- السعودية وقطر فى إثيوبيا
- وفد سعودى يزو إثيوبيا ويتفقد الإنشاءات بسد النهضة
- وزير خارجية قطر يغادر القاهرة متجها إلى إثيوبيا
- الوزير القطرى يغادر اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد استئذان نظيره السعودي
- منى عمر: زيارة مستشار «سلمان» لسد النهضة لا تمس مصر بسوء
- مصادر: زيارة مسئولين سعوديين لسد النهضة «مكايدة سياسية» لمصر
- الأمين العام المساعد للبرلمان العربي يوضح أسباب زيارة وزير خارجية قطر لإثيوبيا
- خبير شئون أفريقية يوضح سبب اهتمام السعودية وقطر بزيارة إثيوبيا
وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير صندوق التنمية السعودي ومستشار الملك سلمان، بالإضافة لممثلي لكبرى المؤسسات السعودية، مثل شركة "أرامكو" للنفط وشركة الكهرباء السعودية ومؤسسة التجمعات الصناعة وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا.
وقدم الوفد السعودي العديد من الأسئلة والاستفسارات عن سد النهضة الإثيوبي وإنتاجه وكيفية التخزين لمياه السد، وبحسب المصادر، تجول الوفد داخل السد وتفقد ما تم إنجازه من المشروع.
وفى تصريحات له من داخل سد النهضة، اعتبر أحمد الخطيب، وزير صندوق التنمية السعودي ورئيس الوفد، أن هذا السد يعتبر من أكبر السدود في العالم، وسوف يسهم في تنمية الشعب الإثيوبي وشعوب المنطقة، وتحدث مستشار الملك السعودي عن جاهزية المملكة للتعاون مع إثيوبيا في مختلف المجالات.
وقال إن الوفد التقى بوزراء الزراعة والتجارة والصناعة والسياحة والتعدين والخارجية الإثيوبيين، لافتا إلى أن البلدين سيعملان معا لتطوير آفاق التجارة والاستثمار بين البلدين خلال المراحل المقبلة، وأن هناك العديد من المشاريع المشتركة بين البلدين.
وقال مركز "والتا" الإعلامي الإثيوبي إن الاتفاق جاء في إطار استقبال رئيس الوزراء، هيلي مريم، في مكتبه بالعاصمة أديس أبابا، الوفد السعودي حيث ناقشا القضايا المتعلقة بترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولفت "والتا" إلى أن المباحثات أسفرت عن توصل الجانبين إلى اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تمكنهما من التعاون في قطاع الطاقة، وستقوم اللجنة بإجراء دراسة فنية حول البدائل وطرق لإنتاج الكهرباء في إثيوبيا.
وأشار المركز إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي طلب من المملكة العربية السعودية دعم المشاريع الضخمة في إثيوبيا ماليًا واستثماريًا.
ونقل "والتا" عن كبير المستشارين في الديوان الملكي قوله إن البلدين لديهما قدرة هائلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، مؤكدًا أن بلاده على استعداد للتعاون مع إثيوبيا في مجالات الطاقة وبناء الطرق والكهرباء والزراعة والتصنيع الزراعي وكذلك قطاعا السياحة.
ولم تمض 72 ساعة على زيارة الوفد السعودى لأديس أبابا، حتى أعقبتها زيارة محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، وزير الخارجية القطرى، الذى غادر القاهرة مساء أمس، الاثنين، متجها إلى إثيوبيا، بعد زيارة لمصر استغرقت عدة ساعات شارك خلالها فى الاجتماع الطارئ الذى عقد بجامعة الدول العربية لبحث آخر تطورات الوضع فى حلب.
يذكر أن زيارة وزير خارجية قطر لإثيوبيا تعد الأولى له منذ تعيينه يناير الماضى، حيث سيلتقى خلال زيارته الرئيس الإثيوبى "ملاتو تشومى" ورئيس الوزراء "هيلي ماريام ديسالين" ووزير الخارجية "ورقنى جبيوه " لبحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن بينها الأوضاع فى اليمن والصومال والسودان وجنوب السودان، إلى جانب دعم علاقات التعاون بين البلدين.
وغادر الوزير القطرى اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد بمقر الجامعة العربية لبحث الأوضاع الإنسانية فى مدينة حلب السورية.
وبعد إنهاء الوزير القطرى لكلمته أمام الاجتماع، ترك مقعده وذهب إلى وزير خارجية السعودية عادل الجبير، ودار بينهما حوار جانبى استغرق دقائق، وبعدها غادر قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وقال مصدر خليجى إن وزير الخارجية القطرى مرتبط بموعد سفر إلى إثيوبيا، لهذا غادر الاجتماع، وشرح الموقف للجبير.
وتوالت ردود الأفعال حول التحركات السعودية القطرية فى الامتداد الإقليمى لمصر بين مؤيد ومعارض، حيث أكد عدد من الخبراء أن دول الخليج لا يمكنها الاستغناء عن مصر.
لا تحمل سوءًا لمصر
في البداية، قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن زيارة مستشار العاهل السعودي، أحمد الخطيب، لسد النهضة الإثيوبي لابد أن تُفهم في سياق صحيح؛ بعيدًا عن التلميحات التي تريد إشعال الموقف المصري السعودي، ووصول الأمور لشدة التوترات.
وأوضحت "عمر"، في تصريح خـاص لـ"صدى البلد"، أن هذه الزيارة تكمن في توضيح إثيوبيا للجانب السعودي مدى الإنجازات التي وصلت إليها في بناء السد، مؤكدا أنه ليس هناك أي مساس الجانب المصري فيما يخص موقفها المائي.
وأشارت إلى أن ملف السد حسم من قبل المكاتب الاستشارية والتي تسلمت الملف وتقضي بتنفيذه حاليا لمعرفة مدى تأثير السد على الموقف المائي لكل من مصر والسودان، منوهًا إلى أن تعهد العديد من المعنيين بالملف الإثيوبي بعدم المساس بموقف مصر المائي إن أفادت الدراسات بنتائج سلبية، وشددت على أهمية توخي وسائل الاعلام الايجابية في مناقشة هذه الموضوعات.
مكايدة سياسية
في السياق ذاته، قالت مصادر قريبة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، إن زيارة الوفد السعودي لموقع السد، تحمل شقين أحدهما معلن، وهو بحث سبل التعاون بين الرياض وأديس أبابا في مجالات الطاقة والطرق والكهرباء والزراعة.. إلخ، وشق غير معلن عبارة عن "مكايدة" سياسية لمصر ردا على توتر العلاقات بين القاهرة والرياض.
وأوضحت المصادر فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن قضية سد النهضة دولية ومعروف أن هناك خلافا عليها بين الدول الأعضاء، يمنع تدخل أي طرف دولي فيها، إلا إذا كان هذا التدخل سريا وغير معلن، لافتا إلى أن إثيوبيا من حقها تطلب ما تريد من دعم، لكن هذا لا يتفق مع الموقف المصرى على الأقل.
تراكمات
من جانبه، أبدى السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد السابق للبرلمان العربى، قلقه العميق على التضامن العربى جراء التصرفات السعودية القطرية.
وقال حامد، لـ"صدى البلد"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أن مصر لا تخون ولا تتآمر على أحد، متسائلا عن سر هذه التصرفات، مشددا على أن إعلان دولتين عربيتين دعم سد النهضة الإثيوبى لا يخدم المصالح العربية، كما أنه ينذر بحدوث أزمة كبيرة وشرخا فى العلاقات العربية العربية.
وأوضح أن الموقف السعودى القطرى لا يندرج تحت المكايدة السياسية فقط، ولكن هناك تراكمات تجاه مصر بسبب موقفها من الوضع فى سوريا، بالإضافة إلى جزيرتى تيران وصنافير، لافتا إلى أن بعض النخب فى البلدين سكبت الزيت على النار من أجل تعميق التوتر.
وطالب الأمين العام المساعد السابق للبرلمان العربى، أحمد أبو الغيط، أمين جامعة الدول العربية، بالتدخل لحل الخلاف، خاصة أن مصر لم يصدر منها بيان تجاه قطر، كما طالب السعودية ومصر والإمارات بعقد لقاء ثلاثى.
الأمن القومى
وأكد رمضان محمد قرنى، الخبير فى الشئون الأفريقية، أن التحركات الخليجية، وتحديدا السعودية القطرية، فى منطقة شرق أفريقيا، تأتى وفقا لاتجاهين، أولهما أن هذه البقعة تمثل امتدادا للأمن القومى لدول الخليج، خاصة مع التطورات السياسية التى يشهدها هذا الجزء من العالم، لافتا إلى أن شرق أفريقيا أصبحت محط أنظار دول الخليج فى الفترة الحالية بسبب التداعيات الأمنية.
وقال "قرني"، فى تصريحات لــ"صدى البلد"، إن دول الخليج تبحث عن تأمين الممرات والمعابر المائية الموجودة فى هذا الجزء من العالم، ودلل على ذلك بإنشاء أول قاعدة إماراتية خارج شبه الجزيرة العربية في ميناء عصب الإريترى.
وأضاف الخبير فى الشئون الأفريقية أن الاتجاه الثانى نحو دول شرق أفريقيا سببه اقتصادى لزيادة الاستثمارات الخليجية فى هذه المنطقة، وتحديدا إثيوبيا التى تتمتع بحالة من الاستقرار الأمنى والسياسى، كما أنها من أفضل الدول الأفريقية الناهضة اقتصاديا، لافتا إلى أن الاستثمارات الخليجية فى هذه المنطقة بلغت 19 مليار دولار تقريبا، مستبعدا أن يكون الأمر مكايدة سياسية بمصر التى تعتبر عماد الوطن العربى، كما أنها جزء من الأمن القومى العربى لا يمكن معاداته.