قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ولا تنابزوا بالألقاب!


الإنسان بطبيعته يكره أن يشتمه أحد، رغم أنه عادة لا يتردد في شتم غيره، فهو يرفض نفس الشيء الذي يفعله.
والشتم هو أن يسب الإنسان إنساناً آخر موجود معه فى نفس المكان، أو أن يسب أمام الآخرين إنساناً آخر غير حاضر.
ومن معاني الشتم فى القرآن، السخرية: (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ) بمعنى الاستهزاء، اللمز: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) بمعنى لا يعيب ولا يطعن بعضكم بعضاً، التنابز بالألقاب: (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ) بمعنى أن يعير بعضكم بعضاً، السب: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ..) بمعنى الذم.
وقد نهانا تعالى عن الشتم حتى لا تنتشر الكراهية بين الناس: (..وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ..) الحجرات 11، فالشاتم يجهل أن المشتوم قد يكون خير منه عند الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ..) الحجرات 11.
وقد نهانا تعالى أيضاً عن شتم الآلهة التي يعبدها الكفار حتى لا يشتم الكفار الله جهلاً منهم: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ..) الأنعام 108، وسبنا للآلهة لا معنى له، فتلك الآلهة لا وجود حقيقيا لها، والمطلوب منا بدلاً من شتم الآلهة المزعومة هو التوضيح بالدليل لمن يعبدونهم مدى فساد ألوهيتهم.
ولأهمية مخاطبة الناس بأفضل الألقاب، نجد أن النبي عليه الصلاة والسلام ينادي أصحابه بأفضل الأسماء، فقد سأل أحد الصحابة عندما أسلم عن اسمه: "قال: أنا زيد الخيل، قال عليه الصلاة والسلام: بل زيد الخير"، فالمؤمن ينادي الناس بأحب الأسماء إليهم، ولا يلمز ولا يسخر من أحد.
لقد نهانا تعالى عن الشتم فسماه التنابز بالألقاب وهو إهانة الآخرين بالكلمات والألفاظ التي فيها احتقار، ووضح تعالى أن الشتم صفة سيئة يجب التخلي عنها بعد الإيمان بالله: (..بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ..) الحجرات 11، وأوجب تعالى على الشاتم التوبة: (..وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الحجرات 11، فقد سمى تعالى الشاتم الذي لا يتوب بأنه ظالم.
ولتوضيح مدى خطورة الكلام: "سأل معاذ: يا رسول الله وهل نؤاخذ بما نقول؟، فقال عليه الصلاة والسلام: وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟"، والبداية تكون من التربية في البيت، عادة في البيت المنضبط الذي لا يشتم فيه الوالدان أمام الأولاد فإن الأولاد يكبرون ولسانهم منضبط، ومن الأخلاق أن يتم ضبط اللسان، قال عليه الصلاة والسلام: "ليس المؤمن بطعان ولا لعان، ولا فاحش ولا بذيء".