- الفيوم..
- صحراؤها تصل إلى ليبيا وباتت مفتوحة أمام سيارات التهريب بعد 25 يناير
- بيع الأسلحة القادمة من ليبيا للمواطنين بأسعار تبدأ من 2000 جنيه
- أكثر من 150 عملية إرهابية داخل المحافظة منذ 30 يونيو حتى الآن آخرها استشهاد رئيس مباحث طامية
ما بين التهميش والفقر يعيش المواطنون في محافظة الفيوم ، وما بين الأمية وسيطرة الدين تتأرجح عقول أبناء المحافظة ، وما بين توصيف المسئولين لها بأنها محافظة "الإرهاب" وما تحتويه من مواقع سياحية وأثرية يعاني سكانها ، هذه المحافظة التي شهدت موجة عنيفة من الإرهاب في فترة التسعينيات وكانت مهدًا لظهور حركات جهادية عديدة أبرزها جماعة "الشوقيين" التكفيرية ، ما زالت تعاني من سيطرة تلك الجماعات بعد 25 يناير في ظل "نسيان" الدولة لها.
تمتد حدود محافظة الفيوم إلى الأراضى الليبية من خلال الصحراء الغربية التى تربطها بمحافظة مطروح والواحات البحرية من خلال "مدقات" داخل الصحراء تمتد لأكثر من 800 كيلو متر، وبعد ثورة 25 يناير باتت تلك "المدقات" طرقًا لتهريب الأسلحة والمخدرات القادمة من ليبيا إلى الفيوم دون أي رقابة أمنية ومن ثم دخولها إلى القاهرة.
عاشت محافظة الفيوم عقب انتهاء "عرس الدم المجنون" في فترة التسعينيات حالة من السكون والهدوء حتى جاءت ثورة 25 يناير لتعيد الجماعات الدينية إلى صدارة المشهد من جديد إضافة إلى العديد من المسجونين بسجن "دمو العمومي" بالفيوم الذين هربوا في أعقاب تداعيات 28 يناير واتخذوا من "الصحراء والجبل" مأوى لهم.
عقب 25 يناير والثورة الليبية باتت السيطرة الأمنية في طي الكتمان ومن ثم كانت الفرصة سانحة لعمليات التهريب عبر صحراء الفيوم المتصلة بدولة ليبيا ، وبدأت سيارات ماركة "تويوتا" ذات الدفع الرباعي والتي تحمل لوحات الجماهيرية الليبية في الظهور من جديد محملة بأنواع عديدة من الأسلحة ، وبحسب المصادر كان للهاربين من سجن دمو والمتواجدين في الصحراء حصة من تلك الأسلحة مقابل تأمين مرورها ودخولها إلى الفيوم، وعلى مدار نحو 5 سنوات باتت المحافظة مأهولة بكميات كبيرة من الأسلحة الآلية والخرطوش الروسية والأمريكية والتركية.
تلك السيارات كانت تتوقف في الأغلب داخل مركز إطسا أو مركز يوسف الصديق وكان يتم تفريغ محتوياتها عن طريق أشخاص على علاقة بآخرين في ليبيا ومن ثم بيعها للمواطنين أو تهريبها إلى القاهرة أو إلى المحافظات التي يصعب دخول السلاح إليها عبر الحدود ويجري بيعها لأشخاص تعاقدوا معهم مسبقًا.
شهود عيان –رفضوا ذكر أسمائهم- أكدوا لـ"صدى البلد" أن تلك الأسلحة المهربة كان يجري بيعها للمواطنين في مراكز محافظة الفيوم بأسعار منخفضة للغاية فالبندقية الخرطوش كانت تباع من 2 إلى 3 آلاف جنيه والبندقية الكلاشينكوف الروسي كانت تباع من 4 إلى 7 آلاف جنيه والبندقيةm16 الأمريكية كان سعرها لا يتعدى الـ10 آلاف جنيه وهذه البندقية لا تخدم في الجيش المصري ، إضافة إلى مدافع الجرينوف والتي يطلقون عليها في مراكز الفيوم "النص بوصة".
ومع انتشار تلك الأسلحة بكثافة في الفيوم وعقب ثورة 30 يونيو وسقوط جماعة الإخوان الإرهابية ، باتت المواجهة المسلحة حاضرة بقوة بين أجهزة الدولة والمطلوبين على خلفية تهم الإرهاب ، والمتتبع لعدد العمليات الإرهابية التي جرى تنفيذها في الفيوم يجد أنها تتخطى الـ 150 عملية منذ يونيو 2013 وحتى الآن وكان آخر تلك العمليات داخل المحافظة استشهاد الرائد محمود عبد الحميد رئيس مباحث مركز طامية والذي استهدفه بعض الإرهابيين بالبنادق الآلية.