بالصور.. في ذكرى رحيله الـ30.. صلاح جاهين يعود لأسرته بإعلان "حليم" في الأهرام.. ووفاة عبدالناصر وراء اكتئابه

في ذكرى رحيل صلاح جاهين..
التحق بكلية الفنون الجميلة .. ليتركها ويدرس القانون بكلية الحقوق طبقا لرغبة والده
ظهرت موهبته الأدبية وبالذات في الشعر العامي ليعمل بأكثر من جريدة ومجلة
اعتبر من أشهر رسامي "الكاريكاتير" فقد كان لرسوماته شعبية أكثر من أي مقال صحفي
الليلة الكبيرة .. صورة .. إحنا الشعب ..الرباعيات أشهر الأعمال
صاحب "الليلة الكبيرة.. صورة.. ياأهلا بالمعارك.. إحنا الشعب.. ناصر يا حرية"، إنه شاعر العامية صاحب اشهر الرباعيات التي لحنها له سيد مكاوي وغناها المطرب علي الحجار، "محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي" الشهير بصلاح جاهين الذي يوافق اليوم ذكرى رحيله الـ 30.
ولد في حي شبرا بالقاهرة لأب يعمل رئيسا لمحكمة استئناف المنصورة، في ظروف صحية صعبة فقد كان طفلا شديد الزرقة ونزل دون صراخ كباقي الاطفال، ما جعل من هذه الحالة تؤثر على انفعالاته وعلى حالته المزاجية فهو شديد التعبير عن فرحته ويحزن لدرجة الاكتئاب.
التحق بكلية الفنون الجميلة لكنه سرعان ما تركها ليلتحق بكلية الحقوق لرغبة والده احد اعمدة القانون في محكمة الاستئناف، ظهرت عليه علامات الادب وخاصة فيما يخص الشعر العامي، والتحق بالعمل في اكثر من جريدة ومجلة فقد بدأ طريقه في روزاليوسف، ومجلة صباح الخير؛ ليستقر به الحال في العمل بجريدة الاهرام وتربع علي عرش فن رسم الكاريكاتير؛ لتنال هذه الرسومات شهرة واسعة وشعبية تتعدي أي مقال صحفي.
صاحب الليلة الكبيرة.. كان له حضور وكاريزما قوية جعلته يحتل مكانة كبيرة بين العديد من الشخصيات فقد كان الاب الروحي للكثير من الفنانين منهم سعاد حسني وأحمد زكي وشريف منير، لدرجة انه ساهم بشكل كبير في التكوين الفكري لهذه الاسماء التي اصبحت بعد ذلك علامات مضيئة في عالم الفن.
كون مع العندليب ثنائيا فنيا ناجحا فهو من كتب له اشهر الاغاني الوطنية التي كانت سببا قويا في قرب العندليب من رجال الثورة وعلي رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر منها اغنية "صورة.. يا اهلا بالمعارك.. احنا الشعب.. ناصر يا حرية".
أصيب باكتئاب حاد بعد نكسة 1967 جعله يزهد الاعلام او الظهور بوسائله.. تغيب عن المجتمع كله وبدأت اسرته تبحث عنه فقد كان والده يمر بحالة صحية حرجة ما جعل من شقيقته "بهيجة" تذهب الي اقرب الناس اليه العندليب الاسمر وتقول له: "انت اللي مخبيه.. ابوه تعبان ومحتاج يشوفه وانت اللي مخبيه"، ليقوم حليم بتهدئتها ووعدها انه يعرف كيف يحضره ويعود به إلى المنزل وبالفعل احضره في اليوم التالي بعد ان نشر إعلانا في جريدة الاهرام يقول فيه "ارجع يا صلاح اهلك بيدوروا عليك"، وبعد عودة جاهين علموا انه كان بالاسكندرية فهو لم يتحمل رؤية والده مريضا يتعذب وهو لا يملك ان يفعل شيئا له.
الموت غيب جاهين لكن اعماله ظلت حاضرة بقوة سواء اشعاره او افلامه التي كتبها وأنتجها ظلت خالدة في تاريخ السينما المصرية فقد كتب سيناريو "أميرة حبي أنا، عودة الابن الضال، شفيقة ومتولي، المتوحشة" وهو من اقنع احمد زكي بالوقوف امام كاميرات الفيديو مع السندريلا في الحلقات التليفزيونية المنفصلة المتصلة "هو وهي" التي كتب لها الحوار لتغدو من اشهر الاعمال الفنية على مستوى العالم العربي.
جاهين صاحب اشهر الرباعيات التي بيعت 125 الف نسخة منها في ايام معدودة، والتي قام الراحل سيد مكاوي بتلحينها ليقوم المطرب علي الحجار بغنائها لتحقق نجاحا وانتشارا واسعا اضيف لمشواره الفني.
وفاة الزعيم عبد الناصر كانت السبب الرئيسي في حالة الحزن والاكتئاب التي اصابته هو وكوكب الشرق ام كلثوم؛ ولازمتهما فقد كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر بعدها لم يستعد جاهين تألقه وتوهجه الفني حتي وفاته في مثل هذا اليوم الموافق 21 من ابريل من عام 1986.