«5 أدعية» للأذان تغفر لقائلها وتدخله الجنة

ذكر ابن القيم في كتابه زاد المعاد 5 سنن للأذان يسن للمسلم أن يلتزم بها وهي:ـ أن يقول السامع كما يقول المؤذن، إلا في لفظ: «حي على الصلاة»، «حي على الفلاح» فإنه يقول «لا حول ولا قوة إلا بالله» رواه البخاري ومسلم.
واختلف العملماء في قول المؤذن في الفجر «الصلاة خير من النوم» فمنهم من قال يقول صدقت ومنهم من يقول صدقت وبررت ولكن الراجح أن يقول مثل ما قال المؤذن أي «الصلاة خير من النوم»
وأكد ابن القيم، أن ثمرة سُنة الترديد وراء المؤذن أنها توجب لصحاحبها الجنة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا قالَ المُؤَذّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فَقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللّه؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الفَلاح، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ؛ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبرُ؛ ثمَّ قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللّه مِنْ قَلْبه دَخَلَ الجنَّة". رواه مسلم في صحيحه.
وأشار ابن القيم إلى أن السنة الثانية للأذان أن يقول السامع: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» رواه مسلم، وقيل أن مكان هذا الدعاء بعد التشهد في نصف الأذان،
وثمرة هذه السنة: غفر له ذنبه كما في نفس الحديث.
وألمح إلى أن السنة الثالثة للأذان أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم - بعد فراغه من إجابة المؤذن، وأكمل ما يصلي به عليه هي الصلاة الإبراهيمية فلا صلاة أكمل منها، دليل ذلك ما روي عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول «إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ، فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا، ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ، فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ». رواه مسلم. موضحًا أن الصلاة هنا بمعنى الثناء والدعاء ومعنى صلى الله عليه أي أثنى عليه في الملأ الأعلى بالخير، مشيرًا إلى أن ثمرة هذه السنة أن الله يصلى على العبد عشر مرات.
والصلاة الإبراهيمية هي: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» رواه البخاري.
ونوه بأن السنة الرابعة بأن يقول بعد الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما روي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ إِلاَّ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ». وزاد الطائيُّ في رواية البيهقيّ -بعد قوله: المقام المحمود-: «إنّك لا تخلف الميعاد». والطّائي من الثّقات، وسند البيهقيّ إليه صحيح، موضحًا أن ثمرة هذا الدعاء: أن من قاله حلت له شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولفت إلى أن السنة الخامسة أن يدعو لنفسه بعد ذلك، ويسأل الله من فضله فإنه يستجاب له بما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، «إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ» رواه أبو داود وحسنه الحافظ بن حجر وصححه ابن حبان.