قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن بعض الناس يفهم خطأ المقصود من قول الله تعالى «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ» النساء/34.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، أن الناس يظنون أن معنى الآية السابق الأمر والنهي وأن الزوجة ليس لها حق الاعتراض، وهذا مخالف للمعنى القرآني والشريعة الإسلامية التي تدل على المشاركة، موضحًا أن المقصود بـ«القوامة»، الإرادة وتحمل المسئولية، حيث إن السفينة لا يكون لها قائدان.
ونبه الإمام الأكبر على ضرورة أنه يجب علينا أن نفهم معنى القوامة في نظرية تكريم الزوجة في نظام الأسرة، ويجب علينا أن ننظر إلى الآيات التي تتحدث عن الزوجة في القرآن الكريم لنتأكد من تكريم الإسلام لها.
وعرض شيخ الأزهر الآية القرآنية التي تحث على حسن معاملة الزوجة، ومنها قول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" سورة الأعراف الآية 189، وقوله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» [البقرة: 187].
وتابع: وقول الله تعالى: «وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا» سورة البقرة الآية 231، وقوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف» {النساء:19}، وقول الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»[الروم: 21].
وشدد على ضرورة النظر في معنى حديث أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وأوضح الإمام الأكبر أنه إذا تدبرنا هذه الآية، سنجد أن القوامة عمية تنظيمية لمن يقود الأسرة، وليس معناها الأمر والنهي وزجر الزوجة وتتلقى الكلام فقط كما يظن البعض، منوها بأن هذا التفسير خطأ لا يعرفه القرآن والإسلام.