عصام الإسلامبولى: لا نهضة إلا بحرية التفكير والتعبير والإبداع

أكد عصام الإسلامبولى، الخبير القانونى والمحامى بالنقض، أن الحرية ثقافة قبل أن تصبح سياسية، لأن الثقافة هى مجموع الأفكار المتكاملة التى يؤمن بها الناس.
وتابع: إن ثقافة الحرية هى مجموعة الأفكار التى تصنع نسقًا متكاملاً لمفهوم الحرية، لافتًا إلى أنه لا يمكن لكاتب أو فنان أن يبدع فى غياب منه عن الإيمان بالحرية، لأن الأصل إنه لا نهضة إلا بحرية التفكير والتعبير والمبادرة والإبداع، ودونما هذه الحريات لا تقوم نهضة ولا يرتجى أمل.
وقال الإسلامبولى – فى سياق الورقة التى قدمها خلال الجلسة الأولى لمؤتمر حقوق وحريات الفكر والإبداع تحديات الثورة والمستقبل والتى أقيمت بعنوان "حقوق وحريات الفكر والإبداع" – إن حرية الرأى تشمل فى ثناياها مجموعة من الحريات أهمها : حرية العقيدة والديانة وحرية الصحافة والنشر وحرية التعليم والتعلم.
وأضاف أن الإعلانات والمواثيق الدولية عنيت بهذه الحريات، فقد جاء الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر فى 1948 فى نص المادة 19: لكل شخص حق التمتع بحرية الرأى والتعبير ويشمل هذا الحق حريته فى اعتناق الآراء دون مضايقة وفى التماس الأنباء والأفكار ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود، منوهًا بأن المحكمة الدستورية العليا المصرية عززت هذه الحريات ورسختها فى العديد من أحكامها، وضرب مثالاً بقولها: "إن حرية الرأى هى الحرية الأصل، والقاعدة فى كل تنظيم ديمقراطى".
واستعرض الإسلامبولى العديد من القوانين والنصوص التى تدافع عن حريات الإبداع والتفكير، واختتم حديثه قائلاً: هكذا تبقى مقولة طه حسين التى ردها عام 1927 فى مختتم حديثه عن الحرية والأدب فى بحثه عن الأدب الجاهلى "هذه الحرية التى نطلبها للأدب لن تنال لننا نتمناها، فنحن نستطيع أن نتمنى، وما كان الأمل وحده منتجًا، وما كان يكفى أن تتمنى لتحقق أمانيك.
ونوه بأن الحرية نأخذها بأنفسنا، وينبغى ألا ننتظر أن تمنحنا إياها سلطة ما، فقد أراد الله أن تكون هذه الحرية حقًا للعلم، وقد أراد الله أن تكون مصر بلدًا متحضرًا يتمتع بالحرية فى ظل الدستور والقانون. مؤكدًا أن الحرية فعل وليست مجرد ظاهرة أو واقعة أو حالة.