قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية،إن العلماء اختلفوا على حقيقة رؤية الرسول – صلى الله عليه وسلم- لربه في ليلة الإسراء والعراج، ولكن المحققين قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رآى ربه.
وأوضح «عاشور» في تصريح له، أن حقيقة رؤية الرسول – صلى الله عليه وسلم- لربه، هي مسألة خلافية وليست عقائدية، اختلف عليها العلماء، والبعض قال إن الرسول لم ير الله لأن الأصل رؤية الله في الجنة تكون يوم القيامة، فيما قال الإمام النووي في صحيح مسلم والذي وافق عليه المحققون إن النبي صلى الله عليه وسلم رآى ربه.
وأضاف أن فريق العلماء الذين يقولون إن الرسول لم ير الله استشهدوا بما ورد بنص الآية 143 من سورة الأعراف، بقوله تعالى: « وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ».
وتابع: وكان مبررهم أن سيدنا موسى نبي ورسول وكليم الله، ورغم ذلك لم ير الله حتى من خلال الجبل، مشيرًا إلى أن المحققين يقولون إن هناك خصوصية دومًا للمُصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم- ، وهذه الخصوصية تجعله يخالف النص أنكم ترون ربكم يوم القيامة في الجنة، وتجعله فوق سيدنا موسى.
ودلل على ذلك بأن ليلة الإسراء والمعراج ذاتها توحي بل تنص على هذه الخصوصية، التي تمثلت في تقدمه على الأنبياء جميعًا في الصلاة، وتقدم فوق السماء السابعة وذهب إلى حيث لا زمان ولا مكان في المعراج.