أحمد سليمان: زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان "يوم تاريخي" في العلاقات الإسلامية الغربية

أكد الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المكتب الفني بقطاع التعليم الأزهري بهيئة جودة التعليم، أن مناهج التعليم الأزهري تحارب التطرف في الفكر وفي السلوك، وتحث في الوقت نفسه على القيم الإنسانية الدافعة نحو التعايش السلمي وقبول الآخر والتعاون معه، كالتسامح والعفو والرحمة والمحبة والإحسان وعدم إيذاء الجار والقول بالتي هي أحسن، فضلا عن النظافة واحترام الوقت وخصوصية الآخرين، وعدم التجسس، وجودة العمل وإتقانه، وتعمير الأرض، والاستثمار في الإنسان كإنسان.
وقال "سليمان"، فى حوار تليفزيونى، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عمل على ترسيخ الحوار الإسلامي مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين من خلال إنشائه ودعمه لبيت العائلة، واليوم هو يوم تاريخي بزيارته للفاتيكان والتقائه بالبابا فرنسيس بعد رحلته إلى نيجيريا والسنغال، ومن قبلها ألمانيا، ودعا من منصة الفاتيكان إلى ضرورة تكاتف الأزهر والفاتيكان وبقية المؤسسات الدينية في العالم كله من أجل إزالة الصراعات والقضاء على التطرف والعنف والفقر والجهل والمرض من أجل إسعاد البشرية والعيش في سلام وأمان".
وأشار إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها شيخ الأزهر عبر تاريخه، وتعد بمثابة إحياء لقضية حوار الأديان بعد توقف دام سنوات عديدة، وقد ناقش شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان قضية السلام العالمي، مؤكدا أن الغرب والشرق يحتاج إلى مواقف مشتركة تقرب المسافات بينهما وتزيل آثار صراعات الماضي وحروبه وأزماته، للتكاتف سويا لمحاربة الإرهاب.
وأوضح، أن أروقة الأزهر أسمهت عبر تاريخه المديد في التفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب، فكان الوافدون بعد أن يتقنوا اللغة العربية يترجمون ما تعلموه في الأزهر إلى لغاتهم والعكس؛ ما أدى إلى التقارب والتفاعل بين الشعوب والثقافات.
وأضاف أن قوافل الأزهر الدعوية والتعليمية تنتشر في كل مكان من أرض الله؛ لنشر التسامح والسلام، كما يفتح الأزهر أبوابه كل عام لاستقبال آلاف الطلاب الوافدين للدراسة بمعاهده وجامعته، مشيرا إلى أن ظهور تيارات العنف والقتل والتخريب كداعش وغيرها في الفترة الأخيرة قد مثَّل تحديا كبيرا أمام الأزهر الذي لم يكل ولن يتوانى في تصحيح الفكر المغلوط وتجديد الخطاب الديني ونشر رسالة المحبة والتسامح والسلام في العالم.