رأس البر!

قضيت يومين في مصيف رأس البر الذي يجذب إليه مئات الالوف, خاصة من ابناء محافظتي دمياط والدقهلية, الذين يتوافدون صباحا إلي شاطئ البحر غربا وإلي منطقة الجربي علي شاطئ النيل شرقا.
ثم يقضون وقتهم مساء حتي فجر اليوم التالي تقريبا في التمشية في شارع النيل, في اتجاه الشمال حتي منطقة اللسان الشهيرة حيث يلتقي النهر بالبحر, ويصاحب هذا اقبال مكثف ومعتاد علي محال الفطير والحلوي الدمياطية الشهيرة, علي نحو يوحي بازدهار اقتصادي, هو جزء في الواقع من الازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به دمياط مقارنة بغيرها من المحافظات الأخري.
من الناحية الرسمية فان رأس البر هي احدي مدن محافظة دمياط, ولكني اتصور ان هناك من الاسباب مايبرر ان تكون مدينة رأس البر مدينة ذات وضع خاص أو طابع خاص كما هي الحال مع مدينة الاقصر, فمنطقة اللسان ينبغي ان تعامل كـمحمية طبيعية يتم الحفاظ عليها وتجنب إحداث تغييرات تشوه طابعها الاصلي الفريد, مثلما نادي بذلك مرارا ابن دمياط المهندس حسب الله الكفراوي.
اقول هذا بمناسبة مشروع بناء فندق كبير بادر بفكرته, بحماس شديد, وبمزيج من حسن النية وسوء التقدير د. فتحي البرادعي محافظ دمياط الاسبق, عند منطقة اللسان! وقد سبق ان عارضت هذا المشروع بشدة المصري اليوم22 ـ11 ـ2009 و18 ـ4 ـ2010 ولكن الرجل تمسك برأيه وأنفق الملايين لبناء الفندق, وحشد قيادات الحكم المحلي!! للدفاع عنه وتجاهل كل الاصوات التي طالبته بالتراجع أو التريث, والآن يقف ينتصب الهيكل الخرساني للفندق غير المتكمل كـخرابة كبيرة تجعل شارع النيل الجميل مثل حارة سد علي حد تعبير ابنة دمياط د. درية شرف الدين فضلا عن تشويه منطقة اللسان الفريدة.
انني ادعو محافظ دمياط وأدعو أبناء رأس البر ودمياط كلها, وادعوا خبراء البيئة والتخطيط العمراني في مصر إلي التضافر لحل تلك المشكلة, عند مصب واحد من أكبر انهار الدنيا, وحيث تتجسد الآية القرآنية, مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان صدق الله العظيم.
نقلا عن الاهرام