرية فقط بل يمكن إستخدام الأسئلة الشفوية والتجارب العملية داخل المعامل.
من المؤكد أيضاً، ان للأسرة دور فعال فى تحسين المنظومة التعليمية، يجب عليها توفير جو دراسي مريح في المنزل بعيداً عن المشاكل، وكذلك الابتعاد عن الضغوطات المستمرة على الأبناء من أجل المذاكرة، مع الاهتمام بالأبناء من قبل أسرهم، لأن كل من يشعر بان هناك من يهتم به يشعر براحة أكبر، وهذه الراحة تدفعه للدراسة بشكل أفضل، وتكون حافزاً له للنجاح والتفوق، كذلك تقديم الدعم المعنوي لأبناءهم لدفعهم ليثقوا بأنفسهم وبقدراتهم، وأيضاً المتابعة والمراقبة المستمرة للأبناء..
وعلى الطالب إحترام المدرسه والقائمين عليها، وأن يلتزم بلوائح وقوانين المدرسة، ويسلك سلوكا حميدا فى إحترام أساتذته، وأن يحفظ لهم مكانتهم، وأن تكون علاقته مع العاملين بالمدرسه وزملائه فى إطار من الود والاحترام، مع الاهتمام بمظهره العام، وإحترام الأديان والمقدسات وعدم الإساءة إليها، والمواظبة علي الحضور للمدرسة والإشتراك فى كافة الإختبارات والأنشطة والتدريبات العملية.
إذن نهضة المنظومة التعليمية ليس بتطوير المناهج فقط، وأى محاولة للنهوض بالتعليم فى ظل إغفال إصلاح أحوال المعلمين لن يُجدى، كذلك يجب أن يكون هناك دور للأسرة لتحفيز أبناءها على الدراسة والنجاح، وأن يكون هناك رغبة عند الطالب نفسه فى الدراسة، بالإضافة طبعاً إلى بناء المدارس الجديدة وإحلال وتجديد الموجودة حالياً للقضاء على تكدس الفصول.