يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولته الآسيوية بزيارة فيتنام في نهاية مايو 2025
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية واقتصادية عميقة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، والتنافس على النفوذ في منطقة جنوب شرق آسيا.
لماذا فيتنام أولاً؟
تأتي زيارة ماكرون إلى فيتنام في الفترة من 26 إلى 27 مايو، بعد تأجيلات متكررة منذ عام 2018، مما يجعلها ذات رمزية خاصة. ففيتنام تشهد نمواً اقتصادياً ملحوظاً، وأصبحت مركزاً صناعياً بديلاً للصين، مما زاد من صادراتها إلى الولايات المتحدة.
هذا النمو أثار حفيظة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي هددت بفرض رسوم جمركية بنسبة 46% على المنتجات الفيتنامية، رغم أنها أقل بكثير من الرسوم المفروضة على الصين (145%).
من جهة أخرى، تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها مع فيتنام، حيث قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة رسمية إلى هانوي في أبريل، داعياً إلى مقاومة "الترهيب والقرارات الأحادية" معاً. في هذا السياق، تحاول فرنسا استغلال الفرصة لتعزيز حضورها في المنطقة، خاصة أن فيتنام تسعى للحفاظ على توازن دبلوماسي بين القوى الكبرى.
الأبعاد الاقتصادية للزيارة
بلغ حجم التبادل التجاري بين فرنسا وفيتنام 8.5 مليار يورو في عام 2024، مع عجز تجاري فرنسي قدره 5.5 مليار يورو.
ورغم تسليم ثلاث طائرات إيرباص A320 نيو لشركة "فيت جيت"، فإن الصادرات الفرنسية لا تزال محدودة.
لذلك، تأمل باريس في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع هانوي من خلال التصديق على اتفاقية حماية الاستثمار بين فيتنام والاتحاد الأوروبي (EVIPA)، وربما الضغط لرفع الحظر الأوروبي عن المنتجات السمكية الفيتنامية.
البُعد الجيوسياسي
تسعى فرنسا إلى تعزيز مكانتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خاصة في ظل التنافس الأمريكي-الصيني. وتأتي مشاركة ماكرون في حوار شانجريلا في سنغافورة، حيث سيلقي الكلمة الافتتاحية، كجزء من هذا التوجه الاستراتيجي.
زيارة ماكرون إلى فيتنام ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز النفوذ الفرنسي في منطقة تشهد تنافساً حاداً بين القوى الكبرى.
ومن خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع فيتنام، تسعى فرنسا إلى لعب دور أكثر فاعلية في تشكيل مستقبل المنطقة.