قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

البيان الختامي لمؤتمر الشيشان.. تربّص له الأعداء للوقيعة بين الأزهر والسعودية.. الإمام الأكبر يتبرأ من التوصيات.. وشومان ينفي وجود ضغوط من المملكة على «الطيب»


شيخ الأزهر:
يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة
لا أعلم شيئًا عن البيان الختامي لمؤتمر الشيشان
زيارتي للشيشان لجمع المسلمين وليس إبعاد فريق وإبقاء الآخر

وكيل الأزهر:
لا يجرؤ أحد الضغط على شيخ الأزهر.. وأزمة الشيشان مفتعلة

أثار أحد المواقع جدلًا بزعمه، مؤخرا، أن شيخ الأزهر يتعرض لضغوط سعودية لنفي علاقته بـ«بيان الشيشان»، وأحدثت توصيات مؤتمر الشيشان الذي حمل عنوان «من هم أهل السنة والجماعة؟» حالة غضب لدى السلفيين، حيث أوصى بأن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام أبو القاسم الجنيد، ومن سار على نهجه من أئمة الهدى، ولم يذكر السلفيين.

ونفى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، وجود ضغوط سعودية على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لينفي علاقته بالبيان الختامي لمؤتمر الشيشان.

لا يوجد ضغوط سعودية:

أكد «شومان» في تصريح له، أنه لا يوجد ضغوط سعودية، ولا يجرؤ أحد الضغط على شيخ الأزهر، مضيفًا أنه زار السعودية مؤخرًا وتصريحاته حول مؤتمر الشيشان قدرها الجميع، ولم تُثر هذه القضية خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية في إطار اللجنة التنسيقية الأزهرية السعودية، والتي عقدت في وقتها الذي تزامن مع افتعال الأزمة، ولم يستطع أحد الإيقاع بين الأزهر وعلماء المملكة.

ونبه الدكتور عباس شومان أن هذه الأزمة مفتعلة استنكرها علماء السعودية وقللوا من شأنها قبل الأزهر الشريف، وليس أدل على ذلك من انعقاد اجتماع اللجنة التنسيقية التي اتفق عليها أثناء زيارة الملك سلمان للأزهر بين الأزهر والأوقاف السعودية في موعدها الذي واكب قمة افتعال الأزمة، ولم تثر هذه القضية في اجتماعاتنا هناك إلا على سبيل انتقاد من افتعلوها.

وتابع أن جميع من التقيناهم هناك أكدوا على تقدير الأزهر وشيخه وتجذر العلاقات بين الأزهر والجهات العلمية والدينية بالمملكة، منبها إلى أنه لدينا من الأزمات ما يكفينا، ونحتاج لتضافر الجهود لحلها وليس للإضافة إليها، مناشدًا: «فلنتحمل مسؤولياتنا كل في مجاله ووفق قدراته لننطلق بالوطن، فكلنا سنقف بين يدي الله ونسأل عن أعمالنا».

الأزهر معنِيٌّ بوحدة المسلمين

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الأزهر معنِيٌّ بوحدة المسلمين، وحينما نقول وحدة المسلمين، لا نعني حشد المسلمين في مذهبٍ واحدٍ أو في فكرٍ واحدٍ أو في مدرسةٍ فقهيةٍ أو مدرسةٍ عقديةٍ واحدةٍ؛ لأن الإسلام دين حواري فيما بين المسلمين أنفسهم وفيما بين المسلمين وغيرهم، كما أن التراث الإسلامي يقوم على الحوار والحجة والدليل، فإذا كان التراث بطبيعته حواريًّا خلافيًّا اختلافيًّا، والأزهر حارس عليه، فليس من المنطق أن يحشد الأزهر الناس في مذهب معين.

وقت إصدار بيان الشيشان
وأضاف الطيب، أنه من هذا المنطلق كانت زيارة جمهورية الشيشان، وحضور مؤتمر أهل السنة والجماعة، منوها بأن هذا المؤتمر استُغل استغلالًا سيِّئًا جدًّا من المتربصين بالأزهر الشريف، وكنا حريصين على تمثيل الأزهر بوفد أزهري رافق شيخ الأزهر، وألقيت الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وتفقدنا أحوال المسلمين هناك، وزرنا المعاهد الإسلامية وغيرها، وأصدر المؤتمر بيانه الختامي، مساء الجمعة، الذي لا نعلم عنه شيئًا، ولم يعرض علينا قبل إصداره، بل لم يكن وفد الأزهر الرسمي موجودًا في "جروزني" حين أُعلن، ومن ثَمَّ فإن الأزهر غير مسئول عن هذا البيان، وما يُسأل عنه فقط هو الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر.

وأكد الإمام الأكبر أن الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بالمؤتمر لا تحتوي على أي إشارة من قريب أو من بعيد إلى إقصاء طائفة دون أخرى، والكلمة موثقة ومذاعة، حيث ركَّزت على وضع الأمة الحالي، وهو بالطبع وضع لا علاج له ولا دواء له إلا وحدة المسلمين، مشددًاعلى أن هدفه من الزيارة هو جمع المسلمين ولم شملهم وليس إبعاد فريق وإبقاء فريق، ومما جاء في الكلمة: "وما أشبه اللَّيلةَ بالبارِحة –أيُّهَا الأخوة الفُضَلاء – في احتياج الأُمَّة الإسلامية الآن لأن تعرف من جديد مَنْ هُم أهل السُّنَّة والجماعة؟ وما هي معالمُ مذهبهم؟ وهل لغياب هذا المذهب الآن تأثير في حياة المسلمين؟ وما هي العلَّةُ الحَقِيقيَّةُ في تشرذُم الأُمَّة الإسلاميَّة؟ وهل من سبيل إلى إحياء هذا المذهب ليكون طوق نجاة للأمة، تتماسك حوله في مِحَنها المُتتابعة، وتفوِّت على المتربِّصين ما يبيتونه لها بليلٍ؟ ".

«أهل السُّنَّة والجماعة»

وتابع : أمَّا إجابتي عن سؤال: مَن هم «أهل السُّنَّة والجماعة» فإنِّي أستدعيها من منهج التعليم بالأزهر، الذي تربَّيت عليه، ورافقني منذ طفولتي وحتى يومنا هذا.. دارِسًا لمتون هذا المنهج وشروحه عبر ربع قرن من الزمان، ومتأملًا في منهجه الحِوَارِيِّ بين المتن والشرح والحاشية والتقرير، في تدريسي لعلوم أصول الدين، قرابة 40 عامًا من الزمان، وقد تعلَّمت من كتاب «شرح الخريدة» لأبي البركات الدردير في المرحلة الابتدائية أن «أهل السُّنَّة والجماعة» هم الأشاعرة والماتريدية، تمييزًا لهم عن الفِرَق الإسلامية الأخرى، ثم تعلَّمت في المرحلة الثانوية أن أهل الحق هم «أهل السُّنَّة والجماعة»، وأن هذا المصطلح إنما يُطلق على أتباعِ إمامِ أهل السُّنَّة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي.

واستطرد: وفي كلية أصول الدين كان أوَّلُ ما صافح عقولَنا في مادة التوحيد هي عبارة الإمام النسفي في «عقائده»، وهي العبارةُ التي يَحفَظُها عن ظهر قلب كلُّ طالبٍ تخرَّجَ في هذه الكُلِّيَّة، وهذه العبارة هي: «قالَ أهلُ الحَقِّ: حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق خلافًا للسوفسطائية»، وقد علَّق الشُّرَّاحُ وأصحابُ الحواشي على هذه العبارة موضِّحين أنَّ أهل الحَقِّ هُم أهل السُّنَّة والجَماعة مِن الأشاعِرَة والماتريديَّة".

المتربصون بالأزهر
وأشار إلى أن مَن يتربص بالأزهر وبوحدة المسلمين يتهمه بإخراج أهل الحديث "السلفية" من أهل السنة والجماعة، لكن مَن يستمع إلى الفقرة التي جاءت بعد ذلك يأتيه الرد: "ثم تعلَّمنَا بعد ذلك في أبحاثنا بالدِّراسَاتِ العُليَا أنَّ أهل «السُّنَّة والجَمَاعة» هُم الأشاعرة والماتريدية، وأهل الحديث – وهم السلفيون- وأنَّ فُقَهَاء الحنفيَّة والمالكية والشافعية والحنابلة، لم يَخرُجوا من عَباءةِ هذا المذهب، كما يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام".

وأردف الإمام الأكبر: إذًا الأزهر على لسان شيخ الأزهر في القرن الواحد والعشرين يقول: يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة، "وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يَشمَلُ علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدِّثِين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة، أَكَّدَهُ قُدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري"، وهنا أؤكد أن مفهوم أهل السنة والجماعة ليس قاصرا على الأشاعرة والماتريدية فقط بل وأهل الحديث.

لا نجامل أحدًا
واستطرد: كما أنه ليس قاصرا على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث بل قلنا: وأهل التصوف والإرشاد المنضبطين بالكتاب والسنة، ولم نتوقف عند ذلك بل أضفنا إليهم الفقهاء، بل وعلماء النحو واللغة؛ لأن هذا الذي كان يشكل جمهور الأمة من مذهب أهل السنة والجماعة، وأنا لا أجامل السلفيين حين أقول ذلك، ولكن لأن مذهبي الأشعري هو الذي علمني هذا، وهو الذي سأستدل بنصوصه على أن أهل الأثر أو الحديث أو السلفية من أهل السنة والجماعة، حيث جاء في "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين السبكي: "واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ولم ينشأ مذهبا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا"، ثم قال: "وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة .." فالحنابلة إلى جوار المذاهب الأخرى تشكل مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا هو التراث الذي يدرس في الأزهر.

واستكمل: وقد جاء في كتاب "الفرْق بين الفِرَق" لأبي منصور عبد القاهر البغــدادي (ت 429هـ ) وهو يتحدث عن بيان فضائل أهل السنة:" وأما أئمة الفقه في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد ملأوا العالم علما، وليس بينهم من يناصر السنة والجماعة، وهم أشهر من نار على علَم، ففي سرد أسمائهم طول، وأما أئمة الحديث والإسناد – السلفيون- فهم سائرون على هذا المهيع – الطريق- الرشيد" وهذا شيء عجيب، ومن هنا يُعلم أن عقيدتي الأشعرية لا تقصي أحدًا، وأني لم أزر الشيشان لأقول: تمسكوا بالأشعرية والماتريدية وأقصوا المذاهب الأخرى ، لأن هؤلاء شيوخي وهؤلاء أئمتي.