رد عالم يابانى عندما سمع آية «ثٌمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاْءِ وَهِيَ دُخَاْنٌ»

قال الله تعالى فى سورة فصلت «ثٌمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاْءِ وَهِيَ دُخَاْنٌ» حيث أُلقِيَت هذه الآية في مؤتمر علمي للإعجاز القرآني عقد في القاهرة.
سمع البروفيسور الياباني (يوشيدي كوزاي) تلك الآية نهض مندهشًا وقال لم يصل العلم والعلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صورًا وأفلامًا حية تظهر نجمًا وهو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم.
ثم أردف قائلًا إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام والصور الحية كانت مبنية على نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضبابًا.
وقال بهذا نكون قد أضفنا إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله الذي خلق الكون قبل مليارات السنين.
ويعنى قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) أي: قصد إلى خلقها، قال السعدي رحمه الله "ثُمَّ بعد أن خلق الأرض اسْتَوَى إلى السماء، أي: قصد إِلَى خلق السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ، قد ثار على وجه الماء".
وقال ابن عثيمين رحمه الله:قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) لأهل السنة في تفسيرها قولان:أحدهما: أنها بمعنى ارتفع إلى السماء ، وهو الذي رجحه ابن جرير، قال في تفسيره بعد أن ذكر الخلاف: "وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ) . علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات.
وذكره البغوي في تفسيره: عن ابن عباس وأكثر مفسري السلف. وذلك تمسكا بظاهر لفظ استوى. وتفويضا لعلم كيفية هذا الارتفاع إلى الله عز وجل.
القول الثاني: أن الاستواء هنا بمعنى القصد التام، وإلى هذا القول ذهب ابن كثير في تفسير سورة البقرة، والبغوي في تفسير سورة فصلت.
قال ابن كثير: "أي قصد إلى السماء، والاستواء هاهنا ضُمِّن معنى القصد والإقبال ، لأنه عدي بإلى". وقال البغوي: "أي عمد إلى خلق السماء".
وهذا القول ليس صرفا للكلام عن ظاهره ، وذلك لأن الفعل استوى اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء، فانتقل إلى معنى يناسب الحرف المقترن به، ألا ترى إلى قوله تعالى: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) ، حيث كان معناها يروى بها عباد الله ، لأن الفعل يشرب اقترن بالباء فانتقل إلى معنى يناسبها وهو يروى ، فالفعل يضمن معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به ليلتئم الكلام " انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل العثيمين".
وقوله تعالى: (وهي دخان) المقصود بالدخان هنا: بخار الماء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وَهَذَا الدُّخَانُ هُوَ بُخَارُ الْمَاءِ الَّذِي كَانَ حِينَئِذٍ مَوْجُودًا ، كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْآثَارُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَكَمَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْكِتَابِ" وقيل: هو البخار الذي تصاعد من الماء الذي كان عليه العرش ، فإن البخار نوع من الدخان".