- فيسبوك يلجأ لـ"بوينتر" لفحص الحقائق، التي تضم سنوبس" و "أسوشيتيد برس"
- محللون يرون أن الاسترتيجية الجديدة ضعيفة
- يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن الأخبار وإرسال رسائل للناشر
- فيسبوك سيحارب المواقع التي تهدف للتربح من خلال نشر الأخبار المزيفة
عانى موقع فيسبوك على مدى أشهر للوصول إلى قرار حيال عملية فرض النظام على الأخبار المفبركة والنكات التي تنشر على الموقع، وقد توصل أخيرا إلى قرار للسيطرة على فوضى الأخبار المفبركة على الموقع.
إذ يقوم الموقع بالتشارك مع شبكة بوينتر العالمية لفحص الحقائق، التي تضم مجموعات مثل كلا من "سنوبس" و "أسوشيتيد برس" لتقييم المقالات التي يبلغ عنها زوار الموقع. وإذا لم تنجح هذه المقالات في اختبار كشف الكذب، فإن فيسبوك سينشر هذا التقييم إذا تم نشرها أو إعادة نشرها، إضافة إلى رابط للمنطمة التي قامت بكشف التضليل في هذة المادة المنشورة. وأكدت العديد من منظمات فحص الحقائق التي ستعمل مع الموقع أنها تتلقى عائدا ماديا للقيام بهذا الأمر.
ويقول أدم موسيري – نائب رئيس موقع فيسبوك لتطوير المنتجات – إن مسئولية الموقع تحتم تقليل نشر الأخبار المفبركة. وقال ميسوري في حوار مع واشنطن بوست إن الموقع لا يزال يريد أن يكون المكان الذي يقوم فيه الأشخاص بالتعبير عن أنفسهم على اختلاف أرائهم، ولا يريد أن يكون حكما على صحة ما يقوم مليار مستخدم بكتابته.
ويعمل النظام الجديد على الموقع على القصص التي يتضح كذبها، كأن يقول أحد الأشخاص أن أحد المشاهير قد مات، بينما لا يزال على قيد الحياة، فسيرى المستخدمون أن هذه القصة تم فضح كذبا. وسيتم تحذير الأشخاص قبل مشاركة القصص المزورة، كما أن القصص المزورة ستظهر أسفل الخلاصة الإخبارية أو "نيوز فيد" وسيظهر قبلها القصص التي لا تحوي أية بلاغات.
كما سيتمكن مستخدمو الموقع من الإبلاغ عن القصص التي يحتمل كذبها، وكذلك إرسال رسائل بشكل مباشر للشخص الذي ينشر مقالات مشكوك في صحتها.
وتركز الشركة اليوم على ما أسماه ميسوري مواقع "قاع البرميل"، التي تعمل بشكل متعمد على خداع ونشر الأخبار المفبركة، وتلك التي تنتحل صفة مؤسسات إخبارية أخرى.
وقال موسيري إن الموقع لا يهدف للإبلاغ عن المؤسسات التي تعمل بشكل شرعي، موضحا أنه حتى المقالات المثيرة للجدل أو الخاطئة التي تنشرها المؤسسات الشرعية يجب ألا يتم الإبلاغ عنها.
وأشار موسيري إلى أنه لا توجد قائمة سوداء سيتم وضعها بشكل تلقائي، بل أن الموقع قد قام ببناء ملف معلوماتي حول الصفات التي تشترك فيها الأخبار الملفقة، مثل انخفاض عدد المشاركات بعد النقر على العنوان، وهذه هي الطريقة التي ستستخدم للتحقق من هذه الأخبار.
كما يضع الموقع أولوية للتحقق من القصص التي يتم الإبلاغ عنها بشكل أكبر، والتي يتم نشرها بشكل كبير، ليتم استهداف الأهداف الأكبر قدر الإمكان.
ويمكن للأشخاص الذين يودون الاحتجاج على تصنيف معين لأحد الأخبار، أن يشتكي للمنظمة التي التي قامت بعملية التحقق من هذا الخبر.
ومن الصعب توقع فاعلية هذا البرنامج الذي تبناه فيسبوك، وما إذا كان الموقع يقوم بما يكفي لمحاربة انتشار الأخبار المفبركة، حسب ما يرى محللون.
إذ يقول الأستاذ في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا لين تو، إن الموقع تأخر في القيام بهذه الإجراءات.
وقال إن كان فيسبوك استطاع منع الأفلام الإباحية، التي لا يمكن في الحقيقة تحديد ماهيتها، فلماذا لا يقوم الموقع بتطبيق نفس السياسات على الأخبار المفبركة.
وأكد أن هذا الأداء ضعيفا، فإذا كانت صحفيو "أسوشيتيد برس" يقولون أن هذه الأخبار مفبركة، فلماذا تبقيها على الموقع.
بينما يقول محللون على الجانب الأخر، إن هذه الإستراتيجية الضعيفة لموقع فيسبوك تعد مبررة، إذ ينبغي على الموقع الانتظار حتى يرى مدى فاعليتها، حسب ما قال أليكسيوس مانتزاراليس من شركة "بوينتر".
كما يؤكد مانتزاراليس على الخطأ الناتج عن الحذر يعد أمرا جيدا مع أمر بهذا التعقيد.
ويستهدف برنامج الموقع الجديد عمليات التربح من خلال نشر الأخبار المفبركة بإعلانها على الموقع. إذ أن الأخبار التي سيتم الإبلاغ عنها لن يتم الإعلان عنها على الموقع. كما يعمل الموقع على منع الروابط التي يتم نشرها للتوصيل إلى صفحات إعلانية، وتلك من الطرق المشهورة لمواقع الأخبار المفبركة.
وفي النهاية يقول موسيري إن الموقع يأمل أن يقوم ناشرو الأخبار المفبركة بالابتعاد عن الأخبار المفبركة بهدف الربح المادي وقال ميسوري إن هذا البرنامج لا يزال قيد التطوير، وأنه سيبدأ يوم الخميس، إلا أن فيسبوك يريد أن يرى ما سينتج أفضل النتائج.
ويقول بول هورنر – وهو شخص متخصص في في التربح من كتابة الأخبار المزيفة – إنه لا يشعر بالقلق من السياسة الجديدة لموقع فيسبوك، إذ أنه يملك خمسين اسم لموقع جديد، مؤكدا على سهولة إطلاق موقع جديد خلال 48 ساعة فقط، وقال إن لديه خطط جهزها إذا تأثر عمله بشكل كبير ببرنامج الموقع الجديد.